أنهت هزان تناول فطورها ثم ذهبت مع إيلكار إلى المصانع..تأكدت من وصول كل طلبية إلى مكانها المطلوب..ثم عقدت اجتماعا مع مسؤول الإعلانات لكي يجهز حملة اعلانات جديدة للماركا يسوق بها للمنتج الجديد..أنهت الإجتماع و جلست في مكتبها تشرب قهوتها..نظرت إلى صورة والدها المعلقة على الجدار..وقفت و اقتربت منها ..مررت أصابعها على وجهه و قالت" بابا..لقد اشتقت إليك كثيرا...رغم قسوتك علي..و ظلمك لي..إلا أن مكانك خالي و لا أحد يستطيع ملأه..لا بد أنك تراقبني من المكان الذي أنت فيه..ترى هل أنت فخور بي؟ هل أنت سعيد بما أحاول فعله؟ هل أنت راض عني؟ ترى هل سامحتني من قلبك فعلا؟ هل تناديني بإبنتي من هناك؟ ..ليتك سمعتني و لو لمرة واحدة بابا..ليت الذي حدث لم يحدث..و ليتك لم تحرمني منك و تفصلني عنك..ليتك سألت عني و لو لمرة واحدة طيلة تلك السنوات التي تجرعت فيها المر لوحدي..ليتك عانقتني و ربتت على شعري الذي لم يعد طويلا كما كنت تحبه..ليتك جعلتني أحس أن لهذه الحياة معنى..و أن لتلك المعاناة و لذلك الألم معنى..ماذا ينفعني وجودي هنا إذا لم تكن أنت موجودا لكي تعوضني عن كل ما مضى..لكي تأخذني بين أحضانك و تنصحني و تدلني على الطريق الصحيح..ليت..كم أكره هذه الكلمة..لقد كلفتني الكثير و الكثير..لم تترك لي سوى الحسرة و الشوق و الألم..بابا..أشعر أنك تسمعني..و أنك هنا..في مكان ما..حولي..لكنني اعجز عن سماع صوتك..ليتني سمعت منك كلمة أخيرة قبل أن ترحل..أرأيت..سيبقى رحيلك دون كلام بيننا شوكة مغروسة في قلبي..آه بابا" سالت دمعة على خد هزان سارعت بمسحها عندما سمعت صوت طرقات على الباب..قالت" تفضل" أطل ياغيز برأسه ثم دخل..قال بصوت مرتعش" لن آخذ من وقتك الكثير..أتيت لأخبرك بأن القسم الثاني من الآلات قد وصل و سأشرف بنفسي على تركيبه و صيانته" قالت" تمام..عملا موفقا" هم بالخروج لكنه عدل عن ذلك..نظر إليها و سأل" هزان....هل انت بخير؟" ابتسمت و أجابت" انا بخير..سأذهب معك لكي أرى الآلات..هيا بنا" و خرجا معا من المكتب..انتهى الدوام و عادت هزان إلى القصر بسيارتها و ياغيز يتبعها بسيارته..رأت هزان سيارة الشرطة واقفة في المدخل..نزلت و سألت الضابط" خير سيادة الضابط" التفت إليها الضابط جلال( أوزجان دينيز) و قال" هل انت هزان شامكران؟" أجابت" نعم أنا" قال" أنت موقوفة بتهمة تسميم المواطنين من خلال نبيذ مصانعك الجديد" ..
![](https://img.wattpad.com/cover/169795230-288-k236207.jpg)
أنت تقرأ
المنبوذة
Romanceهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...