68- هل تفهميني ؟

269 20 116
                                    

بدأ يغني بصوت طفولي بالإنجليزية و قد ضحكت في بادىء الأمر لأن الأغنية حقاً مخصصة للصغار ، لكنني نمت بعمق ، و أنا أدين لصوته اللطيف أن جعلني أنام دون أن يترك لي مجالاً للتفكير فيما قيل قبل قليل أو تخيله ! كان النوم هو أفضل ما قد يحدث في ذلك الوقت.

استيقظت عند العاشرة و أخذت أعمل حتى اقترب وقت الغداء و سمعت أصوات الجميع بالأسفل فنزلت لمشاركتهم الوقت و الحديث .. كانت خلود تتحدث مع أبي بينما ماجد يتحاور مع زوجها ناصر بالإشارة و سعود و عادل يعدان المائدة وسط الشجار اللانهائي بينهما و محمد الصغير مع والدتي .. قلت :
- مساء الخير

قال سعود :
- مساء النور ، من الجيد أنكِ أتيتِ .. تعالي و ساعديني بدلاً منه قبل أن ينفذ صبري !

قلت :
- لا تدخلاني في هذا أبداً

بينما وقف ماجد و قال :
- ريم ، أريد الحديث معكِ قليلاً في الخارج قبل الغداء

- حسناً ، هذا أفضل من سماع عادل و سعود على كل حال

أشار ماجد إلى ناصر و أخبره أنه سيتحدث معه قليلاً و من ثم سيعود لإكمال حديثهم ، ثم غادرنا سوياً إلى ساحة المنزل حين قال :
- ريم هل تذكرين حين أخبرتني أن عليّ أن أجد روابطاً أخرى مشتركةً بيننا أنا و شيماء ؟

- أجل

قال بفرح :
- هناك بعض الروابط بالفعل

- هيا أخبرني

- كلانا نملك آراء متشابهة في بعض الأمور ، كلانا نحب نفس نوع الشوكولاتة ، كلانا يحب القهوة بذات الطريقة

- أخبرني أنك تمزح ، بسرعة قبل أن أقتلك !

- كلا ، لماذا ؟

- ماجد .. الأمر أعمق مما تعتقد !

- ريم ! الأمر بسيط ، لا تعقديه ! أنا أمتنع عن فتح الموضوع معها في كل لحظة فقط لأنني مقتنع في نصيحتك بترك جرحها يبرأ أولاً

- أنا أستسلم ! لم أعتقد و لو للحظة أنني سأراك متعجلاً لشيء هكذا !

- لا أعرف حقاً ما الذي حلّ بي

قلت مازحةً :
- أمي ، أبي .. تعالا و شاهدا المحامي الكبير ماذا يقول

ضحك و قال :
- توقفي عن هذا ، لا أريد أن أصدمهما قبل أن أكون متأكداً منها هي أولاً

- حاضر .. ماجد

- نعم ريم ؟

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن