بارت سابع

10.3K 312 0
                                    

مررت هزان أصابعها للمرة الأخيرة على وجه والدها ..مسحت دموعها..ثم فتحت الباب و خرجت..رأت ياغيز يقف مع إيلكار..همت بالإبتعاد عنهما لكن إيلكار استوقفها بسؤاله " هزان هانم..هل أنت بخير؟" تجاهلت نظرات ياغيز و أجابته" ..أنا بخير" قال" بعد إذنك ..ستنطلق مراسم الدفن" هزت رأسها و لم تقل شيئا..صعدت إلى غرفتها..ارتدت فستانا قطنيا أسود اللون يصل إلى ركبتيها و حذاء بسيطا يناسبه ثم انظمت إلى أفراد العائلة..في المدفن الخاص بعائلة شامكران..وضع أمين في قبره وسط حالة من الحزن و الصمت..وقفت هزان بجانب أختها نازان و سيفنش و ياغيز يتقبلون التعازي..بعض المعارف و الأصدقاء و الشخصيات المرموقة و الصحفيين كانوا متواجدين..بعد لحظات..انتهت المراسم و تحرك الجميع عائدين إلى القصر..هناك..توقفت سيارة تاكسي في المدخل..و نزلت منها فتاة في أوائل العشرين من عمرها..بشعر بني و عيون واسعة و بشرة بيضاء صافية..اقتربت سيفنش من الفتاة و عانقتها و هي تقول" ..ابنتي..هل رأيت ما حدث؟ لقد ذهب عمك أمين و لن نراه ثانية" ..تطلعت هزان بالفتاة..انها جيداء..الأخت الصغرى لياغيز..و التي كانت تزور أمها من فترة إلى أخرى ..كانت تقضي معظم وقتها في مدينة أنقرة حيث تدرس الهندسة الفلاحية..تعرفت اليها هزان في السابق خلال تلك السنة التي تزوجت فيها سيفنش من أمين..و كانت عندئذ تدرس في المرحلة الثانوية في معهد داخلي..كانت فتاة صامتة و متباعدة و انطوائية جدا..عانق ياغيز أخته(جيزام كارجا) و هو يقول" من الجيد أنك أتيتي أختي" أجابت" شكرا لك أخي" ثم التفتت إلى هزان و نازان و قالت" تعازي الحارة لكما..ليرحمه الله" اقتربت منها نازان و عانقتها فيما اكتفت هزان بمصافحتها..أخذت سيفنش بيد ابنتها و هي تقول" لن أسمح لك بالذهاب إلى أي مكان..ستبقين ها هنا معي" تابعت هزان ما يحدث بصمت يشابه صمت الأموات..كل ما تراه لا يعني لها شيئا..تشعر بالغربة رغم أنها في منزل والديها..فقدت كل احساس بالإنتماء منذ أن تعرضت في هذا المكان إلى أقسى درجات الظلم..

المنبوذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن