سألت الممرضة" هل أنت قريبها؟" لم يجبها ياغيز..تحرك مبتعدا عنها و الدموع تحجب الرؤية أمامه..كان يمشي جسدا بلا روح..بلا حياة..فأن تعاني كل هذا بمفردها..أن تتحمل نبذ والدها لها..و خذلانه هو..و تخليه عنها في الوقت الذي كان يجب عليه أن يكون هو ملاذها الوحيد..و أن تصاب بمرض خطير كهذا..و أن تتحمل الألم لوحدها..أن تخضع إلى عملية خطيرة كتلك دون وجود أحد بجانبها..أن تتحمل جرعات العلاج الكيميائي القاسية لوحدها..دون كلمة مواساة..أو مساندة و دعم من أحد..فهذا أكثر مما يمكن لعقله أن يستوعبه..و أقسى مما يمكن لضميره أن يتحمله..و أثقل مما يمكن لقلبه أن يتجاوزه..ركب ياغيز سيارته دون أن يتحرك بها..نظر يمنة و يسرة..كان يريد أن يصرخ بأعلى صوته..أن يفرغ شيئا من الحزن و الهم و الندم الذي يشعر به..أن يخفف و لو قليلا من وطأة الخبر الذي نزل كالصاعقة على رأسه..لكنه لم يستطع..غصة استوطنت حنجرته و منعته من الصراخ..أغمض عينيه للحظة..تذكر شعر هزان الطويل و الذي كان يعشق أن يلامسه بأصابعه و أن يغطي جسدها كليل أسدل ستاره على الدنيا..كانت قد وعدته بألا تقصه أبدا..لا لشيء ..فقط لأنه يحبه طويلا..في اليوم الذي رآها فيه للمرة الأولى بعد خمس سنوات..ظلمها كعادته..و ظن أنها قصته فقط لكي تنتقم منه..لم يكن يعلم بما عانته لوحدها..و بالمشاق التي تكبدتها..لم يكن يعلم أنها كانت تفقد كل شعرها بعد العلاج الكيميائي..و تفقد مع كل خصلة منه احساسها بأنها أنثى..ضرب ياغيز المقود بيديه مرات عدة دون أن يقدر على الصراخ..صار يتنفس بصعوبة و يحاول إطلاق العنان لصوته لكن دون جدوى..فانهمك في نوبة بكاء هستيرية..علها تساعده على التخلص من تلك الغصة التي لم تفارق حنجرته..
![](https://img.wattpad.com/cover/169795230-288-k236207.jpg)
أنت تقرأ
المنبوذة
Romanceهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...