"أولاً أنت وكل من يقترب من أحبائي، وبعدها سيدك الذي أمرك بالأذيه"
"أبني! إدريس" كان يهمس بها وهو مُغمض العينين يتصبب عرقًا في سيارته يستند برأسه للخلف، في حين كان قلبه يخفق بجنون وكأنه على وشك الإنفجار، ليفتح عينيه فجاءه وهو لازال مُتصلبًا في مقعده، أخذ يتلفت حوله يحاول إستيعاب ما يجري، وسرعان ما أدرك أن كل هذا كان مجرد حلم، بل كابوس.. وما أسوأه من كابوس، تنهد بعمق مطولاً ومسح وجهه بيده محاولةً للتخلص من أثر هذا الكابوس، وألتقط علبة ماءٍ كانت مرمية بجانبه، فتحها وأرتشف منها وهو يحاول إعادة تنظيم أنفاسه المتسارعه، مسح وجهه أيضًا بقليل من الماء بعد أن سكبه على يده، وبعد لحظات وقد هدأت أنفاسه قليلاً، مد يده إلى هاتفه الذي كان أيضًا مرميًا بجانبه، ليرى رسائلاً عده، رمقها بنظرةٍ سريعه ولم يكترث لها، كان كل ما يشغل تفكيره الآن هو الإطمئنان على أبنه، بحث سريعًا عن رقم تولغا، فمن غيره سيكون بجانب أبنه في غيابه؟، ليرسل رساله بدون أن يتصل، كتب فيها مُتجنبًا إظهار قلقه "تولغا، ماذا تفعلون، هل كل شيء على مايرام؟"
ولم تمرّ دقائق حتى رد تولغا "أجل، إدريس كان يسأل عنك ولكنه نائم الآن، أين أنت؟ لم تأتي منذ الصباح" تنهد بعمق، ليّمد يده إلى مقبض الباب ونزل من السياره، كان الهواء باردًا، ليرى نفسه يقف في موقفٍ أمام الساحل، ليتقدم بهدوء وهو ينظر للبحر، ظّل ينظر أمامه محاولًا أستجماع أفكاره، ليخرج هاتفه ويرد على تولغا "أنا في الطريق، كنت مشغولاً" أغلق الهاتف ووضعه في جيبه، أستمرّ يقف للحظات في مكانه وهو يتنفس بعمق، ليعود أدراجه لاحقًا لسيارته ذاهبًا لمنزله، بعد مده، أوقف سيارته أمام المنزل، ليلاحظ علي واقفًا أمام الباب بطريقة غير إعتياديه، يحوم حول المكان بنظراته المليئة بالقلق، أقترب صالح منه ببطء، وبملامحه المرهقه سأله بصوتٍ خافت: ماذا هناك في هذا الوقت المتأخر؟، ليقل علي وهو يُمسك هاتفه بقوه: لم أستطع الوصول إليك فأتيت إلى هنا أنتظرك، لقد أتصلوا اليوم من إحدى شركاتنا، هناك أجتماع طارئ ومهم ويجب أن يحضره السيد كارتال شخصيًا، ولكن بما أنه لن يستطيع الحضور، فلقد طلبوا حضورك أنت
="بإستغراب" أحدى الشركات التي بأسمي أم بأسم كارتال؟
–بأسم كارتال طبعًا، لو كنت أستطيع الذهاب لفعلت، لكن هذا الإجتماع سيحضره شخصيات كبيرة من شركائنا، ولا يمكنني تمثيله فيه، هل ستذهب؟ أم ستستمر بالتظاهر بأنك السيد هنا في ظل غياب سيدنا الحقيقي يا فارتولو؟، نظر صالح لعلي مطولاً ثم قال بحدّه وهو يقترب منه أكثر: يبدو أنك نسيت إلى من تتحدث الآن
–"بسخريه" لم أنسى، الست الشغيل الذي يصنع بضائع السيد كارتال؟، ضحك صالح ببرود ورفع يديه ببطء بعد لحظات يعدّل سترة الآخر تحت أنظاره المندهشه، ليقل صالح ببرود: تقول شغيل؟ يبدو أنك تواجه صعوبه في التفريق بين الشريك وشيء آخر، ولكن قل لي الآن ياعلي أين ومتى هذا الإجتماع؟
–"وهو يبلع ريقه بتوتر" غدًا صباحًا في شركة الشحن ^^^
="ببرود" تمام، دعني أكون واضحًا معك، يبدو أنك تعرف الكثير، وقد تحدثتُ مع سيدك بالفعل لكن.. من يدري؟ ربما تعرف أشياءً لم يتمكن سيدك من إخباري بها، نظر علي بغرابه ليقل: عن ماذا تتكلم أنت؟، ليميل صالح قليلاً، وأشار بيده لرجاله الذين في الخارج، ليأتي إثنان منهما، خاطبهم وهو يبتعد قليلاً عن علي: يوجد قبو في المنزل اليس كذلك؟ ليومي واحدًا منهم بينما نظر علي بتوتر، ليردف صالح وهو يؤشر لعلي: خذوه إليه، فلدينا ماسنتكلم به، حاول علي التراجع بضع خطوات، لكن قبضة الرجلين كانت أقوى من مقاومته، فسحباه دون مقاومة تُذكر، ليصرخ علي: أنت ماذا تظن نفسك فاعلاً؟ ماذا تريد مني؟، أبتسم صالح ببرود، ليقل وهو يدخل للداخل: سنتحدث ياعلي لاتكن على عجلةٍ من أمرك هكذا، فسيدك الكبير لا يستعجل أبدًا، ليجحظ علي عينيه، وقد فهم أن صالح أدرك أن الكبير فوقهم وعلِم به، فيا لورطته التي وقع بها، دخل صالح للمنزل وأتجه فورًا لغرفة إبنه، أو بالأحرى غرفته هو وأبنه، فإدريس رفض أن ينام بعيدًا عن والده، ليجده نائمًا بهدوء، تقدم نحو السرير وأستلقى بجانبه، قبّل رأسه ويديه بحنان، وحينها أغمض عينيه ببطء، فقد راوده النعاس بالرغم من أنه كان نائمًا طوال اليوم في سيارته، طُرق الباب بعد ثوانٍ، لم يتحرك صالح ولم يتفوه بكلمة فشعور النعاس إزداد داخله، تمنى فقط لو أن الذي يطرق الباب يتراجع ويذهب، ولكن الباب قد فُتح، ليسمع صوت خطواتٍ تتقدم نحوه بهدوء، رفع رأسه، ليجد أحدًا من رجاله الذي هتف بصوتٍ خافت: سيد صالح، نظر صالح بقلق ليستقيم جالسًا، بينما أردف الآخر قائلاً وهو يمّد هاتف صالح: نسيت هاتفك في السياره، ومراد أخبرنا أن نخبرك بأن الرجل الذي حاول قتل السيده ليلى في المستشفى يريد التحدث معك، ليسمح صالح وجهه بخفه وأخذ الهاتف ليقل بسخريه: هل أتيت إلى هنا في هذا الوقت لكي تخبرني بهذا؟، نظر الرجل بإحراج بينما ضحك صالح بخفه ليردف: أمزح معك فقط.. شكرًا على إحضار الهاتف "أخذ نفسًا عميقًا وأكمل" وأخبر الرجال ليتجهزوا غدًا صباحًا، سنذهب أولاً إلى الشركه، ومن ثم سنزور صديقنا العزيز الذي يريد التحدث معنا، اومى الرجل بهدوء وغادر الغرفه، وعاود صالح الإستلقاء بجانب أبنه، بينما في الأسفل خرج تولغا بهدوء من الشرفه، ليقابل الرجل الذي نزل للتو من غرفة صالح، بادره تولغا بسؤاله: هل أتى؟، أومى الرجل برأسه إيجابًا وتابع طريقه، ليصعد تولغا للأعلى ولكنه قبل أن يصل للغرفه، توقف وتردد، وحين إلتفت عائدًا للأسفل وقد تراجع عن إكمال طريقه، خرج صالح من الغرفه، ليرى تولغا يقف في المنتصف، تبادل الإثنان نظرات صامته للحظات، قبل أن يرفع صالح حاجبيه بإستغراب، ليقل بتساؤل: هل هنالك شيء ياتولغا؟
="ببرود" أردت فقط أن أتأكد بأنك بخير، فأنت لم تأتي منذ الصباح
–"وهو يبتسم" لاتقلق لايوجد شيء
=حقًا؟
–"وهو يتقدم إليه" ايفيت، مابك أنت؟ تبدو غريبًا
="بسخريه" أنا؟ غريب؟
–هل هنالك شيء تريد التحدث به؟
="ببرود" أنا.. لا، ولكن أنت هل يوجد شيء عليك إخباري به؟، نظر صالح وقد تملكه التوتر من غرابة الآخر التي لم يعتد عليها، ليهتف بعد لحظات: مثل ماذا؟
=حديثك مع كارتال مثلاً، ولعلمك حدث مرتين! مرة في المركز ومرة أخرى اليوم، بماذا تحدثتم؟
–"بهدوء" لايوجد شيء لاتشغل بالك "وأكمل وهو يخطوا نزولاً للأسفل" أنا جائع حقًا يااو، ليهتف تولغا بنبرةٍ مرتفعه: لا أشغل بالي وأنا الذي سحبك من تلك الهاويه لكي لاتقتل نفسك؟، توقف صالح وتجمد في مكانه، ليردف تولغا: أنا لست هنا لكي أكون بجانبك فقط، بل لكي نقضي عليهم معًا ونخرج من هذا الجحيم ونفوز بهذه الحرب، ولكنك لا تخبرني بأي شيء "وأكمل بغضب وهو يتقدم حتى وقف بجانب صالح" ولعلمك لن أكون موجودًا في كل مره وأسحبك من أفكارك السوداويه، ليلتفت صالح ويرفع يده غاضبًا ينوي صفع تولغا ولكنه توقف ومنع نفسه بشده على آخر لحظه، لينظر تولغا ليّد صالح وقد ضحك بخفه، ليقل: لازلت تغضب سريعًا، أضربني يا أخي لن أغضب، ولكن هذا العمل لايمكن هكذا، لايمكن وأنت تخفي عني أشياء كثيره، وذهب بهدوء لغرفته، بينما أنحنى صالح وهو يتمتم: أعطوني بعض الوقت.. بعض الوقت ياهذا!
––––––––––––––––––––
الحفره صباحًا.. منزل العائله
دخلت داملا لغرفتها لكي توقظ جومالي، فهو لم ينم إلا متأخرًا عند طلوع الشمس، دخلت تتفحص الغرفه بنظراتها ولم تجده، لتتنهد بقلة حيله ونزلت للأسفل حيث يجلس الجميع على طاولة الإفطار، سألتها سلطان عندما رأتها نزلت لوحدها: أين زوجك؟
="وهي تجلس" لا أعلم يا أمي ربما ذهب للمقهى مبكرًا
–لم يأتوا إلا متاخرًا بالأمس هو وياماش والآن لا نجدهم على سفرة الإفطار؟، لتأتي كاراجا التي نزلت بحقيبتها وهي تقول: صباح الخير، تقدمت تأخد بعض حبات الزيتون، لترمقها جدتها بنظرات إستغراب، لتقل بفضول: إلى أين في هذا الصباح الباكر يا أبنتي؟، لتهتف كاراجا تخاطب جنات: أيمكنكِ إحضار كأس عصير لي؟، ثم التفتت لجدتها وقالت: لدي بعض الأمور لأقوم بها
=أي أمور في هذه الفتره؟ حتى خروجك من المنزل فيه خطوره
–"بإنزعاج" اووف، نفس الإسطوانه لن أسمعها منكِ ياجدتي، يكفي عمي جومالي "وأردفت وهي ترمقهم بحدّه" أنتم تعلمون أنني لم أعد أطيق الجلوس هنا وكأنني ربة منزل، أرجوكم دعوني أتنفس ولا تقلقوا علي فأنا أستطيع تدبر أمري بنفسي، ليأتي اكين من خلفها وهو يقول بنبرةٍ حاده: إلى أين ياوردة عمكِ السوداء، أمتعضت كاراجا وأنزعجت من هذا اللقب الذي لا يكفّ أكين عن تكراره، وهي لا تحب أن تسمعه لأنه يذكرها بعمّها صالح، ليس هو من لقبّها به صحيح.. جومالي من فعل، ولكن صالح أصبح يناديها به بعد قدوم العم وتفرقهم أنذاك، لتقل وهي تهّم بالمغادره: ليس من شأنك، ليُمسك اكين يدها بقوه قبل أن تبتعد وهو يهتف بغضب: سألتكِ سؤالاً أجيبي عليه، قاطعهم صوت ياماش الذي أتى وهو يقول: لماذا تعلوا أصواتكم هكذا؟، أفلت اكين يد كاراجا التي لم تُبعد عينيها عنه وهي تنظر إليه بغضب، ليتقدم ياماش يريد سؤالها عندما لاحظ أنها تستعد للخروج، لتهتف هي قبل أن يسألها: سأخرج وسأذهب حيثما أريد ولن يتدخل أحد، لم تكونوا هنا لثلاثة أعوام ولم يسألني أحدًا وقتها أين أذهب ولماذا، لهذا ليس لكم الحق في التدخل بكل أموري!، لتخرج غاضبةً تحت أنظارهم المندهشه جميعًا وخصوصًا ياماش، الذي بقي سؤاله عالقًا على طرف لسانه دون أن يخرج، لتقل سلطان تخاطب اكين: أجلس ولا تعيد حركتك هذه، ماذا فعلت لكي تُمسك يدها بهذا الشكل؟، ليجيب اكين ببرود: لم تجب على سؤالي، ليقل ياماش يحاول تهدئة الجو: تمام.. أتركوها عندما تهدأ أنا من سيتحدث معها، لتتمتم سلطان بقلق: ليحميها الله.. في حين هتفت داملا تُخاطب ياماش: هل رأيت جومالي؟، ليُجيبها وهو يجلس بجانب إيفسون ويقبّل أبنته: أجل ذهب مبكرًا للمقهى..
––––––––––––––––––––
منزل صالح
نزل تولغا من الأعلى بهدوء يستعد هو أيضًا للخروج، لمح صالح يجلس على طاولة الطعام وإدريس في حضنه ومراد يجلس أمامهم، ليتقدم بجمود، جلس بجانب صالح وأقترب قليلاً يُخاطب إدريس: والدك لديه الوقت لكي يفطر معك اليوم هذه معجزه! أستغل هذا يابطل، التفت إدريس ينظر لوالده بغير فهم، بينما نظر صالح إليه بحنان، ليبتسم ويدفع تولغا من كتفه وهو يقول متصنعًا الغضب: لاتزعج أبني ودعه يتناول فطوره، ليقل تولغا وهو يستقيم: بالعافية لكم جميعًا، ليذهب ناويًا الخروج ولكن إستوقفته كلمات صالح: إلى أين؟ أريد أن أتحدث معك، ليقل تولغا بدون أن يستدير: لدي عمل، سأكون هنا بعد ساعتين، وذهب بينما مسح صالح وجهه بقلةٍ حيله
ليُخاطب مراد بعد لحظات قائلاً: ماذا فعلت بأمر شقة ليلى؟
=لقد تدبرت الأمر، ذهبت للبنايه وتكلمت مع صاحبها وأعطاني المفتاح الإحتياطي، وأخرج المفتاح من جيبه يُناوله لصالح
الذي قال: متى ذهبت؟
=بالأمس، أنت لم تكن موجودًا لهذا لم أستطع أخبارك
–لا بأس، ها قد أخبرتني
=متى ستذهب إليها؟
–"وهو يتنهد بعمق" ليس الآن، يومنا طويل عندما أنتهي من كل هذه الأشغال التي فوق رأسي سنذهب سويًا
=كما تريد، التفت إدريس لوالده ليقل بعبوس: بابا؟
نظر صالح يإستغراب، ليقل: لماذا عبست هكذا؟
=أنا مللت
–"وهو يتصنع الحزن" هل مللت مني؟
="وهو يهز رأسه نافيًا" هاير بابا، أنا مللت من الجلوس وحدي هنا، أريد أن أذهب لجدتي وأخي اكين وأن ألعب مع ماسال وآسيا
–"بحزن" هل أشتقت إليهم أيها الشقي؟، أومى إدريس برأسه إيجابًا، بينما أردف صالح: أساسًا وعدنا جدتك بأن لا نجعلها تشتاق إليك، ليقل مراد وهو يبتسم: أستطيع أخذه أنا.. وأنت أهتم بأشغالك فالرجال في الخارج ينتظرونك، ليقل صالح بعد أن شرب كأس الشاي دفعةً واحده: لا أنا من سيأخذه، وأنت أخبر الرجال بأن يسبقونني
ليهتف إدريس بفرح: هل سنذهب حقًا بابا؟
–"وهو يبتسم" أجل، سأخذك إليهم اليوم، وأنا سأكون مشغولاً ببعض الأعمال، لكن بعد أن أنتهي سأعود لأخذك هل أتفقنا يا سيد إدريس؟، عانق إدريس رقبة والده وهو يقول بشغف: أتفقنا
––––––––––––––––––––
مركز الشرطه
طُرق باب المكتب، ليهتف داهان وهو مشغولاً بحاسوبه: أدخل، دخل أحد العناصر ليتقدم بعد أن أغلق الباب، وضع أوراقًا على الطاولة أمام داهان، ليقل: سيدي، هذه المعلومات التي طلبت مني التحري عنها، أرجو أن تكون كافيه، مدّ داهان يده وأنظاره لازالت على الشاشة أمامه، أخذ الأوراق ومررّ عينيه عليها بسرعه
ليقل: مثل المتوقع الشركات لازالت تعمل
="بتردد" ولكن ياسيدي، لقد قمت بتتبع تحركات فارتولو مثل ماطلبت مني، أنتقل لمنزل جديد قبل أسبوع تقريبًا، ونصف رجال كارتال تكين لحقوا به هناك، وعلى حسب علمي لديه إجتماع اليوم في أحدى الشركات
–"رفع حاجبيه ببرود" تقول إجتماع؟ سيبدو طبيعيًا مثل العاده، فنحن كم إجتماعًا داهمنا ولم نستطع مسك شيء، عمومًا أستمر بالمراقبه، وأي تحركاتٍ أو تصرفاتٍ مشبوهه أخبرني على الفور، أومى العنصر وخرج، ليتصفح داهان الأوراق أمامه، ليلفت نظره أسم "ولي جوهر" هذا أسم المالك لمنزل صالح، عقد حاجبيه بإستغراب، ليتصفح بقية الأوراق بسرعه باحثًا عن مزيدٍ من المعلومات، ولم يجد شيئًا غريبًا، ليتصل على نفس العنصر الذي خرج من عنده قبل قليل
ليقل بنبرةٍ جاده: هل تحريت عن ولي جوهر؟
="بتوتر" لا ياسيدي
–"بغضب" أسمًا عريضًا أمامك لم تتحرى عنه؟
=لم أعلم أنه يجب التحري عنه ياسيـ..
–"يُقاطعه بجديه" كل شيء يجب هنا ياعزيزي كل شيء!
=أعتذر ياسيدي، بماذا تأمرني الآن؟
–تحرى عنه وأخبرني، ولا تترك أي تفاصيل وراءك
وأغلق الهاتف، مسح وجهه بعد ثوانٍ وهو يتمتم: كيف سأجعلك تتعاون معي يا فارتولو؟ إلى ماذا سألجأ؟
––––––––––––––––––––
منزل صالح
قبل أن يخرج وهو يُمسك بيد أبنه، هتف للممرضه: إن حصل أي شيء أتصلي بي حسنًا؟، أومت الممرضه بإبتسامه، لتقل: الطبيب سيأتي ليرى ليلى بعد قليل، ليقل صالح بعد أن رفع كتفيه بقلة حيله: ربما لن أكون موجودًا، سأتحدث معه في وقتٍ آخر، وخرج متوجهًا للسياره، التفت لمراد قبل أن يصعد وقال: علي.. لن يدخل عنده أحدًا حتى أتي حسنًا؟ ليقل مراد بتساؤل: لماذا أحتجزته؟
–سيتضح لاحقًا "وأرتدى نظارته وأردف" لكن الآن، لن يقترب منه أحد، لاحقًا وعلى بعد مسافه في الحفره، خرج جيلاسون من المقهى تاركًا الأخوه، ومعهم اكين، عندما رنّ هاتفه برقم صالح، كان متفاجئًا فما هو السبب الذي سيجعل صالح يتصل عليه؟، أجاب بقلق: آبي؟
=صباح الخير سيد جيلاسون
–"بإبتسامه" صباح الخير
=هل أنت متفرغ؟
–"بتساؤل" أجل، لماذا؟
=تعال وقابلني عند مدخل الحي
–"بقلق" هل حصل شيء يا أخي؟
="بقلةِ صبر" ماذا سيحدث يا جيلاسون؟ الله الله تعال وفقط
–حسنًا يا أخي، سأكون هناك حالاً، وصعد سيارته، لاحقًا توقف جيلاسون عند مدخل الحي حيث سيارة صالح أيضًا، نزل منها وتقدم إليهما فرأى صالح يتكئ بظهره على السياره وإدريس بجانبه، ليهتف بفضول: آبي؟ هل كل شيء على مايرام؟
="بسخريه وهو يؤشر على أبنه" لا فهذا الشقي يُتعبني
–"وهو يبتسم" في ماذا؟
=دعك كنت امزح "وأقترب بهدوء" جيلاسون.. أريدك أن تأخذ إدريس إلى منزل العائله، ليقضي بعض الوقت هناك فهو قد أشتاق للجميع، أنحنى جيلاسون ليصل لإدريس، ليقل: أمرك أيها الشقي، أذهب لسيارتي وسآتي حسنًا؟، أومى الصغير وركض للسياره، بينما نظر جيلاسون لصالح وقال بنبرةِ حزن: كيف حالك يا أخي؟
="بهدوء" بخير يا جيلاسون، أنت كيف حالك؟
–بخير.. لماذا لاتذهب بنفسك لبيت العائله؟
=أخيك جومالي.. "توقف للحظه" لاشيء فقط لا أريد رؤية أحد، وأستدار يريد الصعود لسيارته، ولكنه التفت ليقل: سآتي وأخذ إدريس لاحقًا "وأكمل بحنان" أنتبه لنفسك يا جيلاسون حسنًا؟، لم يستطع جيلاسون التفوه بكلمه أو فعل شيء سوى أنه أومى بهدوء، ليتحرك صالح بعد أن رأى جيلاسون تحرك هو الآخر، ليبتعد عن الحفره مُتجهًا للشركه وهو لا يعلم بالذي يتعقبه منذ لحظة خروجه، يتعقبه وهو يضع قبعته ويشّد قبضته على مقود السياره بغضب
––––––––––––––––––––
حيثُ تولغا وكاراجا
قريبًا من الحفره.. صعدت بجانبه في السياره وهي عابسة الملامح، ليستغرب ملامحها هذه، فهتف بتوتر: كاراجا؟ ماذا حدث؟
="بإنزعاج" ماذا؟
–"وهو يبتسم بخفه" اوف أنتِ حقًا جميله في كل حالاتك، لتلتفت إليه بغير فهم، ليردف: أعني، حين تضحكين وحين تغضبين وحتى عندما تكونين عابسه، أنتِ دائمًا جميله
="وقد بدأت تهدأ" هذا رأيك أنت ياروحي
–"ولازال يبتسم" صحيح.. يقولون أن المُحب يرى من يحب جميلاً دائمًا في كل حالاته، حتى عندما يكون قبيحًا
="وهي ترفع حاجبيها" هل تحاول أن تقول بأنني قبيحه ياسيد تولغا؟
–"يحاول إغاضتها" يعني.. أحيانًا..
="وقد بدأت تبتسم بخفه" دقيقه ماذا قلت قبل قليل؟ المُحب؟
–"أبتسم ولم يُجيب"
="بفضول" هل تحبني يا تولغا؟
تجمد تولغا في مكانه وهو ينظر إليها بتوتر، لتضحك عندما لاحظت إرتباكه لتقل: مابك تجمدت هكذا؟
–"وهو يبتسم بهدوء" وإن كان الأمر كذلك.. ماذا ستفعلين؟
="بسخريه" لاشيء فقط سأفكر في الأمر..
–"وهو يقترب منها" وماذا؟
="وهي تنظر إليه بمكر" سأتركك تنتظر..
–"وهو يضحك" أظن أن الإنتظار سيكون ممتعًا طالما أنكِ هنا.. بجانبي، ليُقترب يريد تقبيلها، ولكن رنّ هاتفه، ليبتعد وهو يشتمّ بينما ضحكت كاراجا بمكر، لتقل: من المتصل؟
–"بعد أن أصّمت هاتفه" دعكِ، أنتِ مابكِ أتيتِ منزعجه؟ ماذا حدث؟
="وهي تتنهد ببطء" لاشيء فقط العائله وماشابه
–مابهم؟
=يريدون إعتقالي في المنزل على الأغلب
–"بهدوء" أنظري كاراجا.. صحيح أنني أريد رؤيتك كل يوم ولكن الوضع خطر الآن وأنا أخاف عليكِ، وهم أيضـ..
="وهي تُقاطعه" تولغا؟ لا تبدأ أنت أيضًا
–"وهو يرفع يديه" حسنًا حسنًا، أخبريني إلى أين نذهب؟
=فقط دعنا نجلس في السياره..
–مثل ماتريدين ياجمليتي
لتضحك كاراجا وهي تقلده بإستهزاء: جميلتي
لينفجر الإثنان ضحكًا..
––––––––––––––––––––
السجن
كان كارتال يجلس صامتًا كالمعتاد، يعبث بأصابعه ليخفف من ألم رأسه الذي لايُفارقه من أفكاره، قاطع هذا الصمت فتح باب الزنزانه، ليظهر المدير ومعه عناصره ليتقدم بهدوء وهتف بجديه وهو يضع يديه خلف ظهره: تفضل معنا ياسيد كارتال
="ببرود" إلى أين؟
–أولاً ستقابل محاميّك ومن ثم إلى الزنزانه الجماعيه، فقد أنتهى وقتك هنا
=محامي؟ لم أطلب محامي
–ستقابله فمُحاكمتك بعد أسبوع ولايوجد من يدافع عنك قانونيًا ويُمثلك أمام القُضاة
=من أرسله؟
–ليس مهمًا من أرسله، أنهض الآن، ليتقدموا العناصر يُقيدون يديّه ويأخذونه خارج الزنزانه، وذهبوا به إلى غرفة الزياره، ليجد محاميًا يجلس بهدوء، تقدم كارتال ليقف المحامي يمّد يده، ولكن الآخر جلس بعدم إهتمام ولم يُصافحه حتى، ليعاود المحامي الجلوس، ليهتف بعد لحظات: سيد كارتال.. أنا المحامي سنان، أرسلني السيد صالح لأكون بجانبك في هذه القضيه، ليبتسم كارتال لوهله، أخفى إبتسامته وهتف: وهل تستطيع إخراجي أم أنك هنا لتخفف من حدة عقابي فقط؟
=لإخراجك.. فعلى حسب علمي أنت لم تفعل هذا متعمدًا
–صالح أخبرك؟
=أجل رؤوس أقلام فقط "أخرج ورقة التوكيل ووضعها أمام الآخر وأكمل" بعد أن توقع أريدك أن تشرح لي كل شيء، ليتنهد كارتال بحرقه، مدّ يده ووقع، ليقترب من الآخر وهو يهتف بهمس: ستخرجني من هنا اليس كذلك؟
="بثقه" سأبذل قصارى جهدي لأثبت برائتك
–"بسخريه" أنا لستُ بريئًا، ولكنني سأخرج من هنا في كل الأحوال أيها المحامي
="وهو يبتسم" وأنا هنا من أجل ذلك، حتى وإن أضطررنا بتلبيس التهمه لشخصٍ آخر، ولكن سيكون صعبًا بعض الشيء بسبب الأدله التي بحوزة النقيب
–"ببرود" لا يهمني، أنت.. أريدك أن تخرجني
ليومي المحامي بهدوء وثقه..
––––––––––––––––––––
عند صالح
ببدلته الرماديه الأنيقه، وشعره المُصفف للخلف، ومنديله الأحمر، دخل إلى الشركه بخطواتٍ واثقه ومُهيبه، وهو يضع يدًا في جيبه ويدًا يعبث بها بسلسلته الذهبيه المُعتاده، لفتّ أنظار الموظفين الذين يشتغلون جميعهم، تقدم بهدوء نحو الإستقبال، ليتكىء وهو ينزع نظارته، ليُخاطب الموظف: أين غرفة الإجتماعات لإجتماع اليوم؟
="وهو ينظر بإندهاش" من حضرتك؟
–أنا اسألك ياصديقي، لماذا ترد علي بسؤال؟
=عفوًا ولكن لن أستطيع إرشادك، فهو إجتماعًا خاص ونحن ننتظر شريك المدير لكي يأتي
–ها.. تنتظرون شريك المدير؟ ما أسمه؟
="بإستغراب" وفي ماذا يهمك هذا؟
–أريد أن أعرف فقط
=فارتولو.. فارتولو سعدالدين
–"وهو يبتسم بخبث" أوصف لي شكله لكي أتذكره؟
="بقلةٍ صبر" لا أعرفه لم أراه، لاتشغلني أرجوك..
–فارتولو الذي تنتظرونه أتى ياروحي، لينظر الموظف بتعجب، ليقل يتدارك توتره: سيد فارتولو؟ أنا أعتذر لم أدرك..
–"يُقاطعه" لاداعي للإعتذار، فقط أرشدني لغرفة الإجتماعات لننتهي من كل هذا، أومى الموظف مسرعًا، ونهض يقود صالح لغرفة الإجتماعات، توقفا أمام الغرفه، ليقل الموظف: تفضل ياسيدي، إنهم في أنتظارك، ربت صالح على كتف الآخر ودلف للداخل فورًا، نظر للغرفه، كانت كبيره تحوي مكتبًا في أحد أطرافها وطاوله كبيره في المنتصف تخص الإجتماعات بالتأكيد، الكثير من النباتات، وكان الجدار الأمامي مصنوعًا من الزجاج، مما يُتيح رؤية رائعه للخارج، نظر نحو الطاوله ليجد أربعة أشخاص ينتظرونه على الأغلب، وبدون تردد، أقترب صالح ليجلس على رأس الطاوله، وهتف بهدوء: صباح الخير.. هل تأخرت؟، ليُجيب أحدهم، ويبدو أنه الأكبر والمتحدث نيابةً عنهم، بلهجة غير سليمه تدل على أنه أجنبيًا وليس تركيًا: لاعليك، سيد فارتولو صحيح؟
=صحيح
–كنا في إنتظارك، ولا تؤاخذني لغتي التركيه ليست جيده
="بإمتعاض" روسيا؟
–"بإبتسامه" أجل
="بالروسيه" تحدث معي براحتك، أبتسم الجميع، بينما هتف الرجل بالروسية أيضًا: جيد جدًا حقًا سنتفاهم جيدًا سيد فارتولو..
="يبتسم مجاملةً" أجل..
–ولكن أولاً سمعنا أن السيد كارتال سُجِن
=مع الأسف..
–كثيرون يريدون الأذيه للناجحين، نتمنى له العداله
=شكرًا.. لنبدأ إجتماعنا هذا ما رأيكم؟
––––––––––––––––––––
الحفره.. المقهى
كان ياماش يحوم في المقهى بتوتر، ليهتف بغضب: إلى أين ذهب؟ قلت له أن الرجل سيأتي اليوم لكي نتكلم بخصوص الشراكه إلى أين ذهب ياا، ليقل اكين يحاول تهدئة عمه: لاتقلق ياعمي، أنت تعرف عمي جومالي
=اعرفه.. ولكن من الجيد أن يكون هنا، أريده أن يكون بجانبي
–إذًا أتصل عليه
="وهو يتأفف" أتصلت أتصلت ولكنه لايرد، وفي لحظتها توقفت سياره أمام المقهى، ليقل ياماش وهو يفرك وجهه بغضب: لقد أتى الرجل وهو لم يأتي، ليذهب للخارج يستقبل شريكهم الجديد، دخلوا للمقهى وأتخذ كل واحدًا منهم مكانًا
ليقل ياماش يُخاطب الرجل: أهلا بك في الحفره
="وهو يبتسم ينظر لخارج المقهى" حفرة إدريس كوشوفالي، كم هي مكانًا غامضًا لا يفهمه إلا أصحابه "والتفت نحو ياماش" أقصد أنتم
–"وهو يبتسم بحذر" هكذا..
="بجديه" لندخل في صلب الموضوع يا ياماش، بضاعتكم جيده الجميع يعرف ذلك، وقراري بإتخاذكم شركاء لي لن أندم عليه..
–سلمت على الإطراء، ولكن سأكون صريحًا معك، نحن الآن نشتري فقط ونصرف البضاعه، لأننا نواجه صعوبه بالبيع الخاص قليلاً
=أعرف، ولهذا أنا أقول، سأعطيكم ثلاث بضائع بقيمة واحده ولكن لدي شرط واحد..
–"بحذر" ثلاث بضائع بقيمة بضاعه! لماذا؟
=أريد بدل المال للبضاعتان الزائده، بضاعتان منكم
–إذًا تريد أن تستبدل المال ببضاعتان مننّا لاحقًا؟
=بالضبط
–كيف يمكننا أن نعطيك بضاعتان دون مقابل؟
=ليست دون مقابل ما بك ياماش! سأعطيكم بضاعتان الآن بدون مقابل وستردون المقابل لي ببضاعتان من عندكم عندما تنتهون من الصنع لاحقًا
–"بتفكير" ولكن.. سنتأخر ليكن بعلمك
=لا مشكلة لدي أبدًا بما أنني سأجني في الآخر.. خذوا وقتكم
–حسنًا، دعني أفكر وأستشير أخي وأرد لك خبرًا.. إستقام الآخر وهو يمدّ يده ويقول: كنت أريد لقاء أخيك اليوم ولم يحصل، أبلغه بسلامي لطفًا
–"وهو يصافحه" حسنًا، إللى اللقاء إذًا
="وهو يبتسم" إلى اللقاء، وخرج بعدها تاركًا ياماش يقف في منتصف المقهى يديه خلف ظهره ينظر بحذر
ليُخاطب اكين قائلاً: ما رأيك؟
="بهدوء" عرضه مُغري ياعمي، سيُساعدنا الآن ولكنه سيُكلفنا لاحًقا
–أعرف.. ولكن مايهمني هو الآن، وهو ليس على عجلةٍ من أمره
=أجل.. ماتراهُ هو الصحيح ياعمي، ليومي ياماش بهدوء..
––––––––––––––––––––
عند صالح.. بعد ساعه
إستقام بهدوء بعد أن أتمّ هذا الإجتماع الذي كان المغزى منه هو تقوية العلاقات وتسوية الأمور في أمور الشحن وماشابه.. فالأمور منذ أسبوع ومنذ لحظة إعتقال كارتال معقده جدًا، خرج من غرفة الإجتماع يُمسك هاتفه يريد الإتصال بأحدهم، لتأتي الموظفه التي تُشرف على أعمال كارتال خاصة في مكتبه، لتقل وهي تمشي بجانب صالح الذي لم ينتبه لها مشغولاً بهاتفه: سيد فارتولو..
=نعم؟
–هناك أمورًا نحتاج مساعدتك بها في ظِل غياب السيد كارتال، بعض المستندات والعقود التي كان من المفترض توقيعها هذا الأسبوع
="وهو لازال مشغولاً بهاتفه" حسنًا، أعرضي علي ما تحتاجون إنهاءه في مكتب كارتال
–"وهي تبتسم" هذا لطفٌ منك، سنقوم بترتيب الأوراق في مكتب السيد كارتال، يمكنك المرور متى ما شئت
=حسنًا سأمر لاحقًا، ورفع هاتفه يضعه على أذنه، خرج للخارج بإتجاه سيارته، وهو ينتظر إجابه الآخر، ليقل للرجل الذي أحضر سيارته: أحضر لي علبة ماء، أومى الرجل وذهب، ليأخذ صالح قرص أدويته، تناول إثنتان في يده لثوانٍ وعندما تأخر الآخر في إحضار الماء، بلعها بلا ماء، ليعاود الإتصال مرةً أخرى وهو يتمتم: أجب يا تولغا أجب، ليشتم وهو يُعيد الهاتف لجيبه حين أتاه أن هاتف تولغا مغلق.. وصعد سيارته، كل هذا كان تحت أنظار الأخ الأكبر الذي كان يراقب أخيه عازمًا على معرفة حقيقة أمره، وحين تحرك الآخر، تحرك معه الأكبر ناويًا تعقبه لآخر لحظه..
وبعد مُده، وصل صالح لمكان إحتجاز الرجل الذي حاول قتل ليلى، ولم يكن سوى مستودع صغير بعض الشيء، أوقف سيارته، فتح درج السياره ليأخذ سلاحه الآخر، وحين تأكد من إمتلائه بالذخيره، وضعه في خصره بجانب مسدسه الآخر، وإرتجل من سيارته غاضبًا، فهو سيقابل الآن رجلاً حاول قتل ليلى.. قابله مراد عند الباب، ليقل: يزعم بأنه يعرف شيئًا سيجعلك تتركه، ضحك صالح بإستهزاء، ليقل: إذا تركته حيًا لايقولون لي فارتولو سعدالدين بعدها، ليدخل للداخل برفقة مراد، تقدم ليرى رجلين يقفان خلف هذا الرجل المُحتجز الذي يُقيد بشكلٍ عكسي "رأسًا على عقب" وجهه وجسده مليئًا بالكدمات، تقدم وسحب كرسيًا ليجلس أمام الرجل الذي يراه بالمقلوب، ليقل بغضب وحدّه: تكلم
=وستتركني بعدها
–"بغضب أشّد" تكلم
="بخوف" عدني بأنك ستتركني بعدها، ليسحب صالح سلاحه بسرعه ويُطلق على ركبة الآخر بدون تردد، ليصرخ الآخر متألمًا وهو يشتم، ليهتف صالح: أخرس لسانك هذا وتكلم لماذا طلبت رؤيتي؟
="وهو يأن" الكبير.. الكبير هو من أمر بقتل الفتاه
–وغيره؟
="بألم" غيره؟ الم يكفيك معرفة هذا؟
–بلى.. إذًا هل لديك شيئًا آخر قبل أن أحررك؟
=لا فقط الكبير من أمرني بفعلها، بالأخص كنان هو من أعطاني الأمر
–هل تعرف مكان كنان هذا؟
=لا ولكن تقابلنا مرتين في ورشة تصليح
–ورشة تصليح! أين؟
=بالقرب من شارع^^^
–هل الورشة تخصه؟
=لا أعلم ولكنني قابلته هناك، ليستقيم صالح ببرود ليقل: حررّوه، ليضحك المُحتجز بينما تقدم الإثنان ليفكوا قيوده، وقف على رجليه، في حين صالح كان يُعطيه ظهره، ليتقدم المُحتجز وهو يقول: الكبير لن يتركني أرجوك خذني معك، دعني أعمل معك، ليلتفت صالح وهو يبتسم ببرود، ليقل: فقط؟ أنت تأمر ياعزيزي، ليخرج سلاحه وأطلق رصاصتان برأس الآخر، ليسقط جثةً هامده، ليبتسم مراد ومن معه، ليهتف صالح وهو يرجع سلاحه لخصره وينظر للجثة أمامه: أولاً أنت وكل من يقترب من أحبائي، وبعدها سيدك الذي أمرك بالأذيه، ليقل مراد: الكبير؟ من هذا؟، ليرفع صالح حاجبيه بعدم إهتمام، ليقل وهو ينظر لمراد: أدفنوه أو أرموا جثته للكلاب لايهمني
وخرج وصعد سيارته ذاهبًا..
––––––––––––––––––––
منزل صالح
فتحت عينيها ببطء، كانت الغرفة مضاءه بضوء خافت، ورائحة المعقمات تملأ الأجواء، حاولت تحريك رأسها، لكن الألم أجتاح جسدها بأكمله، وكأنها خرجت للتو من معركه، تشعر بجفاف حلقها، كانت بحاجة ماسة لشرب الماء، حاولت أن ترفع يدها، لكن ثقلها بدا وكأنه يضغط على جميع أنحاء جسدها، كان رأسها مثقلاً وكأن شيئًا غامضًا يجثم عليه، وكأن جزءًا من ذاكرتها محجوب خلف ستار كثيف حاولت أن تتذكر ماحصل معها ولكن النوم غلبها مرةً آخرى، لتُغمض عينيها على أثر المسكن الذي يسري في جسدها، ليحتّل السكون ملامحها مجددًا..
إلى اللقاء في البارت القادم..
![](https://img.wattpad.com/cover/368790483-288-k431955.jpg)
أنت تقرأ
لا يوجد سوى الألم..
Fanfictionسيناريو بأحداث مختلفه للجزء الرابع "Çukur" *ملاحظه: هذه المره الأولى لي في كتابة شيئًا ما..