تقدمت هزان بإتجاه إيلكار الذي دخل لتوه من باب القصر..صافحته و هي تقول" أهلا إيلكار.. كيف حالك؟" أجاب و هو يبتسم" مرحبا هزان..بخير..و أنت؟ هل ارتحت قليلا؟" هزت رأسها و أجابت" نعم..لقد نمت قليلا..تعالى معي..سأدعوك إلى احتساء مشروب خاص جدا سنختاره معا من قبو النبيذ" ابتسم و قال" تمام" و تبعها لينزلا معا على الدرج إلى الأسفل..وقف ياغيز في وسط قاعة الإستقبال يراقب ما يحدث بقلب مزقته الغيرة و عقل يعلن عجزه عن الإتيان بأي فعل..أخذ معطفه من الدولاب و احتذى حذاءه و خرج..لم يعد القصر يتسع له..فخير الهروب..ركب سيارته المرسيدس الرمادية و انطلق بها مسرعا..في قبو بارد و مظلم أسفل القصر ..أنارت هزان الأنوار و بقيت تنظر طوال لحظات إلى زجاجات النبيذ المعتقة و المصففة حسب سنوات الإنتاج..كانت تهرب إلى هنا و تنزوي لوحدها كلما احتاجت أن تفكر أو أن تغني..و لطالما التقت بياغيز هنا..بعيدا عن العيون..يحتسيان كأسا و يتحدثان..يتعانقان و يتبادلان القبل..تنهدت بعمق و التفتت إلى إيلكار و قالت" ايي..أي نوع نبيذ ستشرب؟ الأبيض..الوردي..او الأحمر؟" أجاب" الأحمر..أفضله على كل الأنواع الأخرى" ابتسمت و قالت" تمام..سأختار واحدة من أقدم منتجاتنا..سيكون مذاقها مختلفا و مميزا تماما..سترى" وقف قريبا منها و قال" أثق بذوقك" اختارت هزان زجاجة تعود إلى سنة ست و ثمانين و تسعمائة و ألف و مدتها له..قبل أن يتحركا أمسك إيلكار ذراع هزان و همس" هزان..أعتقد أنك تلاحظين التقارب الجميل الذي يحدث بيننا..و أنا شخصيا معجب بك جدا و أريد أن أتعرف عليك أكثر..هل تسمحين لي بذلك؟ هل هناك أحد في حياتك؟ " نظرت إليه هزان و قالت" لا..لا يوجد أحد في حياتي"..
![](https://img.wattpad.com/cover/169795230-288-k236207.jpg)
أنت تقرأ
المنبوذة
Romanceهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...