رميت هاتفي على الطرف الآخر من السرير و نمت بعمق شديد و كأنني كنت أهرب من كل ما حدث و حسب ، لم أكن متعبة للغاية بقدر ما كنت منزعجةً بالفعل و لكنني فعلت ما أفعله في كل مرة أشعر فيها بضيق هذا العالم .. أن أخلد للنوم !
استيقظت على صوت الصغير محمد و هو يدعوني للخروج لتناول العشاء مع الجميع ، فكرت أنه لابد و أن خلود أرسلته لإزعاجي !
- حسناً محمد اذهب ، سآتي بعد قليل
- كلا تعالي معنا ، لقد أعدت جدتي طعاماً لذيذاً
- لست جائعة ، أرجوك اخرج
قال بعناد أطفال :
- سننزل سوياً- سأغضب ، اخرج
- تعالي معي ، هيا استيقظي خالتي
جلست على السرير و قلت :
- لقد نهضت ، هل أنت سعيد الآن ؟ هيا اذهب- خالي سعود بانتظارنا أيضاً
- أرجوك محمد ، ارحمني ! أريد أن أنام
- تعالي لتناول الطعام
- من أرسلك إلى هنا ؟
- خالي ماجد
- حسناً اذهب و أخبره أنني لا أريد رؤية وجهه أبداً
- لقد قال أنه سيأخذني إلى الملاهي إن نزلتِ معي
- هكذا إذاً ! حسناً استسلم ، انتظرني قليلاً
ذهبت إلى الحمام لأغسل وجهي و من ثم خرجت معه .. حين رأى ماجد ركض نحوه و قال :
- لقد نجحت في إيقاظ خالتي ، ستأخذني إلى الملاهيحمله ماجد و أجلسه على رجليه و قال :
- أجل ، سأفعلقلت :
- سينتهي أمرك إن كررتها مجدداًقال و هو يعلم أنني لم أذكر القتل لوجود الصغير :
- ماذا تعنين ؟نظرت إليه بحدة ثم جلست على مائدة الطعام بشكل غير مبالي و قلت :
- يعني أنك ستنتهيقالت أمي :
- كفا عن الشجار و لنبدأ بتناول الطعامبدأ الجميع بتناول الطعام فيما كنت اتحدث أغلب الوقت حين قال أبي :
- ألن تأكلين ؟- حسناً ليس الآن ، ربما فيما بعد
قال عادل :
- لقد شبعت ، سأذهب إلى غرفتي و أنام
أنت تقرأ
بعد كل شيء
Romanceمن يتحمل خسارات المرء حين تفيض عن احتماله ؟ من يشد أزر أنثى تركت كل شي لتبحث عن نفسها و لا تجدها ! من يملك الصبر العظيم لاحتمال كل ما لا يحتمل ؟ هل من شجاعة المرء أن يكتب قصته البشعة أم هي دناءة منه ؟ هل التخلي عـمن نعتقد أننا نحب و متيقنين تمام ا...