حملق ياغيز في البطاقة المصاحبة لباقة الورد و قد شحب وجهه بشدة كأن دماءه تسحب منه على مهل..ارتعشت يده و هو يسحب البطاقة و يمسكها لكي يتأكد مما قرأه منذ قليل..كلمة أخوك صدمته و جعلته يتجمد في مكانه..مرر أصابعه خلال خصلات شعره و صار يتنفس بصعوبة و هو يقول" .هذا.مستحيل..هراء..هذا هراء..لقد رأيت ذلك بأم عيني..يالله.سأفقد عقلي..سأجن..لا..لا يمكن..يجب أن أتأكد..أيعقل أن يكون ما رأيته مجرد ..يالله..ماذا فعلت أنا..ماذا فعلت؟" ..أعاد البطاقة إلى مكانها و توجه ناحية المقصف حيث شتى أنواع النبيذ و المشروبات الكحولية..جلس و أخذ يملأ كأسه..رفعه إلى شفتيه و احتساه دفعة واحدة..و قبل أن يعيد الكرة..رأى أمه و أخته و زوجته يدخلان ..ثم أطلت هزان من وراءهما..تعلقت عيونه بها ..كانت ترتدي فستانا أحمر اللون ينسدل على طول جسدها مظهرا تفاصيله..كتفاه مكشوفان و ياقته تنتهي بفتحة ما بين النهدين..خصلات شعرها القصير كانت متموجة و تلامس وجهها المزين بمساحيق زادته جمالا و بهاءا..رقبتها الطويلة زينت بعقد ألماسي مع حجر مرجاني أحمر يتلاءم مع لون فستانها..تأملها ياغيز بعيونه البلورية التي سرعان ما تلألأت بالدموع..كان في وضع لا يحسد عليه..عقله يكاد يتوقف من التفكير..و امكانية أن يكون قد هدم كل حياته بسبب لحظة غيرة عمياء يقطع أنفاسه و يكاد ينهيه..رأى إيلكار يتقدم نحوها..يقبل يدها و يضحكان معا..فتح ربطة عنقه و نزعها و فتح كذلك أزرار قميصه العلوية..كان يشعر أنه يختنق و أن الحيطان تسقط على رأسه..أن يخسرها إلى الأبد..أن يحرم نفسه منها بغباءه طيلة خمس سنوات..أن يخذلها و يتخلى عنها..أن يدفعها بيديه إلى أحضان رجل آخر..كل ذلك يفوق طاقة استيعابه..وقف و تقدم نحوها لكي يكلمها لكن تجمع الصحفيين حولها و التقاطهم لصور لها و للعائلة منعه..تراجع إلى الخلف..إلى ظلمة ركن منعزل من أركان القاعة..ينتظر فرصة سانحة لكي يسألها لأول مرة دون أن يتهمها..لكي يسمعها حتى و لو بعد تأخر الوقت..و تمنى من كل قلبه أن تجيبه..مع أن قلبه كان يجزم بأن تلك الإجابة التي سيسمعها ستقضي عليه و ستجعل الندم ينهشه نهشا..
أنت تقرأ
المنبوذة
Dragosteهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...