جمد ياغيز في مكانه و هو يسمع كلام أخته و أمه..للحظة لم يستوعب عقله ما سمعه..لكن لا مجال للكذب او الخطأ في كلام خطير كهذا..دفع الباب بكل قوته و دخل و هو يصيح" ماهذا الذي سمعته؟ أمي..هل صحيح ما قالته جيداء؟" ارتعدت سيفنش و أخذت تحملق في ياغيز ثم حاولت التمويه كعادتها..قالت" ماذا سمعت أنت؟" ضرب ياغيز الحائط بيده و قال بعصبية" هل جيداء هي ابنة أمين شامكران؟ هل جيداء أختي غير الشقيقة؟ أجيبي" نظرت سيفنش إلى جيداء كأنها تلومها لأنها لم تمسك لسانها و فضحت ذلك السر الذي أخفته هي لسنوات..ثم قالت" نعم..صحيح..ما سمعته صحيح..جيداء هي ابنة أمين..هي أختك غير الشقيقة" حدج ياغيز أمه بنظرة غاضبة و سأل" و كيف تخفين عني ذلك؟ كيف؟ لماذا جعلت أختي تعاني ما عانته؟ لقد كانت دائما منبوذة و مبعدة عنا..كنت تصرين على ارسالها إلى مدارس داخلية و على ابعادها عنا كأنها فضيحة تسعين إلى اخفاءها..كيف استطعت فعل ذلك بها و بي أمي؟ هذا ظلم" ثم صمت ياغيز قليلا كأنه يحاول استيعاب ما سمعه و تحليله بطريقة منطقية و عقلانية أكثر..ثم التفت إلى أخته و سأل" و أنت؟ هل حقدك هذا على هزان هو سبب تسميمك للنبيذ؟ هل انت من قام بذلك بدافع التخلص منها و ازاحتها عن طريقك؟ هل غيرتك منها هي التي دفعتك إلى تنغيص عيشها و تحويل حياتها إلى جحيم؟ أجيبي" هزت جيداء رأسها بالنفي و أجابت" ..لا..أنا لم افعل شيئا..لست أنا من تقوم بأعمال خبيثة كهذه..لقد تقبلت طوال الوقت كوني الإبنة غير الشرعية لأمين شامكران..غرت من هزان ..نعم..و حقدت عليها..نعم..لكنني لم أفعل شيئا مما ذكرته..كل ما أردته هو اقناع أمي بإخبار العائلة بالأمر لكي أحمل اسم العائلة و أصبح ابنة شرعية مثل هزان و نازان..أرجوك أخي..لا تظلمني..لست أنا من فعل ذلك" مرر ياغيز أصابعه خلال خصلات شعره و قال" من إذا فعل ذلك؟ أكاد أفقد عقلي" ثم نظر إلى أمه و قال" أمي..هل حقا سهرت الليلة السابقة مع نازان حتى ساعة متأخرة؟" أجابت" نعم..لقد سهرنا معا حتى الساعة الواحدة ليلا ثم ذهبت كل واحدة فينا إلى النوم" سأل" و أنت جيداء؟ أين كنت ليلتها؟" قالت" كنت في غرفتي و لم أغادرها طوال الليل" شعر ياغيز أنه ضائع بينهما..كل واحدة منهما تنفي الجريمة عنها..و المشاهد لا تكشف تماما من قام بذلك..
أنت تقرأ
المنبوذة
Romanceهي فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها..لطالما كانت مكروهة و منبوذة من قبل أهلها..و من قبل الحياة أيضا..خمس سنوات قضتها منفية..بعيدة عن عائلتها..و عنه..و اليوم..عادت..لتجد أن كل شيء تغير..لكن ظلم الحياة لها مازال مستمرا..فليس أقسى من أن تجد أن حبيبك...