.اطلعت هزان على النتائج التي كانت طبيعية دون أية خطورة تذكر..تنفست الصعداء و اتصلت بالدكتور أوموت و أخبرته أنها أجرت التحاليل و أن النتائج جاءت مطمئنة..فرح الدكتور بما سمعه و أوصاها بأن تحاول الحفاظ على صحتها قدر المستطاع و أن تبتعد عن التوتر و الإنفعال و ألا تهمل إجراء تحاليلها من فترة إلى أخرى..وعدته هزان بأن تتبع نصائحه و توصياته..ثم أنهت المكالمة و انظمت إلى إيلكار في المطعم الصيني..تناولا عشاءهما في جو لطيف و هادئ ضمنه هو بحديثه المرح و أسلوبه اللبق..دون أن ينسى طبعا مدح جمالها و أناقتها و التعبير عن إعجابه بها..لم يزعج ذلك هزان..بل على العكس..كانت تتلقى مدحه بصدر رحب و بإبتسامة شكر و امتنان..مع أن قلبها كان خائفا من أن يطمع إيلكار في أكثر من صداقتها..و هي التي تعتبر أن باب قلبها مغلقا على الدوام..فما دامت لن تكون مع ياغيز..فلن ترضى أن تكون مع غيره..رغم أن عقلها يحدثها بأن ذلك سيكون غباءا منها و تجاهلا لحقها في عيش حياتها بصورة طبيعية خاصة بعد كل ما عانته..أمسكت هزان العصي المخصصة للأكل و لم تستطع منع نفسها من الضحك..تذكرت أول مرة استعملت فيها تلك العصي..عندما دعاها ياغيز لتناول الغداء في المطعم الصيني قبل سنوات..هو من علمها كيف تمسكها و كيف تستعملها..و هو من تحمل ضريبة ذلك التعليم..ففي المرة الأولى لم تستطع أن ترفع الطعام إلى فمها بل انزلقت قطعة السوشي لتلوث قميص ياغيز الجالس قبالتها..و انفجرا معا ضاحكين..سألها إيلكار" مالأمر..لم تضحكين؟" أجابت" تذكرت المرة الاولى التي استعملت فيها هذه العصي..لقد كان الامر كارثيا و مضحكا" نظر إيلكار إلى ابتسامتها و قال" ابتسمي دائما..اتفقنا؟ الإبتسامة تليق بوجهك كثيرا" لم تجبه هزان..بل اكتفت بهز رأسها فقط..بعد حوالي الساعة..أوصلها إيلكار إلى المنزل..و ودعها على الباب مقبلا وجنتيها بحنان..ثم انصرف متمنيا لها ليلة سعيدة..فتحت هزان باب القصر و دخلت..شعرت بوجود شخص بالقرب منها..التفتت لتجد نفسها وجها لوجه مع ياغيز الذي لم ينطق بحرف واحد..جذبها من يدها بقوة لتقع بين أحضانه..ضغط بيديه على جسمها..عانقها بقوة حتى كاد يحطم أضلعها..حاولت هزان التملص منه لكنه أحكم قبضته عليها..شعرت هزان بدمعة دافئة منه تلامس رقبتها..و سمعت صوت تنفسه الثقيل و دقات قلبه السريعة..هدأت و استسلمت لعناقه..يد ياغيز تسللت إلى شعر هزان..لامست خصلاته بأنامل مرتعشة ..زاد عدد قطرات الدموع التي لامست عنق هزان..سألت بقلق" ياغيز..مالأمر؟ ماذا حدث؟" قبل ياغيز خصلة شعر أمسكها بين أصابعه ثم ابتعد مسرعا و هو يقول" أردت فقط أن أعانقك..سامحيني.
![](https://img.wattpad.com/cover/169795230-288-k236207.jpg)
أنت تقرأ
المنبوذة
Romanceهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...