17- الحدث الأخير في الجامعة

388 31 102
                                    

سمعت صوت خطواته و هو يذهب و كتمت غيظي لأن نومي قد اختفى بسببه ! أمسكت بهاتفي لأتفقده حتى أنام فوجدت رسالة بها مرفق من دكتور طارف .. أرسل لي صورة جديدة له و هو يبتسم و كتب : لا أعلم ما الذي يحزنك ، و لكنني واثق أن ابتسامتي الجميلة ستحل كل شيء .. يا لها من ثقة لدى هذا الدكتور !

تأملت الصورة لوقت طويل و قد حل الرضا في قلبي و ذهبي سخطي كله .. إن لابتسامته مفعول السحر .. حتى أنني أستطيع الشعور بدفء عينيه من الصورة .. يستطيع أي شخص أن يرى البراءة كلها في وجهه .. إن الطفل النقي الذي بداخله لم يكبر !

كتبت له أخيراً :
"لقد حلت كل شيء حقاً .. شكراً لك "

حاولت العودة إلى النوم و نجحت لأنني أدرك أن غداً يوم حافل و طويل .. استيقظت صباحاً و أنا أشعر بالكسل الشديد و لا أريد أي شي سوى البقاء في فراشي حتى الغد .. كنت أحدق في السقف حين وصلني إشعار رسالة جديدة منه

" سعيدٌ لهذا .. لا تنسي الاستمتاع في كل لحظة اليوم "

" أنت أيضاً .. صباحك جميل "

" صباحكِ أجمل "

قررت أخيراً النهوض من السرير و الاستعداد للجامعة ثم تذكرت أنني لم أتناول البارحة سوى وجبة الفطور و كوب الشاي .. علي حقاً الانتباه إلى وجبات طعامي و إلا سأستيقظ من نومي جائعة و ألتهم أفراد المنزل في الأيام القادمة ..

ما أن انتهيت و حملت معي كل ما سأحتاجه اليوم حتى نزلت لتناول طعام الإفطار .. كان كلاً من والديّ و ماجد و سعود على مائدة الإفطار

- صباح الخير
- صباح النور

جلست بجانب والدتي و بمقابلي كان سعود .. حسناً لم أعد جائعةً بعد الآن .. لقد ابتسم في وجهي و تذكرت اتفاقنا معاً البارحة فابتسمت في وجهه

- متى ستنتهين من الجامعة ؟

- أنا مشغولة جداً اليوم سعود .. قد لا أكون متفرغة حتى السابعة مساءً

- و ما الذي علي فعله حتى هذا الوقت ؟

حينها رد عليه ماجد بلا مبالاة :
- هل أنت طفل صغير و على الكبار الاهتمام به ؟

- لا أعرف أحداً هنا .. هل استطيع الحضور معكِ إلى الجامعة ؟

- كلا .. آسفة لا أستطيع أخذك معي

- ماذا عن محمد ؟ هل يمتلك أحدكم رقم هاتفه ؟

- محمد سيكون مشغولاً معي في الجامعة .. سأرسل لك موقع بعض الأماكن القريبة .. تستطيع تمضية الوقت بها

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن