حملقت هزان في الضابط الواقف أمامها صحبة ثلاثة من معاونيه..لم يبدو على ملامحه أن في الأمر مزحة أو ما شابه..سألت بنبرة قلقة" سيادة الضابط..لا بد أن هناك خطئا ما..هل أنت واثق مما تقول؟" أظهر الضابط مجموعة من الشكاوى الخطية المقدمة ضدها من مجموعة المطاعم و الملاهي التي تم تزويدها بالمنتج الجديد ثم قال" سيدة شامكران..كما ترين..انها مجموعة شكاوى من أصحاب المحلات و من بعض المتضررين الذين تعرضوا إلى حالة تسمم فور احتساءهم للنبيذ..من الأفضل لك أن تتفضلي معنا دون إطالة..لو سمحت" طأطأت هزان و لم تدري ماذا تقول..لقد أشرفت بنفسها على تركيب الوصفة الجديدة و على تعبئتها في القوارير..كما تذوق الناس عينات في الحفل فلو كان هنالك اي خطأ لكان انفضح الامر في تلك الليلة..تبعت هزان الضابط إلى سيارة الشرطة تحت انظار أفراد العائلة..تقدم ياغيز من الضابط و قال" سيد جلال ..مستحيل أن تفعل هزان ذلك..لا بد أن هنالك خطئا في الأمر" نظر إليه جلال الذي يعرفه معرفة شخصية و قال" سيقع التحقيق معها الآن و سندقق في الأمر جيدا ..لكن مع الأسف..مبدئيا وضعها حرج..من الأفضل أن تتصل بالمحامي..عن إذنك" و ركب الضابط السيارة و انطلق بها..اتصل ياغيز بإيلكار و أخبره بما حدث و طلب منه أن يوافيه إلى المخفر..ثم قاد سيارته بعد أن أصرت نازان على القدوم معه..في غرفة التحقيق..جلست هزان أمام الضابط الذي قال" سيدة شامكران..هل أنت من قام بوضع وصفة جديدة لتركيب النبيذ؟" أجابت" نعم..و تأكدت بنفسي من مطابقة هذه الوصفة للمواصفات الصحية..ثم أقمنا حفل تقديم و تذوق كل الموجودين المنتج الجديد دون تسجيل أية حالة تسمم أو انزعاج..لم أفهم ما حدث حقا" نظر إليها الضابط و قال" قد تكونين بصدد قول الحقيقة..لكن هذا لا ينفي تسجيل أكثر من عشرين حالة تسمم في مختلف المحلات المزودة بنبيذ مصانعك..كيف تفسرين ذلك؟" ردت" ..لا أعلم..صدقني لا أعلم..مستحيل أن أفعل ذلك عن قصد..لا بد من حدوث خطأ ما..لقد أشرفت بنفسي على عملية التركيب و التعبئة و التوزيع..يالله..سأجن ..لماذا يحدث معي هذا؟" مد لها الضابط قارورة ماء و قال" اشربي و ارتاحي قليلا..سنواصل التحقيق فيما بعد" طرق إيلكار الباب و دخل و هو يقول" أنا إيلكار جانان..محامي السيدة هزان شامكران..أريد أن أقابل موكلتي على انفراد لو سمحت" هز الضابط رأسه و خرج..نظرت هزان إلى إيلكار و قالت" إيلكار..من الجيد أنك أتيت..أنا بريئة..أنا لم أفعل شيئا..هل تصدقني؟" جلس إيلكار و وضع يده على يدها و هو يقول" بالتأكيد أنا أصدقك..و واثق من براءتك..لا تخافي..لست وحدك..أنا بجانبك"..
أنت تقرأ
المنبوذة
Romanceهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...