50- العودة

351 22 356
                                    

ضحكنا سوياً ثم ودعنا بعضنا البعض .. اندسست في فراشي .. و حضنت نفسي بالغطاء .. و بكيت بدون إصدار أي صوت .. من كنت أخدع و أنا أطمئن طارف قبل قليل ! أنا مرعوبة حقاً .. أن نكون معاً لوحدنا لوقت طويل .. كيف وافقت على هذا ! هل أجني على نفسي بعلاقة كهذه ؟ بماذا كنت أفكر حين شعرت بالحب اتجاه شخص ما ؟ ثم ما بال هذه المقارنات مع صبا ؟ هل سأستمر في سماع اسمها في كل مرة يشير فيها أحدهم إلى علاقتي بطارف ! أنا خائفة و لا أجد ملجئاً لخوفي سوى غطاء السرير .. و دموعي بللت وسادتي حتى خلدت للنوم !

استيقظت على طرق عادل للباب .. لم تكن الساعة قد تجاوزت الثامنة و كنت أشعر برغبة فظيعة بالنوم و لكنني نهضت و فتحت الباب لأراه جاهزاً و هو يقول :
- محمد يجهز الآن أيضاً .. فلنذهب لتناول الإفطار سوياً

- هل تعرفون كم هي الساعة الآن ؟ لماذا أنتم قساة هكذا ؟

- هيا اذهبي و تجهزي .. سنعود بعدها لتوضيب الحقائب

- حسناً

جهزت بأقصى سرعة لدي ثم خرجت فوجدتهما ينتظراني بالفعل .. استمتعنا بآخر وجبة لنا في المدينة ثم أخذنا جولة أخيرةً سريعة و عدنا لتوضيب الحقائب ..
لم يكن لدي الكثير من الحقائب لذا وجدت أمر توضيب حقيبتي سهلاً .. انتهيت منها في ظرف نصف ساعة .. تأكدت أنني وضعت الرسالة و الكتاب الذي أنهيته في الحقيبة و الآخر قررت أخذه معي لأقرأه في الطائرة ..

كانت مشاعري مختلطة .. أريد أن أعود لأنني اشتقت لأمي و أبي .. و لا أريد توديع هذا المكان الجميل .. خرجت لترتيب غرفة المعيشة و لأول مرة لا أسمع أصوات شجار صادر من الشباب ..
عندما انتهيت أخذت حماماً دافئاً و استعددت حقاً للمغادرة حينما وصلتني رسالة منه :
" صباح الخير عزيزتي .. أتمنى لكِ رحلة آمنة "

" صباح النور .. أتمنى لك يوماً سعيداً "

" بالنسبة لي غداً سيكون أسعد بكثير من اليوم لأنني سأراكِ فيه "

ابتسمت و لم أعلم كيف لي أن أجيب عليه .. لذا قررت الاتصال به و الحديث معه لوقت قصير :

- اهلاً طارف

- اهلاً يا جميلة

- هل أنت مشغول ؟

- لا ابداً .. في الحقيقة لم اتصل لأنني ظننتكِ ستكونين مشغولة

- أشعر بلا شيء و كل شيء

- مشاعر الوداع .. صحيح ؟

- أجل

- لا بأس ريما .. إذا اشتقتي لهذه المدينة مجدداً فيمكننا الذهاب سوياً

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن