بارت اثنان و ستون

5.7K 176 3
                                    

في اليوم الموالي..كان اول شيء فعله ياغيز هو الذهاب إلى إيلكار و تسليمه مشاهد الكاميرا..قال إيلكار" شكرا لك ياغيز..لكن لا أعتقد أن هذه المشاهد ستنفعنا..و لا يمكن اعتبارها دليلا دامغا في المحكمة..سأقدمها و أستعين بشهادة من في القصر و بشهادة من حضروا يوم الإفتتاح لكي أسعى إلى إخراجها بكفالة..هذا كل ما يمكن فعله في الوقت الحاضر" قال ياغيز" تمام..لكن أرجوك حاول أن تسرع..لا أريد لهزان أن تقضي يوما آخرا هناك..يجب أن تستعيد حريتها و تعود إلى منزلها..يكفيها ما عانته" نظر إليه إيلكار نظرة معبرة بعد أن سمع نبرة الندم و القلق في صوته ثم قال" تمام..سأفعل..هيا نذهب معا إلى المخفر" ..هناك..كانت هزان جالسة على المقعد..لم يغمض لها جفن طوال الليل..لم تخف..لم تقلق..لم تستوحش..هي نفسها استغربت من القوة التي وجدتها في نفسها فجأة..ربما كانت المعاناة و العذاب الذي عاشته سابقا هو من جعلها تكتسب هذه القوة..قوة مواجهة المصائب بثبات و دون خوف أو انكسار..قوة الإيمان بأن كل ذلك سينتهي و ستجد نفسها في الخارج..قوة ثقتها في نفسها و في براءتها و في قدرة العدالة على اثبات ذلك..وصل ياغيز و إيلكار إلى المخفر بعد دقائق..توجه الأخير إلى مكتب الضابط..فيما مر ياغيز إلى غرفة الإيقاف لكي يطمئن على هزان..وجدها جالسة..اقترب و همس" صباح الخير  هزان" أجابت" صباح الخير ياغيز..كيف حالك؟" رفع حاجبه استغرابا و سأل" أانت من يسأل هذا السؤال؟" ابتسمت و قالت" نعم..أنا بخير..كما ترى..أردت فقط أن أطمئن عليك و على نازان" قال" بخير..لقد جاء إيلكار معي و سيقدم طلبا لعرضك على المحكمة المناوبة..و سيقوم بإخراجك بكفالة..لا تقلقي" اقتربت منه و وضعت يدها على القضبان ثم قالت" لست قلقة..ما امر به الآن لا يقارن بما مررت به في السابق..الآن انتم معي..هناك من يدافع عني و يدعمني و يحميني..في السابق..كنت وحيدة و .." وضع ياغيز اصبعه على شفتيها و همس بصوت ضعيف" ششششش..اصمتي..لا تقولي ذلك..كل كلمة تقولينها عن الماضي تذبحني و تغرز السكاكين في قلبي..أشعر انني أنا المذنب..انا السبب في كل ما حدث..أنا آسف هزان..أعلم أنك لن تغفري لي ذلك..لكنني أريد فعلا أن أعوضك عن كل ما فات" ابتسمت هزان و قالت" لا أريد منك شيئا..أريد فقط أن أحيا حياة هادئة مع أختي و في منزل والدي..هذا كل ما أريده" عبس ياغيز و سأل" أهذا يعني أنني لست موجودا ضمن أحلامك المستقبلية؟"..

المنبوذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن