نظرت سيفنش إلى هزان و قالت" لا بد أن الطريق كان طويلا و متعبا..لقد جهزنا لك غرفة الضيوف لكي ترتاحي بها" كان وقع كلمة غرفة الضيوف على هزان كوقع الصاعقة..إلى ماذا آلت حالتها؟ إلى أن تصبح ضيفة في منزل أبيها..طأطأت رأسها و لم تقل شيئا..تداركت نازان الموقف و قالت" غرفتك جاهزة هزان..لقد بقيت على حالها منذ .." صمتت نازان فربتت هزان على كتفها و تبعتها إلى الداخل..جالت هزان ببصرها داخل أرجاء القصر..كل زاوية تحتوي ذكرى..هنا لعبت..هنا ضحكت..هنا بكت..هنا شاغبت..هنا عانقت أمها و أباها..هنا غنت و رقصت مع أختها..هناك تبادلت القبلات مع ياغيز..و هناك..كانت النهاية..مرت من أمام غرفة صغيرة مغلقة..تلك الغرفة التي تحتوي على ذكريات أسوأ يوم مر عليها..مازالت تسمع صوت بكاء ذلك الطفل الرضيع..ذلك الصغير الجميل الذي رحل مبكرا..وضعت هزان يديها على أذنيها..لا تريد أن تسمع صوت بكاءه..و لا صوت أبيها و هو يتهمها بقتله..كان ذلك الصغير هو أخاها أوزان..ذلك الرضيع ذي الثلاثة أشهر الذي أنجبته سيفنش من والدها ..و كانت تطمع أن يكون هو رجل العائلة و حامل اسم شامكران بعد وفاة أمين..لكن ذلك لم يحدث..سارعت هزان إلى فتح باب غرفتها و الدخول..علها تجد الراحة هنا..لكنها لم تحصل على الراحة المبتغاة..هنا..صفعها والدها بقوة للمرة الأولى في حياتها..هنا أهانها و طردها..هنا تبرأ منها و نبذها..هنا..كان آخر لقاء لهما..وضعت هزان رأسها بين يديها و انفجرت باكية..
![](https://img.wattpad.com/cover/169795230-288-k236207.jpg)
أنت تقرأ
المنبوذة
Romanceهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...