ثم ابتعد لخطوتين .. شعرت فجأة بالحرارة تدب في أوصالي .. بينما كان هو يعبث بشعره و قد أدار ظهره .. قلت بصوت هادىء :
- مع السلامة
خرجت أمشي بسرعة ، تتسابق خطواتي حتى ظننت أنني كنت أهرول بالفعل .. ركبت السيارة و أخذت نفساً عميقاً تبعته بالعديد من الشهيق و الزفير قبل أن ابتسم و أقوم بتشغيل السيارة .. عندما مررت بجانب العمارة وجدته واقفاً مبتسماً يلوح لي بيده .. لوحت بيدي و اتجهت ناحية المنزل .لم يطل الأمر قبل أن يرن هاتفي فأجبته قائلةً :
- اهلاً طارف- اهلاً ريما .. لقد نسيتِ شيئاً يخصكِ
- حقاً ؟ ماذا نسيت ؟ لا بأس أن تبقه معك حتى أراك مجدداً
- لقد نسيتي قلبي
ضحكت و قلت :
- يا إلهي ! هذا الكلام مبتذل للغاية !ضحك قبل أن يقول :
- أردت أن أسمع صوتكِ حتى تصلين إلى باب المنزل- طارف
- نعم عزيزتي ؟
- سأقتلك إن أيقظتني عند الصباح الباكر .. أنا جادة حقاً !
- متى أستطيع إيقاظكِ ؟
- لا تستطيع .. دعني أنام !
قال باستسلام :
- حسناً- هذا جيد .. نم أنت أيضاً حتى وقت متأخر
- لا بأس .. سأرتب شقتي حتى تستيقظين
- رجل جيد حقاً
- ريم
- نعم ؟
- لقد تجاوزت حدودي قبل قليل .. أنا آسف حقاً
- علامَ ؟
- لم يكن عليّ إخافتكِ هكذا
- هل تريد الحقيقة ؟ أنا لم أشعر بالخوف منك مطلقاً .. شعرت بالإحراج الشديد و حسب
ضحك ثم قال :
- هذا مريح حقاً لقلبي .. لقد شعرت بتوتر فظيع وقتها لكنني أردت تجربة الهمس بإذنكِ حقاً- لا تكررها هذه الفترة .. اتفقنا ؟ طارف ، أنا أيضاً لم أنسَّ .. أريدك أن تخبرني عما يزعجك أيضاً
- لا أعتقد أنني أستطيع إخباركِ به يا ريم
- هل تعتقد أنني لن أتفهمك ؟
- كلا كلا .. الأمر ليس و كأن الخطأ خطئي .. لهذا أنا لا أجد ما أقوله حول الأمر رغم أنه مزعج بالفعل
- أتمنى أن يبدأ عملك مبكراً
صرخ مصدوماً :
- لماذا ؟ هل تريدين أن ترتاحي مني إلى هذه الدرجة ؟- كلا ، أريدك أن تنشغل بشيء ينسيك ما يزعجك
- لقد نسيته بالفعل ما أن رأيت وجهكِ
- أنت بحاجة للنوم ، اذهب و نم ، هذا أفضل بكثير مما تقوله الآن
ضحك ثم قال :
- ريما ، علميني الكاراتيه
أنت تقرأ
بعد كل شيء
عاطفيةمن يتحمل خسارات المرء حين تفيض عن احتماله ؟ من يشد أزر أنثى تركت كل شي لتبحث عن نفسها و لا تجدها ! من يملك الصبر العظيم لاحتمال كل ما لا يحتمل ؟ هل من شجاعة المرء أن يكتب قصته البشعة أم هي دناءة منه ؟ هل التخلي عـمن نعتقد أننا نحب و متيقنين تمام ا...