وضع إيلكار يده على ظهرها و قربها منه أكثر..كانت مرتاحة معه..يعاملها بطريقة لطيفة و راقية..يساندها و يساعدها و يقوي ثقتها بنفسها..يعطيها الشعور بالأمان و الإطمئنان..ذلك الشعور الذي افتقدته طيلة سنوات..أسندت رأسها على كتفه و تبعت خطواته السلسة..مازحها قائلا" احذري أن تنامي..الحفل ما يزال في بدايته" رفعت رأسها و انفجرت ضاحكة و هي تجيب" أقسم أن كل ما أريده الآن هو أن أنام..الأسبوع الذي مضى كان مرهقا جدا..لا تقلق..لن أنام" ابتسم و لامس وجهها بخفة..غصت حلبة الرقص بالراقصين الذين شاركوا هزان و إيلكار رقصهم..فيما بقي ياغيز في مكانه دون أن يخطو خطوة واحدة..يراقب ما يحدث بقلب يحترق و يتمزق و بعقل يكاد يتجلط من التفكير..جالت هزان بعينيها في القاعة..تراقب الوضع و السير الجيد للحفل..فالتقت عيونها مع عيون بلورية تنير عتمة ركن منعزل في القاعة..نظرة تراها للمرة الأولى في عينيه..تحتوي كثيرا من الأسئلة و الدموع..هربت هزان بعينيها منه..لا تريد أن تهتم به أو أن يشغل بالها..هي الآن منشغلة بإنقاذ وضع الشركة و المصانع..و بإثبات كفاءتها و قدرتها على ذلك للجميع..في زاوية أخرى..وقفت جيداء ترمق هزان بنظرات غريبة..نظرات كلها حقد و غضب و غيرة..ضغطت على الكأس بين أصابعها حتى تحطم و جرحت يدها..انسحبت إلى الحمام حيث راحت تنظف يدها من بقايا الزجاج و الدماء..انفتح الباب و دخلت سيفنش و هي تقول بعصبية" جيداء..ماذا فعلت ؟ ماذا يحدث لك؟ تمالكي نفسك قليلا" رمقت جيداء امها بنظرات غاضبة و أجابت" ..لا أستطيع يا أمي..أكرهها..كان من المفروض أن أكون أنا.." قاطعتها بحدة" شششش..اصمتي ..لا تتحدثي هكذا..ستفضحين كل شيء..تمالكي نفسك..كاندينا غال..و إلا سأعيدك إلى أنقرة" أمسكت جيداء أمها من كتفيها بعنف و قالت" كلا..لن تفعلي ذلك..لن تبعديني و تخفيني عن الجميع..لن أختبأ بعد اليوم..سأفعل كل شيء لكي آخذ مكاني الطبيعي..و أنت لن تستطيعي أن تمنعيني..هل فهمت؟" ثم تركت امها..فتحت الباب و خرجت..
![](https://img.wattpad.com/cover/169795230-288-k236207.jpg)
أنت تقرأ
المنبوذة
Romansaهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...