قال محمد :
- أريدكِ أن تذهبي لمنزل دكتور طارف الآن و تطمئني عليه ، أرجوكِ .. أنا في مكتب المدير و لا أعتقد أننا سننتهي من هذا قريباً .. بحثت عن سيارته بالمواقف لكنني لم أجدها ، لا بد و أنه غادر
قلت بفزع و قد طار كل النوم الذي في عيني :
- لماذا ؟ ماذا حدث !
قال بتوتر و بهمس :
- لقد قبّلته فتاة معنا في قاعة المحاضرة و خرج من القاعة فوراً
قلت و قد نهضت من مكاني و الخوف يتملكني :
- ماذاً !- أنا قلق عليه ، لكنني و يوسف و أماني عند مدير الجامعة و عمار في محاضرته و لا يجيب عليّ
كنت قد بدأت بتبديل ملابسي و أنا أقول :
- أنا ذاهبة فوراً ، سأراسلك لو وجدته في منزله- حسناً ، شكراً
أغلقت المكالمة و هرعت لأغسل وجهي و أسناني ثم خرجت .. أدركت في منتصف الدرج قبل الوصول للطابق السفلي أن مفاتيح سيارتي مع سعود اليوم لذا عدت مسرعةً إلى غرفة والديّ .. طرقت الباب و دخلت فوجدت أمي تتابع التلفاز ، قلت :
- أمي ، أحتاج سيارتكِ بأسرع وقتأخرجت لي مفاتيحها .. قبلتها و أخذت المفاتيح و خرجت بأقصى سرعة مسموحة إلى منزل طارف و ملايين الأسئلة تتملكني واحدةً تلو الأخرى .. كيف تجرأت على أن تفعل هذا به ! هل ينقصه هذا حتى ؟ ألا يكفيه ما حدث بحياته حتى الآن ؟ هل هو بخير ؟ هل هو بالمنزل و لم يذهب إلى أي مكان آخر ؟ لماذا أغلق هاتفه و لا يجيب عليّ ؟
كنت مرعوبةً للغاية من جميع الاحتمالات البشعة التي تحيط بعقلي .. أردت أن أبكي ، لكن كان علي التماسك من أجل طارف ، قلبي يدق لآلاف المرات بالدقيقة الواحدة و لا أعرف حتى ما الذي قد يهدأ روعه .. شعرت بأن ما فعلته تلك الفتاة كان أشبه بتفجيرها لفقاعة الأمان التي بقلب طارف ، و أردت لكثير من الوقت أن أغير طريقي إلى الجامعة و أقتلها بيداي و حسب !
تنفست الصعداء حين وصلت و وجدت سيارته في مواقف العمارة ، فكتبت لمحمد :
" إنه بالمنزل "نزلت و توجهت من فوري إلى شقته ، تسابقني خطواتي و أحاول طرد كل الأفكار السوداء من عقلي حتى وجدت نفسي أمام باب الشقة .. وقفت لثواني لا أعلم فيها إن كان عليّ طرق الباب أو التراجع .. من أنا لأفرض نفسي في وقت اختار فيه أن ينعزل من الجميع .. لكن ماذا لو كان كل ما بحاجته هو شخص واحد يفهمه بصدق ؟
اتصلت لمرة أخيرة و وجدت نفس الشخص الذي يخبرني فيها أن الهاتف مغلق و يطلب مني معاودة الإتصال لذا اتخذت قراري و طرقت الباب لكن لم يجبني أحد ، ضغطت على جرس الباب و لكن لم أسمع همس أي شخص غيري .. طرقت الباب و قلت بصوت مرتجف :
- طارف ، هذه أنا ، ريم .. أرجوك أفتح الباب و دعنا نتحدث
أنت تقرأ
بعد كل شيء
Romanceمن يتحمل خسارات المرء حين تفيض عن احتماله ؟ من يشد أزر أنثى تركت كل شي لتبحث عن نفسها و لا تجدها ! من يملك الصبر العظيم لاحتمال كل ما لا يحتمل ؟ هل من شجاعة المرء أن يكتب قصته البشعة أم هي دناءة منه ؟ هل التخلي عـمن نعتقد أننا نحب و متيقنين تمام ا...