بارت ثلاثة و ثلاثون

7.5K 256 5
                                    

دفء التماس الأول..الشوق و الحنين إلى الماضي..ارتباك دقات القلب..خذلان العقل و توقفه عن العمل لثواني..الرائحة المعتادة و التي تسبب سكرا يفوق ما تسببه الخمرة..طعم قبلات يعيش في ثنايا الجسم و القلب و الروح و يأبي مفارقتهم..كلها أشياء تواطأت على هزان و راحت تحرضها على الخضوع و الإستسلام..إستسلام لرجل أهانها و احتقرها و أذلها بإتهام لا أساس له من الصحة..رجل لم يصدقها و لم يعطها فرصة واحدة للدفاع عن نفسها..رجل أصدر حكمه عليها دون لحظة تروي أو تعقل..رجل كان خذلانه لها أقوى تأثيرا عليها من مرض عضال عانت منه و كاد يقضي عليها..احتوت شفاه ياغيز شفتي هزان في قبلة تمنى أن تبادله إياها عله يثبت لنفسه أنها أحبته ذات يوم ..و لو قليلا..ليؤكد لقلبه المجنون بحبها أن ما عاشه من قبل لم يكن وهما و خداعا..هي لحظة عابرة حركت فيها هزان شفتيها..لحظة عجز عقلها و كرامتها و كبرياؤها على تلافيها..ثم سارعت تتدارك الأمر..تبعد ياغيز عنها..تدفعه بيديها..ثم تصفعه بقوة على وجهه و هي تقول بنبرة حادة" احذر أن تعيد هذا مرة أخرى" و بعد ذلك تفتح الباب و تخرج..فيما وقف هو واضعا يده على وجنته و ممررا لسانه على شفتيه مستمتعا و متلذذا بطعم شفاهها عليهما..بعد أسبوع..وصلت الآلات الجديدة و انطلقت هزان تطبق الوصفة الجديدة..فصار كل شيء جاهزا لحفل الإفتتاح الذي ارتأى مجلس الإدارة أن يكون في مقر الشركة..تعمدت هزان دفن نفسها في العمل لكي تشغل عقلها عن التفكير و التذكر..لم تكن تريد أن تضع نفسها في هذا الموقف الصعب..فياغيز صار زوج أختها..و هي لا تستطيع أن تخدعها ..أما هو فإكتفى بمراقبتها من بعيد و هي تعمل..و يحاول ألا يكون سببا في إزعاجها بعد الذي حصل..كان ياغيز و إيلكار في مقر الشركة يستقبلون الضيوف و يتلقون باقات الورد التي تحتوي على تهنئة بمناسبة إصدار المنتج الجديد..فيما كانت النسوة تتجهزن في القصر..وصلت باقة ورد وردية و بيضاء بإسم هزان..تسلمها ياغيز و قرأ البطاقة التي كتب فيها" إلى  أختي هزان..أنت انسانة رائعة تستحق النجاح و الإحترام..أتمنى لك النجاح الدائم و السعادة في حياتك..سأحرص على تذوق المنتج الجديد الذي أنا على ثقة تامة بأنه سيكون مميزا مثلك..حبي و احترامي لك..أخوك كرم "..

المنبوذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن