بقيت هزان في غرفتها..و لم تنزل لتناول العشاء مع العائلة..كانت في مزاج سيء لا يسمح لها بتحمل نظرات الجميع و تساؤلاتهم..جاءت إليها أختها و حاولت اقناعها بالجلوس معهم لكنها رفضت..بعد حوالي الساعتين..هدأ المنزل و خلد الجميع إلى النوم..ارتدت هزان معطفها و خرجت..جهزت لنفسها كوبا من الشاي الأخضر حملته في يدها و خرجت إلى الحديقة..تمشت بجانب المسبح و هي تحتسي شايها..انحنت و أخذت تلامس الماء بيديها..لطالما كانت تكتفي بذلك أصلا..لأنها لا تجيد السباحة..عادت ذكرياتها القديمة إلى اقتحام خلوتها..ذكريات اليوم الأول الذي تقاربت فيه مع ياغيز و اتقدت شرارة العشق في قلوبهما..كانت يومها تلعب مع أختها نازان..يجريان خلف كلبتهما اولغا..تصيحان بصوت عالي و تتسابقان..و لم تنتبه هزان يومها إلى المسبح خلفها..فوقعت..و أخذت تتخبط و تضرب المياه بيديها..و سرعان ما نزل ياغيز إليها و حملها بين ذراعيها منقذا إياها من الغرق..كان منظر شعره و جسمه المبلل مثيرا و جميلا..منظر لم يفارق خيالها طيلة سنوات..مازالت تتذكر عندما مددها على حافة المسبح و أخذت يداه الدافئتين تلامسان وجهها و جسمها..إلى أن فتحت عينيها و رأت وجهه الجميل أمامها..خجلت و احمرت وجنتاها و أخذت تهرب بعيونها منه..أما هو فكان قد أنقذها هي من الغرق..فيما غرق هو في عيونها و تفاصيلها الرائعة..ابتعدت هزان عن المسبح و واصلت جولتها حول القصر..وصلت إلى المنزل الصغير و الذي كانت عائلة العم جنيد تقطنه..وقفت أمامه مطولا..ابتسمت عندما تذكرت أن كرم كان هو الوحيد الذي سأل عنها و تواصل معها بعد رحيلها عن المنزل..هو الوحيد الذي وقف بجانبها و حاول مساعدتها بكل الطرق الممكنة رغم قلة حيلته..كان فعلا نعم الصديق الصدوق..و الآن..هو يعمل سائقا لدى الدكتور أوموت و عائلته تعمل عنده أيضا من بعد أن قررت سيفنش طردهم من القصر..مررت هزان يدها على الباب ثم التفتت ليرتطم جسدها بجسم ياغيز الواقف خلفها تماما..
![](https://img.wattpad.com/cover/169795230-288-k236207.jpg)
أنت تقرأ
المنبوذة
Romanceهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...