بارت ثاني عشر

9.8K 342 0
                                    

تغيرت ملامح وجه سيفنش بعد سماع الوصية..كانت متأكدة أن أمين لن يعطي شيئا لهزان..كانت تظن أن كل شيء سيبقى لنازان و لابنها ياغيز..كانت تظن أن نفيها لمدة خمس سنوات و ما حدث قبل ذلك سيكون كفيلا بحرمانها من الميراث..لكنها اكتشفت أن ظنها كان خاطئا..انتفضت هزان واقفة و قالت بعصبية" لا..لا أريد..لا أريد شيئا من ذلك..سأعتبر أنني لم أسمع شيئا..و سأعود من حيث أتيت" همت بالخروج لكن إيلكار أمسكها من يدها و هو يقول" آنسة هزان ..لو سمحت..هل نتكلم على انفراد؟" قالت تعترض" لا أريد..لو سمحت" قال بإصرار" أرجوك لا ترفضي..لنتحدث أولا ثم افعلي ما تريدين" صمتت قليلا ثم هزت رأسها و تبعته إلى غرفة المكتب..جلس إيلكار فيما بقيت هزان واقفة..قال" هزان هانم..هذه الرسالة التي تركها لك السيد أمين..لقد أوصاني بإعطاءها لك باليد..اقرإيها ثم قرري ماذا ستفعلين" أخذت هزان المغلف من يده و بقيت جامدة في مكانها..وقف إيلكار و هو يقول" آنسة هزان ..أعلم أن لديك الكثير من الأسئلة التي تجول في عقلك..و أعتقد أن هذه الرسالة ستجيب عليها..لذلك لا أريدك أن تتسرعي أو تتخذي قرارا غير محسوب ..تفضلي بقراءة الرسالة ثم اتخذي القرار الذي ترينه مناسبا..سأتركك لوحدك الآن..ثم سنجلس معا بعد ذلك..و عندها ستخبرينني بقرارك..عن إذنك" فتح إيلكار الباب و خرج..جلست هزان على الكرسي..ارتعشت يدها التي تحمل الرسالة..ترددت للحظات في فتحها..ثم استجمعت شجاعتها و فتحتها..تعلقت عيونها بخط والدها الذي تعشق وضوحه و حروفه الجميلة..قرأت بعيون دامعة" هزان..ابنتي..عندما تتسلمين هذه الرسالة..قد لا أكون موجودا معك..تمنيت أن أقول لك هذا الكلام مباشرة..لكنني كنت رجلا جبانا..أخشى مواجهتك..و أخشى أن أرى في عيونك نظرة عتاب..أو غضب..أو كره..و معك حق ..كل يوم كان يمر من دون وجودك معي..كان يثبت لي أنك كنت و مازلت المفضلة لدي..قد أكون ظلمتك..و أجحفت في حقك..لكنني و دون أي دليل أو إثبات..أقول لك أنني سامحتك..نعم..لقد سامحتك..أحبك يا ابنتي..لا أعلم كيف قضيت كل تلك السنوات..لكنني أعدك أنني سأعوضك عن كل ذلك..أرجوك اقبلي بما تركته لك..لأنه من حقك..اعتبري هذا آخر ما أطلبه منك..كيرما بيني..لا ترفضي..خذي حقك..و اعتني جيدا بالعائلة و الممتلكات..انت الوحيدة القادرة على ذلك..أنا أثق بك و أسامحك..و أتمنى أن تكوني انت قادرة على مسامحتي..كوني بخير يا عزيزتي..دمت سالمة"

المنبوذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن