أسبوع مضى بعد ذلك..حصل ياغيز على طلاقه بصفة رسمية..و صار حرا و بإمكانه الإرتباط بمن يهواها في الوقت الذي يشاءه..و صدر الحكم بخصوص أمه و أخته..حكم على سيفنش بالسجن المؤبد بتهمة القتل العمد و الشروع في القتل..أما جيداء..فحكم عليها بالسجن لمدة خمسة عشرة عاما بتهمة الشروع في القتل و تضليل العدالة في قضية تسميم النبيذ..تلقى ياغيز الخبرين بحسرة و أسى شديدين..لكنه بالنهاية كان على يقين بأن كل واحدة منهما لقيت جزاء ما ارتكبته من جرائم و أفعال شنيعة..وعد نفسه بألا يتخلى عنهما..و ألا يتوقف عن الذهاب لزيارتهما حتى لو بقيتا تصران على عدم رؤيته..فما فعلتاه من المستحيل أن يجعله يتنكر لهما..فهما عائلته رغم كل شيء..أنهت هزان اليوم عملها في المصنع في ساعة متأخرة و عادت إلى القصر..و كان ياغيز قد بقي مع العمال في القصر يتابع عملية ترميم قبو النبيذ..دخلت هزان إلى القصر فاعترضتها عائشة و قالت" هزان هانم..العشاء جاهز..هل ستتناولان الآن..أم أؤجل الأمر قليلا" قالت هزان" من الأفضل أن تؤجليه قليلا..لأستحم و ارتاح لبعض الوقت..هل أنهى ياغيز عمله؟" أجابت" ايفيت أفندم..و هو ينتظرك في غرفتك" ابتسمت هزان و ابتعدت عن الخادمة و أخذت تصعد الدرج..وصلت إلى غرفتها و ما ان فتحت الباب حتى فاجأها ما رأت..مشهد رائع..و موسيقى رومانسية..رغم أن الجو صاف في الخارج و النجوم متلألئة في السماء..إلا ان المطر كانت تنزل في غرفتها و الغيوم متجمعة في سقفها..استعمل ياغيز تقنية الصورة ثلاثية الأبعاد لكي يضمن لهزان حصولها على ذلك المنظر الذي تعشقه ..صوت الموسيقى توقف و عوضه صوت المطر و هي تنزل بغزارة و تضرب زجاج النافذة..و من وسط الظلام..تقدم ياغيز نحوها..يرتدي بدلة سموكينغ سوداء..و يحمل وردة حمراء بين أسنانه..وضع يده على خصر هزان و جذبها نحوه..ضغط على زر المسجل فانطلقت أغنية " بانا اليريني فار" و راح يراقص هزان على انغامها..ضحكت هزان و الدموع تلمع في عينيها..همست" أنت مجنون" و مدت يدها لتأخذ الوردة من فمه لكي تطبع على شفتيه قبلة رقيقة..ابتعدت عنه قليلا و سألت" كيف فعلت كل هذا؟" ابتسم و أحاب" بكل الحب الذي في قلبي..و العشق الذي يجري مع الدماء في عروقي..هكذا فعلت كل شيء" وضعت هزان رأسها على كتفه و استسلمت لخطواته السلسة..رقصا معا على نغمات الأغنية الرومانسية..ثم ابتعد عنها ياغيز فأخذت أوراق الورود بألوانها المختلفة تنزل على رأسها..رفعت هزان رأسها و أخذت تضحك بصوت عالي..انها تعيش حلما لا يشبه غيره..و لا تريد له أن ينتهي..نظرت إلى ياغيز فوجدته جاثيا أمامها على ركبته..يمسك في يده علبة صغيرة..
أنت تقرأ
المنبوذة
Lãng mạnهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...