المنبوذة

بارت تسعة و ستون

احتست هزان كأس نبيذها دفعة واحدة و تغيرت ملامح وجهها ..لمعت دمعة لؤلؤية في عينيها..تمالكت نفسها لكي لا تبكي ..و قالت بصوت مبحوح" منذ خمس سنوات..اتهمني والدي بقتل أخي الصغير أوزان..كان قد تزوج قبل سنة من سيفنش و أنجبت ذلك الملاك الجميل..كنت أحبه جدا..و ذات ليلة..سمعت صوت بكاءه في الغرفة المجاورة..ثم عم الصمت فجأة..ركضت بإتجاه الغرفة..وجدته يختنق و نفسه مقطوع..و السبب كان قطعة قماش في فمه..حاولت اخراجها..و في نفس الوقت فتح أبي و زوجته الباب..و جن جنون أبي..أخرجني من الغرفة..و حاول انقاذ أخي..لكن دون جدوى..كان قد مات..ليلتها..طردني ابي من القصر و من حياته..و قضيت خمس سنوات من عمري كمنبوذة..دون أهل او أقارب ..دون من يسأل عني او يساندني..عانيت ما عانيت لوحدي..إلى أن جاء ذلك اليوم الذي أخبرتني فيه بوفاة والدي..هذا ما حدث معي" وضع إيلكار الكأس على الطاولة و اقترب من هزان أمسك يدها بين يديه و همس" ..لا تحزني بعد الآن..لقد مر ذلك و انتهى..لست لوحدك من الآن فصاعدا..أنا هنا..معك" نظرت إليه هزان و قالت" شكرا لك إيلكار..أنت شخص مميز" ابتسم و ربت على خدها و هو يقول" و أنت أقوى امرأة رأيتها في حياتي..أنا سعيد جدا لأنني تعرفت عليك" أجابت" ..و أنا أيضا" ..وسط الكروم..أوقف ياغيز سيارته و نزل..جلس كالعادة تحت الشجرة المائلة..لم يعد قادرا على اخماد النار التي تأكل قلبه و تكوي جنبيه..صاح بأعلى صوته..آهة مزقت سكون الكون ..أراد بها أن يخفف من عذابه قليلا..و من غيرته التي لم يجد لها حلا..أيقن انه خسر المرأة الوحيدة التي أحبها..خسرها بسبب غباءه..و عدم ثقته فيها..يراها أمام عينيه مع رجل آخر..يرى في عيونه لها إعجابا كبيرا ..و يخاف حد الرعب من تطور الأمر بينهما إلى ما هو أكثر من ذلك..يعجز عقله عن استيعاب ذلك..لن تكون لديه طاقة تحمل تساعده على تجاوز ذلك..