بارت خمسة و سبعون

5.1K 144 0
                                    

انهار ياغيز جالسا على أقرب كرسي و هو يضع رأسه بين يديه..ما سمعه من الخادمة زعزعه و هزه من الداخل..أن تكون أمه على هذا القدر من الإجرام و الشر و أن تكون قادرة على قتل شخص ببرودة أعصاب فهذا شيء يصعب على عقله أن يستوعبه و على قلبه أن يصدقه..و أن تكون نازان ..زوجته..هي السبب وراء نبذ أختها طيلة تلك السنوات..ذلك أمر آخر صدمه و آلمه..و يعلم جيدا أنه سيوجع هزان و يؤلمها أكثر من أي شخص آخر..و هو لا يستطيع أن يرضى لها الألم من جديد..يكفيها ما عانته في السابق..لكن..رغم ذلك..يجب أن تعرف..من حقها أن تعرف..نظر ياغيز إلى الأوراق التي تسلمها من الخادمة قبل قليل..وقف و حملها ثم خرج..في غرفتها..جلست هزان على حافة سريرها و هي تضع يدها على عنقها..تريد لآثار شفاه ياغيز على بشرتها ألا تختفي..مازالت تشعر بأنفاسه الحارة على رقبتها..و بصوت قبلته الخفيفة في أذنيها..كل اقتراب له منها يحدث ما يشبه البراكين في أعماقها..يحيي تلك النيران الخامدة تحت الرماد..يجعل دقات قلبها تجن و تتسارع..عاجزة هي عن انكار تأثرها به رغم غضبها منه و عدم قدرتها على مسامحته..حاولت هزان أن تتناسى ما حدث و أن تحلل بطريقة منطقية ما سمعته عن علاقة والدها بسيفنش..فالصورة تثبت علاقة الحب القديمة بينهما..و ياغيز أخبرها بأن جيداء أختها غير الشقيقة..لكن ما علق في ذهنها..هو تغيير الوصية..فمالذي جعل والدها يكتب وصية أولى يقسم فيها الأملاك بين نازان و جيداء..ثم يعود لكي يغيرها و يعطيها هي حقها..العقل يرجح حدوث خلاف كبير بين أمين و زوجته..دفعه بالنهاية إلى مخالفة رغبتها و إعادة الأمور إلى نصابها الأول..استلقت هزان على سريرها و اغمضت عينيها..عادت تفكر في إيجاد دليل يثبت شكوكها بخصوص سيفنش..لكن صوت طرقات على الباب قطع حبل أفكارها و اجبرها على النهوض..

المنبوذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن