52- يوم في المنزل

357 21 205
                                    

ثم ابتعد لخطوتين .. شعرت فجأة بالحرارة تدب في أوصالي .. بينما كان هو يعبث بشعره و قد أدار ظهره .. قلت بصوت هادىء :
- مع السلامة
خرجت أمشي بسرعة ، تتسابق خطواتي حتى ظننت أنني كنت أهرول بالفعل .. ركبت السيارة و أخذت نفساً عميقاً تبعته بالعديد من الشهيق و الزفير قبل أن ابتسم و أقوم بتشغيل السيارة .. عندما مررت بجانب العمارة وجدته واقفاً مبتسماً يلوح لي بيده .. لوحت بيدي و اتجهت ناحية المنزل .

لم يطل الأمر قبل أن يرن هاتفي فأجبته قائلةً :
- اهلاً طارف

- اهلاً ريما .. لقد نسيتِ شيئاً يخصكِ

- حقاً ؟ ماذا نسيت ؟ لا بأس أن تبقه معك حتى أراك مجدداً

- لقد نسيتي قلبي

ضحكت و قلت :
- يا إلهي ! هذا الكلام مبتذل للغاية !

ضحك قبل أن يقول :
- أردت أن أسمع صوتكِ حتى تصلين إلى باب المنزل

- طارف

- نعم عزيزتي ؟

- سأقتلك إن أيقظتني عند الصباح الباكر .. أنا جادة حقاً !

- متى أستطيع إيقاظكِ ؟

- لا تستطيع .. دعني أنام !

قال باستسلام :
- حسناً

- هذا جيد .. نم أنت أيضاً حتى وقت متأخر

- لا بأس .. سأرتب شقتي حتى تستيقظين

- رجل جيد حقاً

- ريم

- نعم ؟

- لقد تجاوزت حدودي قبل قليل .. أنا آسف حقاً

- علامَ ؟

- لم يكن عليّ إخافتكِ هكذا

- هل تريد الحقيقة ؟ أنا لم أشعر بالخوف منك مطلقاً .. شعرت بالإحراج الشديد و حسب

ضحك ثم قال :
- هذا مريح حقاً لقلبي .. لقد شعرت بتوتر فظيع وقتها لكنني أردت تجربة الهمس بإذنكِ حقاً

- لا تكررها هذه الفترة .. اتفقنا ؟ طارف ، أنا أيضاً لم أنسَّ .. أريدك أن تخبرني عما يزعجك أيضاً

- لا أعتقد أنني أستطيع إخباركِ به يا ريم

- هل تعتقد أنني لن أتفهمك ؟

- كلا كلا .. الأمر ليس و كأن الخطأ خطئي .. لهذا أنا لا أجد ما أقوله حول الأمر رغم أنه مزعج بالفعل

- أتمنى أن يبدأ عملك مبكراً

صرخ مصدوماً :
- لماذا ؟ هل تريدين أن ترتاحي مني إلى هذه الدرجة ؟

- كلا ، أريدك أن تنشغل بشيء ينسيك ما يزعجك

- لقد نسيته بالفعل ما أن رأيت وجهكِ

- أنت بحاجة للنوم ، اذهب و نم ، هذا أفضل بكثير مما تقوله الآن

ضحك ثم قال :
- ريما ، علميني الكاراتيه

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن