ركض لحظة سماعهِ ذلك الصوت.. صوت الشخص الذي يعتبره أخيه الأصغر مُنذ أول لقاء لهم في تِلك الزنزانه، صوت الذي كادَ يموت في سبيل إنقاذه من أيديّ شهرام، تقدم مرعوبًا يلتقط أنفاسه بقوه، رأى تولغا الذي يُمسك بطنه ويوجّه سلاحه ناحيته..
هتف تولغا بصوت يرتجف:لا تأتي، تسارعت خطوات صالح وماكاد أن يمسك بتولغا إلا وأبتعد الآخر صارخًا: قلت لا تأتي أبعد رجالك، حينها أتى ميكي من خلف تولغا ركضًا يرفع سلاحه هو الآخر بعد سماعه لصوت إطلاق النار وأسرع بأمساك تولغا، فيما أمسك صالح تولغا مرةً أخرى من يده بقوة ولكن الآخر دفعه مبعدًا أياه عنه، هتف صالح بخوف: اللعنه! ماذا حصل أنت بخير؟ أين أصبت هيّا بسرعه للمستشفى، إلتفت تولغا وهتف متألمًا: حقًا؟، وسقط فلم يتحمّل البقاء واقفًا، فيما أسرع صالح في رفّعه لحُضنه والضغط على إصابته وهو يقول: تولغا بني.. أتسمعني؟ لاتفعل تحمّل قليلاً سنذهب للمستشفى "وصرخ بميكي أمامه" أرفعه معي للسياره بسرعه، دفع تولغا أيدي صالح بقواه الضعيفه وهو يقول بصوتٍ متقطع: لا تؤاخذني.. لأني أفسدت ضحكتك.. أنت لم تعد أخي الذي أعرفه، لا أريد رؤيتك أذهب، وأغمض عينيه مُستسلمًا لإغماءه، نظر صالح بصدمةٍ وتوهان، فيما أسرع ميكي بسحب تولغا من بين أيديّ صالح الذي تجّمد مكانه، وحملهُ على ظهره بسرعه وهو يركض للسياره ولم يروا بعدها إلا غبارًا أحدثتهُ عجلات السياره التي أنطلقت للمستشفى، كل هذا تحت أنظار كارتال الذي ينظر ويده على رأسهِ، مسح على وجهه وإقترب يُخاطب صالح: يمكنك أن تذهب ورائهم لتطمئِن، إستقام صالح والدماء تغلي في عروقه وقد أحمّرت عينهُ غضبًا، إلتفت بهدوء وأخرج سلاحهُ يوجههُ لكارتال الذي هتف بنبرةٍ عاليه وهو يرفع يديهِ يحاول تهدئة من أمامه: لاتفعل إياك، تعلم أنني لا أعلم أنه من عائلتك، لاترتكِب خطًأ يُكلفك الكثير، كان ينظر لكارتال بغضب وألم، لم يُعر أي إهتمامًا لرجال كارتال وهم يصوبون أسلحتهم عليه، كان جُلّ تفكيرهِ بتولغا، يفكر بالشخص الذي أعتبرهُ أخيه الصغير، كيف لم يستطع حمايته وهو يبعد عنه بضعة أمتار فقط؟ هو هنا في هذا الجحيم لحمايتهم ماذا حصل الآن؟ سقط السلاح من يدهِ وأنحنى يُمسك رأسه متألمًا وهو يردد: اللهم رأسي يؤلمني.. ألتقط السلاح وصوبهُ نحو الذي يقف أمامه مرة أخرى وهو يهتف بهدوء: ألم أحذرك بعدم لمس عائلتي؟ ألم أبقى بهذا الجحيم لئلا يمسهُم شيء ماذا حدث الآن ماذا حدث أيها ال*** سأنهيك كارتال ولن أهتم لأي*** سيحدث
=بل ستهتم لأنني لم أفعل هذا عمدًا، أنا أتفقت معك لن ألمس عائلتك إن لم تفعل شيئًا وأنت لم تفعل.. هذا ال*** "مؤشرًا على رجله الذي أطلق على تولغا" الذي فعلها، وسرعان ما أخرج سلاحهُ وأطلق على رأس رجلهُ وأرداهُ قتيلاً، أنظر هو من أطلق وبدون أمرٍ مني وأنت تعرف وسمعت "وأقترب قليلاً من صالح" أنت أذهب الآن وألحق بهِم وأنظر كيف وضعهُ، وأعرف ماذا أتى بهِ إلى هنا فارتولو.. ماذا كان يريد أن يفعل مثلاً إن كنتَ مدركًا، أمسك كارتال يد صالح بهدوء وأنزل مسدسه، وأخرج مفاتيح سيارتهِ ووضعها بيد صالح قائلاً: سيارتك ليست هنا خذ وأذهب ورائهم وأطمئن وتدبر أمرهم ولاتدعهم يلحقون بنا، فارتولو أعرف جيدًا بأنهُ ليست لي علاقه بكل هذا ولا أريد إلحاق الضرر بعائلتك فأنا لا أخُلف إتفاقي أبدًا.. ذهب كارتال مع أحد رجاله، ولازال صالح مُتسمرًا بمكانه يشعر بحرارة بقلبه وعينيه، ولكن تأبى أن تنزل دموعه، كم ودّ بهذه اللحظة أن يبكي فلعلّ هذا الثقل وهذا الألم يزول أو يخف قليلاً.. ولكنه لا يستطيع فمسح على وجهه وإلتقط سلاحه راكضًا للسياره ذاهبًا خلف تولغا وميكي..
––––––––––––––––––––
بيت العائله.. المكتب
دخلت داملا على جومالي الذي يضع رأسه على الطاولةِ أمامهُ ولم يخرج منذُ خروج والدته وياماش، تقدمت وجلست على الطاوله، مسحت على شعره وهتفت بهدوء: أنا هنا جومالي، ماذا بك؟ ماذا حصل أخبرني، أجابها وهو لم يتحرك ولم يرفع رأسه: لا شيء
–واضح أنت غاضب بل وجدًا أنا أكثر من يعرفك في هذا البيت
=صحيح ولا يفهمني أحدًا غيركِ أساسًا
–إذًا أخبرني مابك؟
=قلق جدًا، لا أعلم أمي.. ياماش.. إدريس.. صالح.. يا الرجل من لحظةِ ذهابه قبل شهر إلى اليوم وأنا أحترق من خوفي عليه ولا أحد يعلم، ولكنني رأيتهُ اليوم أتى بكامل جبروته وقوته وتأكدت أن خوفي كان بلا معنى، تشاجرت مع تولغا لأنه قال أنني لستُ أخًا جيدًا.. داملا أنا في كُل مره أرى صالح بها أرى أخي كهرمان، في كل مرةً أحاول أن أكون أخًا له طيفُ كهرمان يمنعني، كيف سأكون أخًا لقاتلِ أخي؟
–جومالي.. لو أنهُ لم يندم ولم يرى الجميع ندمه لن يجعلونه يكون ويقف بينهم وبجانبهم وأن يبقى في الحفره.. لا أعلم بخصوص أنهم سامحوه أم لا ولكن الجميع نسي و تخطى لأنهم رؤوا من هو صالح، وقد حان الوقت لتفعل وترى ذلك، رفع رأسه ونظر إليها بقلةِ حيله: أرى داملا.. أرى كيف أصبح أخًا لياماش أفضل مني حتى، كيف بقي بالحفره بجانب العم ال*** لحمايتنا لدرجة إهماله لنفسه وصحته، أرى كيف أصبح عمًا جيدًا لاكين وكاراجا وكيف وقفَ بجانبهم بغيابنا، أرى كيف أصبح أبًا جيدًا لأبنه، أرى واللعنه أرى
–وما الذي يمنعك من أن تكون أخًا جيدًا له؟
=لم أرى ندمه.. والآن ذهب وعاد فارتولو عاد للشخص الذي أخذ أخي مني والذي وقف بوجهِ أبي وسلبَ الحفره منّا عاد لأعماله وكأننا لم نكن ال***
–أنظر بخصوص أنه ذهب وعاد للمخدرات وماشابه هذه لايُصدقها حتى الطفل الصغير، هناك شيئًا في هذا الموضوع وأنت تعرف أليس كذلك؟
=الرجل قالهـ...
–"قاطعته داملا" لايُهم ماذا يقول المهم ماذا تفهم أنت وما المنطقي أمام عينيك لتراه جومالي
=لايحصل وأنا لا أريد.. "وأكمل بغصه" كهرمان!
–هل تظن أنهُ سيكون سعيدًا عندما تفعل هذا أو تقتل صالح؟ تقتل أخيك؟ جومالي مهما يحصل فهو أخيك قد أخطأ بالماضي كان طائشًا أتى غاضبًا من سوء ماحصل لهُ في طفولته وشبابه.. سعادات قالت لي.. أخبرها بما عاشهُ، جومالي لو تعرف لقلت لو أنني كنت مكانه سأفعلُ الأسوء..
=ماذا أخبرتك ماذا حكى لها؟
–هو من سيخبرك.. ليس لي الحق بالقول، أنسى مافعلهُ فالذي حدث بالماضي بقي هناك، أنت كُن بجانب أخوتك فأنت كبيرهم
=أين هو؟ أين هو لأكن بجانبه لقد ذهب وتخلى عن كل شيء
–ليس.. هناك شيئًا وكلنا نشعر بهذا فصالح لا يفعل بدون سبب..
=كيف لماذا ماذا يحصل لا أفهم شيئًا سأجن سأفقد عقلي
–أنت أولاً إلتفت لصالح الآن وأرجعه لأبنه فإدريس يذبل كل يوم أكثر من قبله وهو ينتظر ويسأل عن أبيه، وأبقى بجانب ياماش وأفهمه لاتتسرع بالغضب، أبقى بجانب الطفل الخاص بك "قالتها وهي تغمز بعينها" وسرعان ماعانقت رأسه وأتبعت: هيا للمنزل اسيا تسأل عن أبيها لاتريد أن تنام بدون أن يحكي لها قصه..
––––––––––––––––––––
عند ياماش.. الذي يجلس في المقهى وبجانبه فرحات، هتف وهو ينظر لساعته: ألم يتأخروا؟ لماذا لايجيبوا على هواتفهم لا*** عملاً كهذا
–أتريد أن أتتبع أشارة هواتفهم يا أخي؟
=أجل، لا أعلم لماذا أصر تولغا على الذهاب عنيد عنيد، ولم يكاد يفتح فرحات حاسوبه إلا ورنّ هاتف ياماش، فتح الخط وأجاب بسرعه وتأفأف: ميكي لماذا تحملون هواتفكم؟ لماذا لاتجيبون يابني؟
–آبي لقد أصيب تولغا أننا بمشفى الحفره
=ماذا؟ بماذا تهذي أنت؟ كيف حصل؟ هل هو بخير؟
– لا أعلم ولكن أدخلوه لغرفة العمليات منذُ دقائق
=أنا قادم فورًا لاتغادر المشفى أبقى هناك، أغلق الهاتف وخاطب فرحات: لقد أصيب تولغا سأذهب للمستشفى أخبر أخي جومالي ليلحق بي وذهب مسرعًا.. لاحقًا وصل للمستشفى لاقى ميكي الذي أخبره بكل ماحصل منهيًا كلامه بـ: رأيته هرع إليه خائفًا ولكن تولغا منعهُ لا أعلم بدى غاضبًا منه، ولكن أخي صالح معهُ رجلاً يبدو وكأنه صديقه أو ماشابه رجاله هم من أطلقوا على تولغا
=اللعنه، قلت لكم لاتجعلوهُ يراكم وأن لا يلاحظكم أحدًا
–أنا لم أذهب بقيت في السياره هو من ذهب ليرى
=هذا ماتوقعته أساسًا، ماذا يحصل ياهذا! من هذا الرجل الذي معه!! "وأكمل" المهم أذهب أنت وتفقد أوضاع الحفره وأعطي خبرًا لجميع رجال الأسطح وماشابه لينتبهوا لجميع مداخل ومخارج الحي للحيطه والحذر، ذهب ميكي وبقي ياماش بالمستشفى بجانب تولغا، ركنَ سيارته بسرعه ونزل منها وهو لايرى أمامه من قلقه فقد أتى لمستشفى الحفره وهو يعلم بأن تولغا هنا فهو الأقرب لمكان الحادثه.. دخل يسأل عنه فدلُوه على مكانه، كان سيدخل ممرّ غرفة العمليات ولكنهُ توقف عندما رأى أخيه الأصغر الذي يجلس ويديهِ على وجهه، أختبئ خلف الجدار لكي لايراه ياماش.. نقل نظره للمكان حوله وكأنه للتو إستوعب أنه أتى للمستشفى، تراجع وتمتم بصوت خافت وهو يفك أزرار قميصه العلويه فأنفاسه باتت حبيسةً لصدره: لا تفعل ياصالح لا تجعل أحدًا يراك سيفهمون أن هناك شيئًا سيأتون خلفك ويتأذون لن تستطيع حمايتهم لاتفعل أنت تحميهم لا تؤذيهم أكثر من ذلك، وتراجع وهو يتعثر ويضرب صدره بقوة، خرج من باب المستشفى أبتعد وهو يسرع بخطواته لكي لايراه أحدًا صعد سيارته وذهب، توقفت سيارته على بعد كيلومترات من المستشفى فهو لم يعد يرى بوضوح، أخرج دوائهُ من جيب سترته تناول حبتين بدون ماء، أنزل مقعده وأسند رأسه مُغمضًا عينيه وهو يضرب على مقود سيارته بهدوء يحاول تشتيت رأسه عن التفكير فلم يعد يستطيع أن يتحمل ألم وتشنجات رأسه أكثر.. بعد دقائق، أخرج هاتفه وأتصل على حارسه يأمره: أذهب لمستشفى الحفره أبقى هناك وأبقى على علم بوضع تولغا وأنتبه لاتجعل أحدًا يراك..
––––––––––––––––––––
في بيت كارتال الذي في الغابه بعيدًا..
دخل كارتال وأتجه لأحد الغرف طرق الباب وهتف: تعالِ للخارج سنتحدث، وذهب فيما بالداخل مسحت دموعها وإستقامت تشتم صاحب الصوت، لاحقًا إلتفت إليها عندما سِمعها تهتف: هل ستصمت وتراوغ ككُل مره ولن تُجيب على أسئلتي أيها ال***؟
–وأنتِ هل ستتوقفين عن الشتم في كُل مره؟ أساسًا لم أتي إلا ثلاث مرات وفي كُل مره تشتميني بكثره!
=لأنك تستحق
–يا ألهي أنكم فعلاً عائله واحده تتشابهون جدًا
=رائع يبدو أن عمي مُنزعجًا منك لدرجة شتمك
–لا نحن فقط نتخاصم قليلاً "وضحك بخفه" وهو لا يوفر يشتم كل من يراه
=أين عمي وأين جيلاسون أجبني أيها المُختل، هل تعلم عائلتي أنك تحتجزني؟
–سامحكِ الله أصبحت مختلاً الآن؟ لا تدبرنا أمرهم وعمك شريكي أنتِ تعرفين أساسًا، وذلك الشاب في ضيافتي أيضًا
=ماذا تريد لتتركني وتترك جيلاسون ياحقير
–"تنهد بغضب" أولاً أنا أعلم بأنك حاولتِ الهرب مرتين ولكن رجالي كُثر لم تستطيعي، ستتركين محاولاتك الفاشله هذهِ، وثانيًا ستتركين هذه الألفاظ وإلا..
=وإلا ماذا؟
–ألا تخافين؟
=ممَ؟
–مني مثلاً، أو تخافين على ذلك الشاب
=جيلاسون؟ أين هو إذا فعلت لهُ شيئًا سأقتلك
–أنتِ جريئه جدًا.. كاراجا كوشوفالي أنا أُنقذك أتعلمين؟
=ماذا.. ماذا تقصد؟
–أحد شركائي أو لنقل كان شريكي.. كان هنا في وقتٍ ما أتى لمناقشة نسبة الأرباح مع عمكم، ولكنكِ رفضتِ طلبه بل وطردتيه بعد إهانته وهو علِق عليكِ بل عليكم جميعًا أيها الكوشوفالي
="ضحكت بخفه" أنت بماذا تهذي؟
–والله ماقلتهُ صحيح.. المهم الآن هذا سبب إستدراجي لكِ لخارج الحفره لأنه يريدك أنتِ وكان سيُهاجم الحفره ليأخذك، ولكنهُ الآن يبحث عنكِ لأنكِ أختفيتي من الحفره ومن الوسط كاملاً
=لأنك أنت أخذتني قبله..
–بالضبط، وأيضًا وصلهُ خبرًا أو لنقل أوصلتهُ أنا بطريقتي أنكِ بحوزتي لأن لدي خطة لأتخلص منه
=هل ستقتله؟
–بالتأكيد سأقتله أساسًا بقي القليل أنتظر قدومه إلى تركيا فقط
=كيف سأصدقك أنا؟
–عندما أتركُكِ تعودين لعائلتك لحظة قضائي عليه ستصدقيني
أنت تقرأ
لا يوجد سوى الألم..
Fanfictionسيناريو بأحداث مختلفه للجزء الرابع "Çukur" *ملاحظه: هذه المره الأولى لي في كتابة شيئًا ما..