في غرفة المكتب..واصلت هزان حديثها مع إيلكار الذي قال" قد أكون مخطئا..لكن هناك أمرا لاحظته في الآونة الأخيرة" سألت هزان بقلق" و ما هو ؟" أجاب" لاحظت أن علاقة السيد أمين بزوجته السيدة سيفنش ليست على ما يرام..يعاملها ببرود..لا يعطيها أي من أسراره..يتجاهلها أغلب الأحيان..كأنه يخشى الحديث معها..أو كأنه يتعمد تجنب الكلام معها..و كان هذا يشد انتباهي" رفعت هزان حاجبها استغرابا و قالت" ..غريب..لقد كان واضحا عليه انه يحبها و انه سعيد جدا معها في أول زواجهما..كانا كأنهما يعرفان بعضهما من قبل..يعلمان أدق التفاصيل عن بعضهما..ما يحبه الآخر و ما يكرهه..أذواقه و ميولاته..أكلاته المفضلة..و حتى نوع الأغاني التي يسمعانها كان متشابها جدا ..لماذا برأيك تغير الوضع بينهما" قال" ..لا أعلم..لم أكن قريبا جدا من الحياة الخاصة لأمين باي..لكنني كنت انتبه إلى بعض التفاصيل البسيطة كهذه" هزت هزان رأسها بالنفي و قالت" هذه ليست تفاصيلا بسيطة..انها امور مفصلية و مهمة..فمالذي قد يدفع رجلا يبدو عليه أنه يحب زوجته إلى التغير معها و معاملتها ببرود..لا بد أن في الأمر سرا ما..و بمعرفته..سأتوصل إلى اثبات الشكوك التي تدور في رأسي" نظر إيلكار إلى ساعته و قال" اوو..لقد تأخر الوقت..و يجب أن أذهب..لدي موكل يجب أن ألتقي به..الوقت يمر سريعا حين أكون معك..صحبتك ممتعة جدا" ابتسمت هزان و قالت" ..و انت كذلك..إيلكار..أتمنى أن تخبرني فورا إذا تذكرت أية تفصيلة صغيرة لاحظتها أو أخبرك عنها أبي..أطمع أن تساعدني في الوصول إلى من كان السبب في نفيي و ابعادي طيلة خمس سنوات" قال" بكل تأكيد..كوني واثقة من ذلك" قالت" تمام..سأرافقك إلى الباب" و خرجا معا..اوقف ياغيز سيارته أمام الباب و هم بالدخول عندما رأى إيلكار و هزان متعانقين..كان ايلكار يربت على ظهر هزان ثم قبل خديها..ركب سيارته و ابتعد..فيما بقيت هزان واقفة تتابعه بعينيها..نظر ياغيز إليها بعيون كلها غيرة و لم يقل شيئا..مر بجانبها و دخل دون أن يحييها حتى..أغمضت هزان عينيها بقوة..كانت تعرف ألمه و تحس به..لكنها كانت على يقين بأنها تفعل الصواب..
أنت تقرأ
المنبوذة
Romanceهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...