60- قليل من النضج

331 24 335
                                    

رميت هاتفي على الطرف الآخر من السرير و نمت بعمق شديد و كأنني كنت أهرب من كل ما حدث و حسب ، لم أكن متعبة للغاية بقدر ما كنت منزعجةً بالفعل و لكنني فعلت ما أفعله في كل مرة أشعر فيها بضيق هذا العالم .. أن أخلد للنوم !

استيقظت على صوت الصغير محمد و هو يدعوني للخروج لتناول العشاء مع الجميع ، فكرت أنه لابد و أن خلود أرسلته لإزعاجي !

- حسناً محمد اذهب ، سآتي بعد قليل

- كلا تعالي معنا ، لقد أعدت جدتي طعاماً لذيذاً

- لست جائعة ، أرجوك اخرج

قال بعناد أطفال :
- سننزل سوياً

- سأغضب ، اخرج

- تعالي معي ، هيا استيقظي خالتي

جلست على السرير و قلت :
- لقد نهضت ، هل أنت سعيد الآن ؟ هيا اذهب

- خالي سعود بانتظارنا أيضاً

- أرجوك محمد ، ارحمني ! أريد أن أنام

- تعالي لتناول الطعام

- من أرسلك إلى هنا ؟

- خالي ماجد

- حسناً اذهب و أخبره أنني لا أريد رؤية وجهه أبداً

- لقد قال أنه سيأخذني إلى الملاهي إن نزلتِ معي

- هكذا إذاً ! حسناً استسلم ، انتظرني قليلاً

ذهبت إلى الحمام لأغسل وجهي و من ثم خرجت معه .. حين رأى ماجد ركض نحوه و قال :
- لقد نجحت في إيقاظ خالتي ، ستأخذني إلى الملاهي

حمله ماجد و أجلسه على رجليه و قال :
- أجل ، سأفعل

قلت :
- سينتهي أمرك إن كررتها مجدداً

قال و هو يعلم أنني لم أذكر القتل لوجود الصغير :
- ماذا تعنين ؟

نظرت إليه بحدة ثم جلست على مائدة الطعام بشكل غير مبالي و قلت :
- يعني أنك ستنتهي

قالت أمي :
- كفا عن الشجار و لنبدأ بتناول الطعام

بدأ الجميع بتناول الطعام فيما كنت اتحدث أغلب الوقت حين قال أبي :
- ألن تأكلين ؟

- حسناً ليس الآن ، ربما فيما بعد

قال عادل :
- لقد شبعت ، سأذهب إلى غرفتي و أنام

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن