12- المعلم المساعد

424 28 136
                                    

- لا تبتسمي هكذا ؟

- لماذا ؟

- قلبي يؤلمني حينما تبتسمين

ضحكت و قلت :
- يبدو أنك تريد أن ترى الألم الحقيقي الذي أستطيع التسبب به 

- يا إلهي .. عنيفة معي حتى و أنا مريض

- عليك أن لا تستغل مرضك كثيراً

- حاضر

- هل نذهب إلى قاعة المحاضرة ؟

- أجل .. هيا بنا

فتحت الباب له و انتظرت حتى يخرج و هو يدفع بالكرسي المتحرك الذي يجلس عليه .. مشينا بجانب بعضنا البعض و كنا نتحدث سوياً حول المحاضرة .. كنا نمر ببعض الأحيان ببعض الطلبة الذين يعرفونه فيتوقفون للحديث معنا قليلاً ثم نعاود المسير حتى وصلنا قبل المحاضرة بدقائق .. وضع أغراضه على الطاولة و وضعت أغراضي على أقرب طاولة له ..

كنت ابتسم له كلما تلاقت نظراتنا و هو يعاود الابتسام في وجههي .. أنا لم أكن أشعر بالشفقة عليه ابداً .. لكنني لم أستطع أن أجعله يشعر بالسوء على نفسه ..

بدأت بكتابة المخطط على السبورة بينما توافد الطلاب و الطالبات .. و بعدها بقليل بدأت المحاضرة و التي كانت عن طرق تحفيز الموظفين داخل العمل .. كان يُناقش أكثر مما يعطي من معلومات .. يحب أن يسمع رأي الطالب قبل أن يخبره برأيه هو حول الموضوع .. و كلما ذُكرت نقطة جديدة كان يؤمىء إلي فأكتبها على اللوح ..

توقفنا قليلاً حين سألت طالبة ما :
- يا دكتور ، نحن نعلم أنك في إجازة لظروف مرضك .. ما هو التحفيز الذي تقدمه الجامعة لك حتى ترفض الإجازة و تقرر المجيء للعمل ؟

- لا شيء .. لم يجبرني أحد على المجيء .. و لن اتلقى تحفيزاً رسمياً من إدارة الجامعة .. تحفيزي الأول و الأخير كان أنتم .. عليكم الدراسة جيداً لاختباراتكم النهائية و علي التواجد من أجل اسألتكم .. أنا أستطيع المجيء و استطيع الكلام بكل سهولة كما ترون فلماذا لا أحضر و أسبب المشاكل لكم ؟

- نحن نشكرك حقاً يا دكتور .. من الجميل وجودك معنا

- شكراً لكِ

كنت أرى حديث تلك الفتاة مع صديقتها التي على جانبها لكنني لم اعتقد أن هناك شيئاً ما .. و بعدها بعشر دقائق كنا نحظى براحة لمدة عشر دقائق فارتأيت أن أذهب لشراء بعض الماء لي و للدكتور طارف و تركته مع بعض الشباب الذي جلسوا يناقشونه في بعض النقاط ..

كانت تلك الفتاة تقف مع صديقاتها الأخريات بجانب آلة الطعام و سمعتها و هي تقول :
- يا إلهي إنه جميل حتى في مرضه .. أعتقد أن قلبي قد يتوقف في أي لحظة

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن