62- بقايا من الأحزان

265 19 93
                                    

" أعزائي القراء ، أرجو أن لا يقرأ الجزء سوى من تجاوز الرابعة عشر من العمر و من يستطيع التفريق بين ما هو صواب أو خطأ "

ودعنا بعضنا البعض و انطلقت إلى المنزل ، كنت أشعر بالسعادة حقاً فقط لتشجعه لفعل أمر بسيط كهذا معي ، شعرت بالإمتنان العميق لثقته بي ، شعرت برغبته الحقيقية في تجاوز ما حل به و برغبته أن يعود شخصاً طبيعياً مثل أي شخص لم يهز أعماق روحه أي شيء !

وصلت إلى المنزل و وجدت سعود يعبث بالتلفاز في غرفة المعيشة و قال :
- هيا أخبريني ، كيف جرى الأمر ؟

- لا شيء أيها المزعج

- هل كنتما صامتين طوال هذا الوقت ؟

- سعود ، يومي كان طويلاً بالفعل ، لا تجعل مزاجي اتجاهك يسوء أكثر

- دعينا نتمشى قليلاً على الأقدام في الحارة

نظرت إليه و بدا لي أنه يشعر بالملل حقاً فقلت :
- هيا دعنا نذهب

- سأرتدي حذاءً رياضياً و أعود بسرعة ، دقيقة و حسب

- خذ وقتك

جلست في غرفة المعيشة أفكر بما حدث اليوم ، تسوقنا معاً ، كل تلك الأحاديث التي قالها ، المسافة التي حاول تقليصها ثم عاد سعود و انطلقنا للخارج مشياً على الأقدام ، بعد برهة قال :
- كنت ألعب مع محمد بألعاب الفيديو ثم أتى والده لأخذه و شعرت بملل فظيع

- أليس لديك شيء لتفعله لوحدك ؟

- لم أشعر برغبةٍ في فعل أي شيء

- هل أنت بخير ؟

- أجل ، كنت أحاول الإتصال بوالدتي اليوم

- كيف جرى الأمر ؟

قال دون أن ينظر إليّ :
- لم تجب على أي من مكالماتي

- لا بأس سعود ، ستتصل هي بعد أن تفكر قليلاً

- حين أرى والدتكِ ، كيف تتعامل معي و مع عادل بحنان متساوٍ ، اتساءل دائماً ، لماذا لم تكن هي والدتي البيولوجية ؟ لماذا عليّ أن أحظى بأم لا تهتم أن يصقل ابنها شخصيته و مهاراته و تشجعه على العلم أو العمل ؟ لماذا تريد أي أم أن تحظى بابن ضخم و مدلل لا يجيد أن يكون جيداً في أي شيء ؟

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن