بارت ثمانية و ثمانون

4.6K 136 0
                                    

لاحظت هزان نظرات الكره و الحقد في عيني كل من جيداء و سيفنش لكنها تجاهلتهما..التفتت إلى أختها و قالت" و انت؟ ما رأيك أبلا؟ ألن تعترضي على أخذي لنصف حصتك من الميراث؟" هزت نازان رأسها بالنفي و أجابت" هايير..لن أعترض..خذي ما تشاءين..خذي حصتي كاملة إذا اردت..المال لا يعني لي شيئا..يكفيني عذاب الضمير الذي سيرافقني حتى آخر لحظة في حياتي..كلنا ظلمناك و قسونا عليك و كنا السبب في كل ما حدث لك خلال السنوات الماضية..و يجب أن نكفر عن ذلك" صاحت بها سيفنش" تكلمي عن نفسك يا هذه..أنا لم أفعل شيئا لأحد..أنا أريد حصتي كاملة..و حصة ابنتي ايضا..هذا من حقنا..و لن أسمح لأحد بأن يمد يده على أي ليرة من مالنا..هل هذا واضح؟" ابتسمت هزان و قالت" أنا من يحق لي التصرف بموجب وصية والدي..و لن يمنعني سوى الموت من أخذ حقي" رمقتها سيفنش بنظرة باردة و مخيفة ثم قالت" غوروجاز..سنرى" ثم ابتعدت عن الطاولة و خرجت من غرفة الطعام..و سرعان ما تبعتها جيداء..نظرت هزان إلى ياغيز الذي بقي جامدا في مكانه يتابع ما يحدث..ملامح وجهه متعبة و نظراته تائهة..ثم دون أن يقول شيئا..وضع الشوكة و السكين من يده و خرج..وقفت هزان و قالت" هذه كانت الخطوة الأولى..و رد الفعل سيكون هو النقطة الفاصلة و التي ستفضح كل شيء..سأذهب إلى غرفتي..سأستحم و أنام" نظرت إليها أختها و قالت" أبلا..انتبهي..تلك المرأة مجرمة خطيرة..و قادرة على فعل كل شيء" هزت هزان برأسها و خرجت دون أن تقول شيئا..في غرفة المكتب..مشى ياغيز جيئة و ذهابا..عقله تعب من التفكير..يريد أن يعرف الحقيقة مهما كانت..لعله يرتاح..نظر إلى صورة أمين المعلقة على الحائط..قال يخاطبه" ليتك تستطيع أن تجيبني عن كل الأسئلة التي تضج داخل رأسي..ليتك تعود إلى الحياة للحظة واحدة..تخبرني بمن كان السبب في موتك..ثم تذهب من جديد..أنا تائه و محتار..تعبت من كل فكرة تخطر على بالي..قلبي مرهق و متألم..أوف يا..أوف..سأجن" و ضرب حافة الصورة بيده فسمع صوت طرقعة على الأرض..انحنى ليرى كاميرا صغيرة كانت مخفية خلف عين أمين في الصورة..ارتعشت يده و هو يأخذها بين يديه..سحب الشريحة الرقمية منها..وضعها في الحاسوب..و أخذ يشاهد المشاهد التي سجلتها الكاميرا..

المنبوذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن