20- لا جامعة بعد اليوم

374 30 202
                                    

كنت أعلم أنني قاسية الآن معه .. و لكنني لا أريد أن أسمع المزيد بشأنه .. أنا لا أحارب أحداً من أجل إبقاءه في حياتي .. أنا انسحب بهدوء

- اذهبي من هنا .. قد تمرضين بسببي

- لا بأس .. علي التأكد أنك بخير

- أنا كذلك هيا اذهبي

- حسناً سأذهب بعد أن تتناول الطعام

حملت الطعام إلى سريره فيما استوى هو جالساً و قال ضاحكاً :
- خدمة خمسة نجوم

- إنها عشرة نجوم

ضحكنا سوياً .. تناول بعض الطعام و دردشنا قليلاً ثم عاد إلى النوم بعد أن وعدني أنه سيتصل بي إذا ما أراد شيئاً .. خرجت و لا رغبة لي في لقاء الآخرين كما أن لا رغبة لي في النوم فآثرت الجلوس في الحديقة الخلفية للمنزل حتى لا أرى أحداً و لا يراني أحدٌ ما

جلست على الكرسي الخشبي و رفعت رأسي عالياً أحدق بالنجوم .. لم أشعر إلا و دموعي تنهمر على وجنتيّ .. كان قلبي مضطرباً .. نعم أنا أحبه .. أحبه كثيراً و جداً .. لكنني لا أستطيع احتمال كل هذه المشاعر .. لا أستطيع كبت ما أشعر به تجاه علاقته السابقة .. و أنا لا أحب إزعاج الآخرين و التدخل في خصوصياتهم و حياتهم حتى و إن كنت أحبهم !

مسحت دموعي مراراً و تكراراً بلا أي فائدة .. حضنت رجلاي و خبأت رأسي و ظللت أبكي بهدوء حتى شعرت بشخص يجلس بجانبي .. سرعان ما بدأ الكلام قائلاً :

- أنا أعتذر ريم

- أنا لست غاضبة منك يا سعود .. أرجوك اتركني لوحدي

- لماذا تبكين إذاً ؟

لم أجبه .. أنا فقط مسحت دموعي و خبأت وجهي من جديد

- هل أنتِ قلقة على ماجد ؟ إنه بخير .. لقد تفقدته منذ قليل

لم أجبه أيضاً .. كنت أريد البقاء مع نفسي قليلاً .. هل هذا كثير حقاً !

- تستطيعين الحديث معي عما يزعجكِ

- أريد البقاء هنا لوحدي من فضلك

- حسناً
اتجه نحوي و ظل واقفاً لبعض الوقت ثم ربت على شعري و ذهب ! هذا المعتوه حتماً يريد الموت !

اتخذت قراري بعد تفكير طويل تلك الليلة .. أنا لن أحقق و أقيم استجواباً أو أطالب بتبريرات ابداً .. و هذه المرة ، أنا سأثق بدكتور طارف .. سأثق أن ما حدث لا يعني شيئاً بالضرورة .. و أنهما ربما أصبحا مجرد صديقين و هذا بكل الأحوال لا يهمني !

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن