Part 20

181 9 12
                                    

"لقد مسّوا أغلى ما أملك، ولن أسمح بمرور ذلك بلا عقاب"
-كان صالح يقود سيارته مُتجهًا إلى المستشفى، ولكن تركيزه كان بعيدًا عن الطريق، كان عقله يعج بالفوضى وكأن الأفكار تتصارع في رأسه، كل واحدة منها تلاحقه أكثر من الأخرى، أخوته.. أبنه.. ليلى.. وماهو آتٍ أيضًا، فهو يعلم جيدًا أن الخطر أصبح حوله لامحاله، وياللفوضى! ليلتان قد قلبتا كل شيءٍ رأسًا على عقب، صراعه مع كارتال بموضوع كاراجا، ثم إعتقاله، خروجه والهجوم الذي تلاه، ما كل هذا العذاب! هل كل هذا صدفه أم هو مخطط له؟ بغض النظر عن أخيه ياماش وفعلته، ما يثير جنونه حقًا هي ليلى، فشكه بأن جوزيف تقصّدها هي بالذات لايفارقه، ولكن دقيقه! جوزيف في السجن كيف يمكن له أن يتحكم ويوجّه رجاله لكل هذا وهو وراء القضبان! هل خرج أيضًا؟ وكارتال.. الشخص الذي وكأنه يعرف أكثر مما يُظهر، فتصرفاته المألوفه، وكلامه الذي يُثير الشك يدور في ذهنه مرارًا وتكرارًا، لم ينسى أبدًا حديث كارتال عن طفولته وطقس فارتو، والطرقات التي تذكره بشيءٍ بعيدٍ وأليم.. ولكنه لم يستطع تذكره إلى الآن!، والأقوى من ذلك والذي أثار الشك فعلاً لديه، هو كلامه قبل ساعات، عندما قال "أن لم أفعل أنا هو سيفعل عاجلاً أم اجلاً، سيُنهيكم جميعًا، أعوامًا من عمري ضاعت بسببك، تسلط عليّ بسببك، أخذني وقيّدني بسببك" كان منهارًا حينها، من المستحيل أن يكون هذا الكلام مجرد تفاهات، فكما يقولون.. الإنسان في لحظات ضعفه وغضبه يكشف ما بداخله بلا تزييفٍ أو أقنعه، وفي تلك اللحظه، شعر بألم رأسه يزداد أكثر وأكثر، وكأن تلك الحرب التي يخوضها في داخله تفوق قدرته على التحمل، لينفجر ضاربًا المقود بقبضته، عاجزًا عن إيقاف سيل الأفكار الذي يلتهمه من الداخل، ليمسح وجهه بغضب وهو يتمتم: من أنت ياكارتال؟ ما الذي تريده مني أيها ال***؟ ليأخذ نفسًا عميقًا يحاول تهدئة نفسه وعقله، ليقل بخفوت: هناك شيئًا يحدث ولكن سأجده، سأحله، وبعد لحظات، رنّ هاتفه المرمي على المقعد الذي بجانبه، ليلمح أسم مراد على الواجهه، ليتأفف بقلة صبر، ويهمس: قادم ياهذا قادم اختفيت لساعتين وستحرقون هاتفي!، وعندها لاحظ أن سيارةً ما تتبعه، لينظر للمرآة للحظه محاولاً التأكد من هل هي تتقصده أم في طريقها، لم يرى الشخص الذي يتعقبه وكانت السيارة تتحرك بهدوء، لكن مسارها خلفه ظل ثابتًا، شّد قبضته على المقود، ليقل: هل أنت مجددًا ايها ال*** جوزيف؟، زاد من سرعة سيارته قليلًا متعمدًا، وكما توقع، زادت السيارة التي خلفه سرعتها أيضًا، وكأنها مصممة على البقاء في مساره، ليتمتم: جميل.. تعال لنرى، ليسرع أكثر، ويدخل في طريق جانبي فجاءه، ليرى أن الذي خلفه تتبعه فورًا دون تردد، ليضحك صالح وهو يقول: أشتقت للمطارده، ولكن الآن ليس لدي وقت مع الأسف، ليسرع ويدخل في كل طريقٍ يجده أمامه، فقط لكي يُضيع من يتبعه، وبعد دقائق لم يعد يرى أي أثر للسيارة التي كانت تتبعه، فتنفس بعمق وأكمل طريقه للمستشفى، لكن قبل أن يصل، أراد أن يتأكد تمامًا من عدم وجود أي أحد يتبعه، فتوقف في مكان بعيد عن المدخل، نزل من السياره ونظر حوله بحذر، ولم يرَ أي شيءٍ يثير الشك، فأكمل طريقه سيرًا على الأقدام، واضعًا يديه في جيوبه وقبعة سترته على رأسه.. ليتجه حيثُ العنايه، مكان وجود ليلى التي يحمّل نفسه ذنب إصابتها، ليقف بعيدًا عن الزجاج قليلاً ليُثبت عينيه عليها، شعور العجز والذنب إزداد عندما رآها، ممددةً بلا حراك ومغطاةً بالأجهزه الطبيه، ووجهُها الذي عرفهُ مشرقًا، أصبح الآن شاحبًا، وكأنه لايوجد دمًا في عروقها، لقد كانت معه دائمًا، تتواجد حين إحتياجه لأحدًا بجانبه، وعندما تتواجد لايشعر إلا بالأمان والراحةِ التي يفتقدها، تذكر عندما أخبرته أنها مستعده لتقف ضد كارتال.. ضد أخيها! عندما علمت أنه يهدده، ليتنهد بحسرةٍ وألم.. أتى أيضًا في مخيلته أول لقاءٍ لهم، وإبتسامتها له، ليبتسم صالح بخفه وهو لازال ينظر إليها، لتدمع عينه، ليهمس: ماهذا الآن؟ لماذا أنا خائف لهذه الدرجه؟ لا أستطيع أن افهم، ولكن الشيء الوحيد الذي أعرفه، هو أنني لا أريد أن أكون سببًا في ذهابكِ، لذلك لاتذهبي أرجوكِ، ربما.. لو كنت هناك في الوقت المناسب، لما كنتِ الآن في هذا السرير، أنا.. أنا اسف.. لاتذهبي، لتحط يدًا على كتفه، أفزعته وجعلته يستدير بسرعه، ليرى تولغا الذي يبتسم بخفه، لتتسع عيناهُ صدمةً، ليقل بتوتر: أنت؟ كيف؟
ليقل تولغا: تتبعتك حين خرجت من الحفره..
–"وهو يضحك بسخريه" أكان أنت الذي قبل قليل يلاحقني؟
=أجل
–"بجديه" ماذا تفعل هنا؟ أذهب، ليتجاهله تولغا وينظر لليلى بأستغراب، ليسأل: من هذه؟
–"بغضب وهو يتلفّت حوله" تولغا.. أذهب، لينظر تولغا بقلق، ليعلم أن هذا ليس الوقت الصحيح ليُصارح صالح، فربت على كتف صالح قائلاً: لحقت بك فقط لأطمئن عليك، سأذهب.. وإستدار ذاهبًا، ليعاود الإلتفات ليقل: ولكن سآتي..، ليتنهد صالح بقلةِ حيله، وجلس على الكرسي بجانبه، لاحقًا أتى مراد وهو يعبث بهاتفه، ليرى صالح وسرعان ماركض ناحيته ليقل: سيدي! أنت هنا وانا أتصل عليك منذ ساعه، ليستقيم صالح، ويقل: ها ها مراد أنا هنا، أين كارتال؟
=أساسًا أنا أبحث عنك لأخبرك بهذا
–ماذا تقصد؟
=لقد جمع جميع الرجال بإستثناء الذين بقوا هنا من أجل السيده ليلى
–اييي مراد؟ لماذا جمعهم هذا المجنون؟ هل عرف مكان جوزيف؟
=لا هاجم بضاعة أحدًا ما وربما سيهاجمه أيضًا..
–"بقلق وتوتر" ماذا! من؟
=شي.. يا.. ياماش..، وقبل أن يكمل مراد كلامه ركض صالح بخوف وهو يدفعه، ليقل بسرعه: أعرف لي مكانهم الآن الآن، ليركض وراءه مراد وهو يقول: لدي الموقع ياسيدي سأرسله لك، ركض صالح وهو يشتم في نفسه، فاللعنه الأمور لاتهدئ! ليهمس بخوف: لن تفعل ياكارتال لن تفعل، لأنني وقتها لن أتركك تتنفس..
وعلى بعد مسافه، بقبعته السوداء، وملابسه الرياضيه، كان كارتال يقف في أعلى التله، ينظر للشاحنتين التين تبخرتا في أعقاب الإنفجار الذي أحدثه هو، كان قلبه يشتعل مثل النار التي أمامه الآن.. يشّد بقوه على الجهاز الذي بيده وكاد يكسره من شّده غضبه، لينظر بحقد إليهم بالأسفل، لرجال الحفره ورجال نجاتي وهم يتراكضون ويتلفتون حولهم إستعدادًا لأي هجوم، همسّ بنبرةٍ مليئةٍ بالحقد والإنتقام: سأدفّعك أنت وجوزيف ثمن كل ألمٍ شعرت به أختي، فأنا أيضًا أحرق من يمسّ أحبائي بضرر، ليتراجع بهدوء وسط النار التي تشتعل في داخله، ولكن إستوقفته لكمةً مفاجئه جعلته يترنح مُمسكًا رأسه، ليرفع رأسه بسرعه مُخرجًا سلاحه، ليلمح صالح الذي يرفع سلاحه هو الآخر، وعينيه تشتعل غضبًا، كلاً منهما يوجّه سلاحه للآخر، ليقل كارتال بدهشه: أنت..!، ليصرخ صالح وهو يسحب زناد سلاحه: الم أحذرك بعدم لمس عائلتي ولمس أي شيءٍ يخصهم؟، ليصرخ الآخر: عائلتك؟ عائلتك ستأخذ أختي من بين يدي
–وأنا سأخذ روحك إن مسسّتهم، ليضحك كارتال بقوه، ليقل من بين ضحكه: بل أنا الذي سيفعل.. أنظر "وأخرج جهاز تفجير صغير آخر من جيبه" بضغطة زر ستصبح سيارة أخيك الأشقر رمادًا.. ليُصعق صالح ونظر إلى أسفل التلة فورًا ولم يجد أحدًا فقد أختفى ياماش والبقيه بسرعه، ليُعيد نظره وقد أتسعت عينيه صدمةً وهو ينظر للجهاز الذي بيد كارتال، ليُتبع كارتال حديثه: أولاً أخيك.. ومن ثم البقيه، هتف صالح برجفةٍ والكلمات تخرج بصعوبة من فمه: لا.. لا تفعل!
–"وهو يبتسم بسخريه" لما لا؟ ألا تريد أن تعلم كيف يشعر من يتعرض أحبائه للأذى؟
=صدقني أنا أكثر من يعرف.. ولكن ليس أخي، بل جوزيف هو من يجب أن تنتقم منه، ليس ياماش!
–لاتقلق هذا سيأتي دوره بعد أخيك، ليقترب صالح وقلبه ينبض بقوة من شدة خوفه ولكنه يحاول أن يبقى ثابتًا، ليقل محاولة تهدئة من أمامه: أسمعني.. إنتقامك لن يفعل شيء لأختك..
–"بغضب" ولكنها تعاني بسببهم أيها ال***
="بهدوء" أعلم، أقسم لك أعلم، أنا اتألم من أجلها، ولكن إنتقامك بهذه الطريقه لا.. جوزيف هو من يستحق أن يدفع الثمن، هو من هاجمنا وليس ياماش! لقد هاجم الحفره أيضًا الم تكن معهم؟
=الم يبلغ أخيك الشرطه وهذا الذي جعل جوزيف يهاجم؟
–" وهو يقترب أكثر" أعلم.. ولكنه لم يعييّ المخاطر والعواقب، أسمعني أرجوك.. دعنا نتعامل مع العدو الحقيقي، دعنا ننهيه، لينظر كارتال في عينيّ صالح بأسى، وشيئًا ما جعله يتراجع، ولكن سرعان ما أتى بعقله صورة أخته وهي تسبح بدمائها، ليشّد يده على الجهاز، لينظر بغضب، وقد تحولت نظراته لشرارة تريد حرق من حولها، ليقل: الجميع سيدفع الثمن.. ليضع أصبعه على الزر، ليتقدم صالح بسرعه، ليرفع كارتال سلاحه، قائلاً بغضب: لاتقترب إياك!، ولكن الآخر لم يتراجع، بل نظر إلى كارتال بغضب وعزم، ليقل بحده: أقتلني.. فأنا أساس كل شيء، أنا من بلّغ ياماش الشرطه لأجله، وأنا من أراد جوزيف الإنتقام منه، أقتلني أنا ولكن لاتفعل شيئًا لياماش، لاتجعل غضبك يعميك، عدوك جوزيف وليس ياماش، عند هذه الجدّيه من صالح، بدأ كارتال يتذبذب بين الإنتقام والحقيقه، لأنه عندما نظر إلى عينيّ الآخر، رأى فيها شيئًا يتجاوز الغضب، شيئًا من الفهم، لكن الصوره المروعه لأخته كانت تتكرر في مخيلته، ليقل: الجميع عدو أساسًا
–عدوك وعدوي جوزيف أفهم..، ليعاود كارتال الضحك بقوة ليقل: أنت في وهم صالحجيم، الأعداء ليسوا دائمًا من يظهرون أمامنا مباشرةً، بل قد يكونون في أماكن لا نتوقعها، لينظر صالح بإستغراب، ولكنه لم يفكر بكلام كارتال، بل جُل همّه هو الحصول على هذا الجهاز الذي بيد الآخر قبل حدوث مصيبةٍ ما.. ليقل: قلت لك أقتلني فأنا سبب كل شيء..، لينظر كارتال للحظه، ليقل وقد سيطر عليه غضبه: لاتقلق سأفعل.. وشّد بيده الأخرى على الجهاز، وعينيه مليئتين بالشر، كاد أن يُصغي لصوت عقله المثقل، لكن الضغط الداخلي كان يدفعه لفعل ما يريد، وفجاءه، وفي حركةٍ غير متوقعه، رمى صالح بنفسه نحو كارتال بقوه، مما جعل الآخر يفقد توازنه، ليسقطوا أرضًا، بينما سقط الجهاز على مسافةٍ بعيده عنهم، ليحاول كارتال النهوض والوصول للجهاز، ولكن صالح هجم عليه، ليتبادلان اللكمات، ليتعمد كارتال ضرب صالح في رأسه، فهو يعلم مدى حساسيته تجاه رأسه.. ليتأوه صالح بألم ليسقط بجانب كارتال وقد تشوشت رؤيته، لينهض كارتال مسرعًا، بينما حاول صالح مسكه من قدميه ليمنعه ولكنه لم يستطع، ليصرخ: لاتفعل!!! ليدوي صوت طلقة في الأرجاء، وعمّ الهدوء للحظه في المكان، وكأن الزمن توقف.. ليظهر تولغا من الظلام مُشيرًا سلاحه لكارتال، ليقل بغضب: لاتقترب وإلا فجّرت دماغك هنا.. وسرعان ما إلتقط تولغا الجهاز تحت أنظار صالح الذي تنفس بعمق وبقوه، وكأنه نسي التنفس قبل قليل..
<<فلاش باك>>
عند ذهاب تولغا من أمام العنايه، فالواقع هو لم يذهب بل جلس في سيارته يراقب مدخل المستشفى، وبعد دقائق رأى صالح ومراد يركضان مسرعين ليصعدوا السيارات وينطلقان بأقصى سرعه، ليشعر بأن هناك شيئًا يحصل، ليلحق بصالح دون تردد وتفكير للحظه، وعندما وصلوا ورأى صالح الذي إرتجل من سيارته ركضًا لأعلى التله، لم يستطع اللحاق مباشرةً به، فمراد ورجال كارتال أسفل التله يراقبون، ليطفئ سيارته ويذهب من جهة أبعد عن الأنظار، والظلام ساعده أيضًا، ليتسلل قاصدًا أعلى التله، ليقترب بعد ثوانٍ ويسمع صراخ الإثنان، لم يكن يسمع بوضوح ويفهم مايدور بينهم، ولكنه كان يرى كارتال يُوجه سلاحه ويُمسك باليد الآخرى جهازاً على مايبدو، أستمرّ يراقب بقلق، كان يرى صالح الذي يتضح عليه القلق والخوف، ولكنه لم يتحرك خوفًا من أنه قد يتسبب بشيءٍ يضر صالح دون قصد منه، وعندما سقط الإثنان ورأى أن هدف كل منهم الجهاز الذي سقط بعيدًا عنهم قليلاً، تقدم بلا تردد وهو يرفع سلاحه مُطلقًا رصاصه في الهواء عازمًا على إنهاء هذا العراك
<<نهاية الفلاش باك>>
ليهتف كارتال بدهشه وسخريه: اووه! ذيل صالح الذي يتواجد دائمًا في هكذا مواقف، ليلتفت نحو صالح وهو يضحك بسخريه: أخبرني هل تحيكان شيئًا معًا؟ ضدي مثلاً؟، لينهض صالح متجاهلاً الآم رأسه، وسرعان ما لكمّ كارتال بأقصى قوه، ليُمسك ياقته ويصرخ به: أنت ماذا تفعل!!! أيها ال*** كدت تقتل أخي! كدت تؤذيه أيها ال***، لتتوقف إبتسامة كارتال، وأنهارت كل معالم البرود من على وجهه، لينظر بغضب وألم، ليقل بنبرةٍ تشبعت بالقهر: تتحدث عن أخيك؟ ليدفع صالح بعيدًا فجاءه، ليصرخ برجفه: أختي أنا ملقحةً على سريرٍ في العنايه أيها ال***، ليتقدم بغضب نحو صالح، وقد إمتلئت عينيه بالدموع بشكلٍ واضح، ليقل بنبرةٍ مخنوقه: أنت لم تفقد بل كدت تفقد أخيك وقد جننت، ولكن ماذا عني؟ ماذا عن ليلى التي لم تستحق أيًا من الذي حصل لها، طوال حياتي أحاول أبعادها عن كل هذا ولكنك أنت وأخيك دمرتموها ياهذا، توقف صالح ينظر بصدمةٍ وحزن للذي أمامه، ليس لإنهياره، بل لأنه يراهُ لأول مرةٍ بهذه الحاله، بينما تولغا الذي ينظر ولم يفهم شيئًا أبدًا، فظّل صامتًا، أغمض كارتال عينيه للحظه وكأنه يحاول كبت دموعه، ليهمس بألم: لقد فعلت كل مافعلته لأحميها.. ولكنها الآن هناك.. بلا حراك..، لينظر لصالح ويتبع: لقد مسّوا أغلى ما أملك، ولن أسمح بمرور ذلك بلا عقاب، ليستدير ذاهبًا، لتستوقفه كلمات صالح الذي قال: كارتال.. لن تلمس أخي، ليلتفت بقلةٍ حيله، ليقل بهدوء وهو يؤشر ليد تولغا: الجهاز.. القنبله التي تخص جهاز التفجير ليست في سيارة أخيك، لينظر صالح بإستغراب ليقل: ماذا تقصد؟
=أنها في سيارة رجل كان يتتبع ليلى منذ يومين، وقد فجرته وأنتهى أمره، ليتقدم صالح بغضب وهو يقول: هل تلعب معي؟
="بسخريه" قلت لي بعد عملية ليلى عندما أردت قتل جوزيف، أنه ليس وقته.. لهذا أردتك أن تعلم كيف يشعر من يتعرض أحبائه للأذى، ليكمل طريقه ذاهبًا، تحت أنظار صالح الذي إنحنى يُمسك رأسه، ليتأوه بقوه قائلاً: ال*** عليكم جميعًا أيها ال*** ماذا تريدون مني؟ لي**** يا ***، ليتقدم تولغا وهو يقول: صالح آبي، اهدأ أرجوك.. ليهمس صالح بصوتٍ مخنوق: أنهم يدفعونني للجنون.. يريدون إفقادي ماتبقى من عقلي، ليقل تولغا بهدوء: لاتدعهم يفعلون.. ليغمض صالح عينيه لبرهةٍ من شّدة صداعه، ليرفع لاحقًا رأسه بسرعه وهو يقول: أتصل بياماش حالاً لأطمئن عليه، أخرج تولغا هاتفه بلا جدال ولا التفوه بكلمه، ليتصل، ليُجيب ياماش الذي تنهد مُنزعجًا: ماذا هناك يا تولغا؟، ليتنهد صالح براحه، في حين هتف تولغا بقلق: أنت بخير؟
–أسمعت بالهجوم؟
=يعني..
–أين أنت حقًا؟ إلى أين ذهبت؟
=قريب ياماش.. أخبرني ماذا حصل؟
–ذاك ال*** جوزيف هاجمنا، لقد خسرنا بضاعه كانت ستُحسن أًوضعانا كثيرًا، سأقتله سأقتله، مسّك صالح رأسه من قلةٍ حيلته عندما سمع آخر ماقاله ياماش، ليقل تولغا: هل الجميع بخير؟
–اجل لا إصابات فقط خسرنا البضاعه
=ياماش لاتتسرع
–حقًا؟ ذلك ال*** يتربص بنا، لقد علِم ووصل إلى بضاعتنا أتعلم ماذا يعني هذا؟ سأقتله قريبًا يكفي ان أجده فقط.. ليقل صالح بعد أن أخذ هاتف تولغا بسرعه: أنا من فعل أنا من أحرقتها، ليتجمد ياماش حين سماعه لصوت أخيه.. وأيضًا تولغا الذي نظر إلى صالح بصدمه، ليُتبع صالح عندما لم يرد ياماش: إن أقتربت من أعمالي ومني سأفعل ماهو أسوء ياماش.. ليهمس ياماش: صالح! "وأتبع وهو يحاول السيطرة على غضبه" أنت ماذا تقول؟ هل تقول أنك أحرقت البضاعه التي كانت فرصة لتحسين أوضاعنا؟ حرقتها عمدًا! لماذا؟
="ببرود" هل تظن أن تبليغك على بضاعتي سيُمر بدون أن أفعل شيئًا؟ أنت مخطىء، أبتعد وإن أردت قتلي مثل ماتقول تفضل..
–أنت بماذا تهذي! هل تعلم ماذا خسرت الآن بسببك؟
=لقد خسرت الكثير بسببكم.. لا ضّر في أن تخسروا قليلاً
–"بسخريه" وكأننا لم نخسر أبدًا.. تولغا هل هو بجانبك الآن؟ بالطبع هو من أخبرك عن البضاعه، لينظر صالح إلى تولغا الذي يبادله النظرات بقلق، ليقل صالح بتردد: لا أحد معي.. لقد أجبرته وأخبرني، ليضحك ياماش وهو يقول: تولغا؟ أنت تجبره؟ أنا أعلم.. هو معك حتى لو كنت بعيدًا
="وهو يُشيح بوجهه بعيدًا" لا تحاول أن تضعه في الوسط، تركت لك تحذيرًا هذه المره، لاتقترب مني أو من أعمالي مجددًا
–"بهدوء" هذا ليس انت.. ماذا حصل لك؟، ليُمسك صالح مقدمة رأسه، وسرعان ما أغلق الهاتف، ووضعه أرضًا، ليهتف تولغا بعد لحظة صمت: لماذا فعلت؟ الذي أحرقها ليس أنت بل كارتال، ليقل صالح بتشتت: لن أسمح له بأن يعرض نفسه والعائله للخطر ويدخل في حربٍ أنا لازلت عالقًا فيها..
––––––––––––––––––––
عند ياماش.. الذي يجلس في المكتب وهاتفه أمامه، ينظر وقد إختلطت مشاعره، مابين الغضب والحزن والأسى والقهر، دخل جومالي بغضب، ليقل صارخًا: هل خسرنا البضاعه؟، ليقل ياماش ببرود: ايفيت، ليضرب جومالي الكرسي الذي أمامه، ليصرخ: أنا ماذا قلت؟ الم اقل أنك ستُحضر هذه البضاعه بسلام؟ أيعجبك الآن أننا أصحبنا مُدينون للسيد نجاتي؟ وأننا ننهار أكثر من ذي قبل؟
="بهدوء وهو شارد" كيف أحضرها بسلام وخصمي أخي.. ليصمت جومالي وهو ينظر لياماش، ليقترب قائلاً: ماذا قلت؟
=صالح.. هو من فعلها
–هل تسخر مني؟
=ياليت..
–بيبي أنت ماذا تقول! الم يكن نائمًا هنا قبل قليل؟ كيف يفعلها؟
=ايفيت كان نائمًا ولكنه تحدث معي عندما أتصل علي تولغا، قال أنه هو من أحرقها ردًا لتبليغي عليه وعلى بضاعته، ليشرد جومالي وهو يتذكر أنه بعد خروج ياماش وعندما ذهب لرؤية صالح، قد أستيقظ الآخر وذهب بسرعه، ليهمس: ذهب مسرعًا عندما إستيقظ بعد ذهابك، ليرد ياماش بنفس الهدوء: لقد أتصل علي تولغا، هو مع صالح، لقد تحدث معي فارتولو، ليس صالح.. بعد خسارتي للبضاعه بعشر دقائق، حين وصولي للحفره، ليقل لي أن أبتعد عن طريقه وأعماله.. ليكتفي جومالي بالنظر وهو غاضبًا، لينهض ياماش بهدوءٍ غير عادي وترنح، ليقل وهو يذهب ناحية الباب ليخرج: آبي.. أتصل بنجاتي وأعتذر منه وتدبر أمره وقل له عندما تسنح الفرصه سنعوضه، وأنا سأجد بضاعة لنُمضّي بها هذه الأيام، سأذهب لأنام تصبح على خير، ليخرج تحت أنظار جومالي الذي فعل حركة فمه المعتاده، ليخاطب نفسه: أنا ماذا سأفعل بك ياصالح؟ ماذا تفعل بنا أنت..
––––––––––––––––––––
عودةً لتولغا وصالح..
نظر صالح فجاءه إلى تولغا بغضب، نظرةً جعلت الآخر يقشعّر ليقل: ماذا هناك لماذا نظرت إلى هكذا؟
="بغضب" هل تتبعتني إلى هنا أيضًا؟، ليبتسم الاخر ويوميء بهدوء، لينهض صالح غاضبًا، ليقل: لماذا تلحق بي ماذا تريد؟ هل تريد أن أقتلك؟، لينظر تولغا بصدمه، لينهض هو الاخر، ليقل: هوب! أهدأ قليلاً، لاداعي للتظاهر فأنا أعرف كل شيء، لينظر صالح بشك، ليقل تولغا: كل شيء.. أعرف كل شيء..
=الله الله أخبرني ماذا تعرف؟
–تهديد كارتال لك.. وأن هذا كله مجرد لعبه، نظر صالح بصدمه وقلق، ليتمالك نفسه، ليقل: هذا ليس صحيحًا، أذهب وعُد من حيث أتيت، ليعطيه ظهره ذاهبًا، ليصرخ الآخر: هل تريد أن تخسر كل شيء؟ هل تظن أنك وحدك قادرًا على كل هذا؟، تجمد صالح في مكانه، وتسارعت أنفاسه غضبًا، ليتقدم تولغا بهدوء، ليقل بحده: لايمكنك الكذب علي بعد الآن، فأنا أعلم كل شيء، أنت لست وحدك في هذا منذ هذه اللحظه، أنا هنا حتى لو تجاهلتني..
="وهو يلتفت بغضب" لا أحتاج مساعدتك، وهذا ليس مكانك
–"ببرود" وليس مكانك أيضًا.. ليتنهد صالح بشّده، ليكمل تولغا: سنكون معًا ونجد حلاً للخروج من كل هذا بدون خسائر.. كانت نظرات صالح توضح مدى قلقه وخوفه، ليسأل: من أخبرك؟ وهل هناك أحدًا غيرك يعلم؟، أبتسم تولغا بتباهي ليقل: هل نسيت أنني أستطيع معرفة أي شيء إن أردت ذلك؟، ليقل صالح بتردد: لاتسخر مني، من أخبرك؟، ليرد تولغا بهدوء وهو يبتسم: لا أسخر منك آبي، لكنك تعلم جيدًا أنني لا أحتاج لأحدٍ أن يخبرني بما يحدث، وعندما أريد معرفة شيء أجد طريقي إليه، لينظر صالح بشك، ليقل: من غيرك يعلم؟، ليقل تولغا بتوتر: لا احد فقط أنا، وأكمل كلامه وهو يبتسم: مثل السابق.. هل تذكر العم؟ وكيف أنهيناه وهو كان أكبر فردًا يتعاون مع جميع عشائر أفغانستان؟ أنت وأنا هو كل مانحتاجه، سنتعاون وسنعبر هذا الجحيم معًا.. ليبتسم صالح بحزن، وحين أدرك أن تولغا حقًا على معرفة بكل شيء، ولن يتركه ويبتعد عنه، تقدم وعانقه بقوه، ليشّد الآخر على حضنه وقد نزلت دموعه رغمًا عنه..
––––––––––––––––––––
عند كارتال.. الذي يجلس في المقعد الخلفي لسيارته، ينظر شاردًا بتعب للطريق، بينما علي يقود بهدوء، ليقل علي مقاطعًا هذا الصمت: سيدي..، إستدار كارتال نحوه بتعب، ليقل: نعم؟
–نحن.. يعني لقد فجرنا البضاعه بدون علم الكبير، والأمور ليست جيده، وهو يتوقع منك الكثير، وأنت تعرف كيف يتعامل مع من يخالف أوامره أو من يفعل شيئًا من ورائه
=أعرف كيف يتعامل لاحاجة لتذكيري، وفجاءه سياراتان سوداء، أقتربتا بسرعه لتقطعا الطريق أمامهما، ليضغط علي بسرعه على المكابح، ليهتف بإبتسامه وهو ينظر للرجال الذين إرتجلوا من سياراتهم متقدمين ناحيتهم: وطبعًا لن أذكرك سيدي بأن الكبير لا يحب الإنتظار، تنهد كارتال بعمق، وشّد على قبضتيه يحاول أن يهدئ نفسه، ليهتف وهو يستعد للخروج: ابقى هنا لاتنزل، ليرد علي: كن حذرًا سيدي..، ليخرج كارتال مع وقوف الرجال الأربعه حول السياره، ليقل أحدهم: سيد كارتال.. تفضل معنا فالكبير يريدك الآن، ليرد كارتال وهو يبتسم محاولاً إظهار القوه رغم الجو المشحون حوله: على الأغلب لن أستطيع الذهاب بسيارتي.. حسنًا فلنذهب، تقدم قليلاً ولكنه التفت لعلي الذي خرج عندما رأى تقدم سيده معهم، ليقل كارتال: أنت أذهب للمستشفى وأنتظرني هناك، ليؤمي علي بقلق، وسرعان ماتحركت السيارتين بسرعه نحو وجهتهم برفقة كارتال.. ليهمس علي بتوتر: كان يرسل موقعًا لكي يقابله، ولكن هذه المره أرسل رجاله!
––––––––––––––––––––
الحفره.. منزل العائله
دخل ياماش بهدوء لغرفته، ليجد إيفسون تجلس على الأريكه، ليقل: الم تنامي بعد؟
–لا، أنتظرك..، ليتقدم ياماش ويجلس على السرير، لتنهض إيفسون وتقترب منه بهدوء وقد لاحظت أنه ليس بخير، لتقل وهي تجلس بجانبه وتمسح على شعره برفق: هل أنت بخير؟ ماذا حدث؟، ليتحدث ياماش بهدوء وهو لازال شاردًا: لقد خسرنا البضاعه، وأصبحنا مُدينون لنجاتي
–"بقلق" ماذا؟
=أحترقت البضاعه والشاحنات كلها أمام عيناي، خمني من وراء ذلك؟
–"بقلق متزايد" من؟ كيف حدث ذلك؟
=فارتولو..
–"بصدمه" لايمكن.. هو أخيك!
="وهو يبتسم بسخريه ودموعه تجمعت في عينيه" أخي؟ كنت أقول أخي.. ولكن ماذا يعني الأخ؟ والحال أن صالح كان أخي عندما هدم الحفره فوق رأسنا قبل سنوات، عندما قتـ.. أخي كهرمان.. كان أخي! عندما عاد لذلك الطريق المظلم وتخلى عننا وعن أبنه كان أخي! عندما قال لي بلسانه أنه تخلى عني كان أخي! عندما ترجيته بأن يعود لنا لأنني تعبت وتجاهلني كان أخي! لتحضن إيفسون رأسه وقد أنهمرت دموعها هي الآخرى، ليُكمل ياماش حديثه: أنا لا أستوعب يا أيفسون لا أستوعب، لماذا يفعل هذا!، لتأخذ إيفسون نفسًا عميقًا تحاول إيجاد بعض الكلمات، لتقل: ربما لا يدرك ما يفعله، ربما فقد نفسه في ذلك العالم المظلم
="بنبرةٍ مرتجفه" كيف يمكن لإنسان أن يتخلى عن عائلته بهذه السهوله؟ كيف يمكن لأخي أن يصبح عدوًا؟
–ليس عدوك ياماش! لاتقل هذا
="بتعب" لا أريد التفكير بأي شيء إيفسون.. أريد أن أنام، فقط أن أنام، لتضع أيفسون رأسه على رجليها بخفه وتلتقط لحافًا خلفهم لتغطيته، لتمسح على رأسه بهدوء وحنان، لتهتف: هل تريد أن أحكي لك قصه؟ ليُمسك ياماش يدها التي على رأسه ويؤمي بالإيجاب..
––––––––––––––––––––
أمام المستشفى..
حيث تولغا الذي يجلس في سيارته، أخرج هاتفه عندما سمعه يرنّ، ليجدها كاراجا، ليبتسم بتوتر، ليرد قائلاً: جميلتي؟
لتجيب كاراجا بدهشة وإستغراب وهي تبتسم: ماذا قلت؟
–لاشيء.. لماذا أتصلتي هل حصل شيء؟
=أعمامي خسروا البضاعه، هل حقًا عمي صالح هو من فعل ذلك؟
–"بتوتر" أنظري كاراجا، سأخبرك بكل شيء قريبًا عندما نتقابل، لكن إعلمي هذا، أنا من الآن فصاعدًا سأكون يدًا بيد مع أخي صالح، ولن أتركه لوحده، لقد صارحته بأنني أعرف كل شيء، وأقنعته بأن أبقى معه
="تنهدت بإرتياح" هذا يعني أن خطتنا تسير على نحو جيد؟
–نأمل ذلك.. لاتقلقي حسنًا؟
=حسنًا ولكن يجب أن نتقابل قريبًا
–"وهو يبتسم" طبعًا، فأنا أشتقت إليكِ..
="تبتسم وتحاول إغاظته" ماذا؟ لم أسمع
–إلى اللقاء كاراجا.. أقبلك، وأغلق الهاتف في حين أن الأخرى تنهدت بعمق وهي تستند على شباك غرفتها، لكن القلق لا يزال يصاحبها، همست لنفسها وكأنها تحاول إقناع قلبها: كل شيء سيسير على ما يرام، وعمي سيعود..
––––––––––––––––––––
بعد ساعات.. في المستشفى
حيث صالح الذي يجلس أمام العنايه يحدق في ليلى التي لازالت على حالها.. يتنفس بعمق بعد ان أطمئن أن عائلته بخير، فهو قد أرسل مراد لحظة قدومه للمستشفى فورًا للحفره ليتسلل ويطمئن على وضعهم، ليأتي مراد لاحقًا ويخبره أن الوضع هادىء والجميع بخير على مايبدو، وحين كان شاردًا في أفكاره، أتت رساله لهاتفه، ليُخرجه بلامبالاة، ليرى رقمًا غريبًا، زاوره القلق ليفتح الرساله، ويرى في محتواها "جوزيف لم يعد بين الأحياء لقد قُتل منذ لحظة إعتقالك، لكن الحقيقه لا تزال مخفيه، أحذر من الذين يستخدمون أسمه، والذين يطعنون ويحاولون حتى قتل ذراعهم اليمين، لا تثق بأحد، فالعدو أقرب مما تظن وينوي حربًا" أجتاحه القلق والخوف عندما قرأ هذه الرساله، ولم يستطع التفكير بأي شيء، ليسمع صوت مراد الذي أتى ركضًا برفقة علي الذي يتضح من شكله الخوف والقلق وهو يهذي بشكلٍ هستيري، ليقل: سيدي، لقد أصيب السيد كارتال وأعتقل بتهمة قتل لقد أصابوه وأعتقلوه! لينهض صالح بصدمة وأعين متسعه، ليقل وهو ينظر لهاتفه وإليهم: ماذا!

لا يوجد سوى الألم..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن