ضغطت هزان على الورقة بين أصابعها حتى كادت تمزقها ..صارت الرؤية منعدمة أمامها من كمية الدموع التي تجمعت في عيونها..مررت هزان يدها على رقبتها..كانت تشعر أنها تختنق..قلبها يخفق بشدة و أنفاسها مكتومة..وقفت..ثم عادت للجلوس مرة أخرى..ثم وقفت من جديد..كل ما حدث و يحدث يعيد لها حالة من الضعف و الإضطراب مرت بها في السابق..و لا تريد لتلك الحالة أن تعود..نظرت ثانية إلى الرسالة..قالت بصوت مسموع" لقد ظلمتني يا أبي..في حياتك و في موتك..هل تعتقد أن هذه الأموال و الممتلكات التي تركتها لي ستعوضني عما مضى..عما عانيته و عن كل الظروف القاسية التي عشتها..لا تطلب مني أن أقبل..لو كنت واجهتني و أخبرتني انك سامحتني لكان تغير كل شيء..لكنت عدت إلى هنا مرفوعة الرأس..لكنت نسيت كل الظلم الذي تعرضت له و الذي أورثتني إياه..لكنت شعرت أنني فعلا بين أهلي و في منزلي..لكن..أتعلم ..أنا لا أنتمي إلى هنا..أنا غريبة هنا..في منزل والدي..أنا وحيدة..و منفية..و منبوذة..نعم..أنا المنبوذة التي لم تبقى مصيبة لم تقع على رأسها..لن أقبل..أنا آسفة..لا تطلب مني ما أنا عاجزة عن فعله..هذا كثير..حقا..هذا كثير" وضعت يدها على مقبض الباب و همت بالخروج..لكن رنين هاتفها منعها..و كالعادة لم تتمكن من رؤية اسم المتصل..أجابت" الو" قال شخص على الطرف المقابل" مرحبا هزان..أنا أوموت..كيف حالك؟" ردت" مرحبا دكتور..أنا بخير" سأل" لقد اتصلت لكي أسألك عن التحليل الدوري..هل قمت به؟" وضعت هزان يدها على جبينها و قالت" اووف..لقد نسيت" قال بنبرة قلقة" هزان..ليس من الجيد أن تنسي موعد التحليل..انت تعلمين أن.." قاطعته" اجل..أعلم ذلك..سأجد الوقت المناسب و أجريه..لا تقلق" قال" هل هذا وعد؟" أجابت" وعد
أنت تقرأ
المنبوذة
Romanceهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...