اختفى ياغيز بعيدا عن هزان ..عن عينيها اللامعة و المتأثرة بمنظر المطر..يعرف كم تعشق هذا الطقس..و كم تعشق مراقبة قطرات المطر التي تلامس زجاج النافذة..فكثيرا وقفت على نافذة من نوافذ القصر تشاهد المطر..و وقف هو وراءها واضعا أنفه في شعرها..هي تشم رائحة التراب المبلل و هو يعشق رائحة جسمها و عطرها..يؤلمه عجزه أمام الوضع الذي وجد فيه نفسه..لا هو قادر على جعلها تنسى ما مضى..و لا هو قادر على البقاء بعيدا عنها..يغار عليها..و يعلم جيدا أنه ليس من حقه ذلك..يريد أن يتركها تعيش حياتها بعيدا عنه..أن تكون سعيدة مع انسان يقدم لها كل الدعم المطلوب..أن تجد كل الحب الذي هي أهل له..لكن في نفس الوقت لا يستطيع اخراس صوت قلبه الذي يهمس بحبها مع كل نبضة من نبضاته..و يعجز عن منع نفسه من الغيرة عليها..دوامة مزعجة وجد نفسه داخلها..و من الصعب أن يخرج منها بسهولة..ارتدت هزان سروال جينز أسود و قميصا قطنيا ابيضا..لفت وشاحا بنيا على عنقها و لبست معطفا أسودا ثم احتذت حذاءا بنيا طويلا يصل إلى ركبتيها..زينت وجهها بالمساحيق الهادئة..و وضعت قبعة قطنية على رأسها..سمعت صوت زمور سيارة إيلكار..فأخذت هاتفها و خرجت..نظر إليها إيلكار للحظات قبل أن يقترب منها..يقبل خدها..يفتح لها الباب..تصعد إلى السيارة و يركب بجانبها..ثم ينطلقان معا..تحت نظر ياغيز الذي كان واقفا خلف نافذة المكتب..
أنت تقرأ
المنبوذة
Roman d'amourهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...