بارت ثامن عشر

9.2K 286 3
                                    

شد عليها ياغيز أكثر بين ذراعيه و هو يتمتم " أتعلمين لماذا ترفضين الإجابة على أسئلتي؟ لأنكي جبانة..نعم..أنت جبانة..لا تملكين الشجاعة و لا القوة لمواجهتي..تخشين أن تقولي كلاما تفقدين معه احترامك لذاتك..تخافين أن تري نظرة كره و احتقار في عيني عوضا عن نظرة الحب التي كانت فيها سابقا..أنت امرأة جبانة..لو لم تكوني كذلك لما كنت رفضت الميراث الذي تركه لك والدك..تفضلين الهرب و دفن رأسك في الرمال كما فعلت في السابق..تخافين من مواجهة الجميع و رؤية نظراتهم القاسية و المتساءلة..إلى هذه الدرجة يسيطر عليك الخوف ..لا تنظري إلي هكذا..أنا متأكد أنك جبانة" كانت بعض الإنشات تفصل وجهها عن وجهه..شفاههما تكاد تتمرد على عقليهما و تتلامس..عيونهما تنطق بكلمات لا تشبه تلك التي تقولها أفواههما..تملصت هزان من قبضته المحكمة و قالت بغضب" أنا لست جبانة..و صمتي لا علاقة له بالخوف أو الجبن..صمتي سببه الوحيد أنك لا تستحق تبريرا أو توضيحا أقدمه لك..لا تستحق أن أريحك من عذاب أسئلة لطالما نخرت رأسك..لأنك لو كنت تريد أن تسمعني لفعلت ذلك قبل خمس سنوات..لكنت سألتني و سمعتني و وثقت بي..لكنك خيرت أن تصدق ما تراه و تكتفي به..خيرت أن تجد لنفسك سببا تكرهني به و تمحوني به من قلبك و من حياتك..واصل اذا فعل ذلك و لا تنظر إلى الوراء..أنت الآن زوج أختي..و ستبقى كذلك..تلك العلاقة الوحيدة التي قد تجعلني أتكلم معك..لا فائدة من النبش في الماضي..لا علاقة لك بحياتي و لا بخياراتي..دعني و شأني" و مشت مبتعدة عنه..صاح من خلفها" ..جبانة" تجاهلته و واصلت طريقها إلى القصر..بعد لحظات..دخل ياغيز إلى غرفة المكتب..سكب لنفسه كأسا من الويسكي و جلس على الكرسي الهزاز..تنهد بصوت مسموع و هو ينظر إلى قطع الحطب التي تلتهمها النيران داخل المدفأة..وجد نفسه يعود بتفكيره إلى وقت مضى..إلى زمن كان فيه عاشقا ولهانا..يحب بكل ما أوتي من قوة و من نبض في قلبه..يختصر الكون كله في تلك الفتاة الجميلة ذات الشعر الطويل و التي انطلقت حكايته معها ذات يوم..عندما أنقذها من الغرق..كانا يتواجدان معا مع العمال خلال عملية جني العنب..يساعدانهم و يحملان الصناديق إلى الشاحنات..يسمع صوت غناءها العذب الذي يطرب سمعه و يلامس وتين قلبه..يتعمد ملامسة يدها و هو يعطيها قارورة الماء..و تكون تلك اللمسة كفيلة بإشعال النيران في جسده..يراقب حركاتها و سكناتها..يقضي معها أغلب وقته دون كلل أو ملل..إلى أن جاء ذلك اليوم الذي استجمع فيه شجاعته و صارحها بحبه..

المنبوذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن