25- يومين بطولهما !

406 29 316
                                    

تباً لبروده الفظيع في معظم الأوقات .. إذا كان هناك مركز لتأهيل الأشخاص و جعلهم اجتماعيون بشكل طبيعي كنت سأقوم بإجباره على الذهاب .. إنه يدفعني للجنون !

منحته ساعة تماماً و حين داهمنا غرفته وجدناه نائماً ! إنه يملك خللاً بعقله بالتأكيد .. قررنا إيقاظه فوراً فنحن لا نعلم حتى متى ستصمد الكعكة قبل أن تنهار من كثرة التزيين الذي تحمله !

قفز كلاً من محمد و سعود فوق سريره و ظلوا يقفزون للكثير من المرات و لكنه كان أشبه بالجثة التي ترفض العودة للحياة .. نومه ثقيل للغاية .. و هذا مزعج جداً جداً .. قلت بعد أن مللت :
- لنذهب و نأكل الكعكة .. اتركوه نائماً

تماماً بعدما انتهينا من تناولها خرج من غرفته و هو يفرك عينه بيده قال :
- لقد استيقظت .. لماذا كنتم مزعجين جداً ؟

قال سعود :
- لقد افتعلنا حرباً في غرفتك و أنت لم تستيقظ حتى ! هل أنت القرد الكسلان ؟

- أنا ؟ أنا أكون قرداً ؟ حسناً أنا قرد و هذا القرد سيعود للنوم من جديد .. سأقفل باب غرفتي و طرق الباب ممنوع

قلت بإيجاز :
- نم قدر ما تشاء و لكن استيقظ غداً حتى نزور أم محمد .. حسناً ؟

- أجل بالطبع .. ماذا عنكِ الآن ؟

- سوف أذهب لعمل تطوعي في مكتبة المدينة

قال سعود :
- هل أستطيع القدوم ؟

- بالطبع .. كن جاهزاً خلال ساعة

قال محمد الصغير :
- و أنا يا خالتي ؟

- سآخذك معنا لتقرأ في ركن الأطفال .. اتفقنا ؟

قال بنبرة احتفالية :
- أجل

عاد عادل للنوم فيما انشغلنا بالاستعداد للتطوع .. كنت قد انتهيت من تجهيز محمد أولاً و تركته يشاهد التلفاز حتى استعد أنا أيضاً .. حينما أوشكت على الإنتهاء طُرق الباب فظننت أنه سعود يريد إخباري أنه جاهز تماماً فقلت :
- سعود انتظرني خمسة دقائق بالأسفل .. سوف آتي قريباً

- أنا ماجد

لقد كنت ارتدي حذائي و ما أن انتهيت حتى أسرعت لأفتح له الباب ، بدا شاحباً جداً .. كما لو أنه يجرب شعور سيء لأول مرة في حياته ..
- ماذا بك ؟ هل أنت مريض ؟

تقدمت نحوه لأعاين جبينه و لكنه أسرع لاحتضاني و بكى بشدة كما لو كان طفلاً فقد أغلى ألعابه .. لم أكن أعلم ما به .. أو ما الذي حدث معه .. ماجد شخص كتوم بعادته و رؤيته بهذا الشكل لأول مرة أثارت فيّ رعباً لا ينتهي .. أخذت أربت على ظهره برفق و أنا أطلب منه أن يهدأ و يخبرني ماذا حدث بالضبط !

- اهدأ .. لا بأس يا ماجد .. لا بأس
ذلك كل ما كنت أجيد ترديده في حالات كهذه .. بعد خمسة دقائق من البكاء بدأ يهدأ .. جلس على طرف سريري و قال :
- لقد دمرت عائلة بأكملها اليوم .. فرقت بين زوجين كان من الممكن أن يكملا عمراً طويلاً مع بعضهما لو أنهما تفاهما قبل أن يأتي أحد الطرفين إلي .. ريم ، أشعر أنني اسوأ شخص في هذه الدنيا

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن