81- عقلٌ هارب

204 14 90
                                    

- لا بأس ، أنا بخير
- أعلم أنكِ لستِ كذلك .. أنا آسف حقاً
ابتسمت فيما كان أنفي قد أحمر من البكاء و عيناي تعبتا من البكاء و قلت :
- أنا سأكون بخير
- ريم .. ما هي مشاعركِ اتجاهي بالضبط ؟ هل تستطيعين وصفها ؟

نظرت إليه و قلت :
- مشاعري اتجاهك مضطربة للغاية يا طارف .. حتى الآن لم أشعر أنني أكرهك و لو لمرة ، لكنني شعرت بالخوف كثيراً ، شعرت بالحب ، شعرت بالحيرة و الاقتناع ، شعرت بالسعادة و الغضب ، بالإعجاب و الاستغراب ، بالكثير من المشاعر لشخص واحد .. و أعتقد أن هذا هو الطبيعي! أعني ، لا يمكن أن تكون مشاعري اتجاهك عبارة عن حب و حسب .. هذا سيكون مقززاً بشكل لا يطاق ، ألا تتفق معي ؟

كنت أضحك و أنا أقول جملتي الأخيرة فضحك معي و قال :
- هل تعرفين ما هو أكثر ما أحبه بكِ ؟

نظرت إليه بتساؤل فقال :
- لا تترددين عن إخباري الحقيقة في وجهي مهما كانت .. أنا ممتن حقاً لعدم وجود مشاعر الكره رغم كل شيء فعلته لك

ابتسمت و قلت :
- بالفعل ، لقد كنت أخبرك بالحقيقة و حسب

تمدد على ظهره فوق السجاد و نظر للأعلى و هو يقول :
- حتى ابتسامتكِ اللطيفة هذه تأسرني .. لا أعرف ماذا يحل بي يا ريم حين أكون معكِ .. أشعر بأني أحوز الدنيا و ما فيها عندما أكون في لقاء معك

سكت لبرهة و لمس شفتيه ثم قال :
- أظل أفكر منذ يومين .. لو أن تلك القبلة كانت معكِ لكنت بالتأكيد سأكون سعيدًا الآن ، لا أقصد وضعكِ في مقارنات أبداً .. لكنكِ ملاذي الآمن دائماً لذلك بالتأكيد سأكون بخير مهما حدث طالما أنتِ معي

قلت بمزاح :
- لم أكن لأقبلك الآن ! لا تحلم كثيراً هكذا ! لن يحدث هذا قريباً حتى لذا لا تحاول أبداً

نظر إليّ و ضحك ثم قال :
- هذا أفضل لكلينا في كل الأحوال

- أجل ، معك حق

- ريم ، كيف لم تنجذبي لأي رجل في حياتكِ من قبل ؟ أعني .. كيف لم يحدث هذا حتى في مراهقتكِ !

- لم أشعر بالحب اتجاه رجل لا أعرفه .. كنت مراهقة عاقلة ، هذا كل مافي الأمر

- لا أزال اتذكر ما قلته لي في أول يوم أخبرتكِ فيه عن مشاعري ، هل تتذكرين ؟

قلت بتساؤل :
- ما الذي قلته لك ؟

- أجل

قلت بثقة :
- أجل أتذكر

قال مقلداً لي :
- منذ أن كنت صغيرة و أنا لا أحب مشاركة ألعابي مع الآخرين، لا أستطيع مشاركتك الحياة لأن لدي أحلاماً أحققها و لست جزءاً منها على الإطلاق

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن