8- الحقيقة المطلقة

487 36 120
                                    

كان يأكل بهدوء و يبتسم حين ينظر إليّ بين الحين و الآخر .. وقتها فقط أدركت أنني أحب ابتسامته .. أنني قلقة عليه .. أنني اهتم لأمره .. و أنني أحبه !

و كنت ابتسم بامتنان للجميع .. بعد أن انتهينا من تناول الإفطار جلسنا نتشارك أطراف الحديث .. وصل كلاً من يوسف و محمد ايضاً و أصبح المكان أشبه بغرفة النادي بالنسبة لنا .. و بالعائلة بالنسبة له !

- هل انتهيتم من مشاريعكم حتى تجدوا وقتاً للدردشة و الحديث ؟

- هل أنت هادم اللذات يا دكتور ؟ .. إن عمري ينتهي و المشاريع الجامعية لا تنتهي

- محمد عليك حقاً تقليل ساعات نومك حتى تنجز في يومك

- نومي مجدداً .. يا عالم ما الذي بينكم و بين نومي من عداوات

- أستطيع مساعدتك إن أردت .. يبدو أننا سنقضي وقتاً طويلاً هنا الليلة .. لكن لا تخبر معلمك بهذا .. لا أعتقد أنه سيتقبل الأمر

- ريم ، هل انتهيتي من مشروع ذاك المساق الثقيل على قلوبنا ؟
- ليس بعد .. سوف ارسله لك يا عمار فور انتهائي منه

- ستنقذين حياتي .. لا أعلم حقاً ماذا سأفعل في المشروع لولاكِ أنتِ و سما ..

- كنت ستبقى في الجامعة لعمر طويل
ضحكت أماني على ما قالته و ضحك الجميع ..

اتصل والدي ليسألني عن رقم الغرفة و حين أغلقت المكالمة قلت :
أبي قادم لزيارة الدكتور ..

قال د. طارف :
- لم يكن هناك من داعي ليثقل على نفسه

- لا بأس ابداً .. إنه واجبنا

طرق أبي الباب ثم دخل حاملاً معه الورد .. ألقى السلام على الجميع ثم اتجه بالقرب من السرير الذي يقبع بداخله د. طارف

- هل أنت بخير يا دكتور ؟

- أجل .. أنا بخير تماماً

- إن هذا يطمئن قلوبنا عليك .. أنت بمثابة ابن لي .. و نحن هنا جميعاً أهلك .. إذا وقعت فنحن سنسندك .. و إذا احتجت إلى أي أحد منا ستجدنا دوماً بجانبك .. إن ما حصل قد حصل .. المهم أنك بخير أمامنا ..

شعرت بخجله من تلك الكلمات و حيرته في البحث عن الرد المناسب حتى قال :
- شكراً عمي .. شكراً جزيلاً

قطعت سما الحديث متسائلة :
- شاياً أم قهوة يا عمي ؟
- شاياً يا ابنتي

جلس معنا لفترة لا تتعدى الخمسة عشرة دقيقة ثم عاد إلى المنزل بعد أن أوصانا جميعنا عليه ..

- إنها المرة الأولى التي ألتقي بها مع والدك يا ريم .. صحيح ؟
- أجل .. كان متواجداً ضمن الحضور في الأوبريت الذي تطوعنا في تنظيمه بالمدينة آخر مرة أنا و سما و يوسف .. أنت كنت نائماً على ما أظن وقتها

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن