15- الزائر الثقيل

388 29 96
                                    

ابتسمت و قلبت الصفحة لأجد العنوان بخط صغير و منظم و جميل " الألم الخالد " و قد خط اسمه بعد العنوان بمسافة صغيرة .. كنت اقرأ العنوان و اسمه معاً و أعتقد في نفسي أن هذا ما أراد هو أن يقوله في صغره .. لقد كان يستنجد بالكتابة !

قرأت الصفحة الأولى .. كان بها تعريف للشخصية الرئيسية .. الطبيب الناجح الذي استطاع قتل ألم الآخرين .. البطل المعروف في كل المنطقة .. الناجح في دراسته و علاقاته الاجتماعية و عمله .. كانت صفحةً مليئة بالتفاؤل ..

و في الصفحة الثانية كتب فيها عن الألم الوحيد الذي لم يستطع الطبيب التغلب عليه .. ألمه الشخصي الذي يخفيه عن الجميع !

اندمجت سريعاً بل و أنني أخرجت بعض ملصقات الملاحظات لأخط آرائي عما قد كتبه هنا و هناك .. كنت قد أنهيت ثلاث عشرة صفحة حين انتهت محاضرتي فعاودت إغلاق الدفتر و وضعته بكل حرص في حقيبتي ثم خرجت

تحركت قدماي بشكل تلقائي نحو قاعة الدكتور طارف و وجدته يجلس لوحده هناك .. كان مستغرقاً بالعمل في حاسوبه الشخصي حتى أنه لم يلحظ قدومي ! أطلت النظر في وجهه .. أنا حقاً أحفظ كل جزء من ملامحه .. و هذا غريب جداً بالنسبة لي

- هل انتهى صديقي من عمله ؟

قلتها بابتسامة واسعة و ألتفت إليّ مبتسماً
- نعم ، لقد انتهيت .. كيف كانت محاضرتكِ ؟

- جيدة .. أفضل جزء فيها أنها انتهت

ضحك قليلاً قبل أن يقول
- تملكين خبرةً عظيمة في التهكم على كل شيء

- أنا ؟ لقد كنت جادةً للتو !

- هل كنتِ جادة بكلمة صديقي أيضاً ؟

- أجل .. ألست صديقي ؟

- سعيد جداً أنني كذلك .. لكنني لا أتمنى أن يعقب الكلمة هذه " فقط" .. أريد أن تُضاف لي ألقاب أخرى مع مرور الوقت

ابتسمت و بعد فترة صمت قصيرة قلت
- أنا لا أعدك بأن أضيف الألقاب التي تعنيها .. أعتقد أن عليّ إخبارك بهذا منذ الآن !

- أنا أعتقد أن علينا الذهاب للآخرين الآن .. ما هو رأيك ؟

- أعتقد أنك محق

كان قد انتهى من توضيب أغراضه و وضع حقيبته بجانبه و دفع عجلات الكرسي ليقترب مني
- هيا لنذهب
- هيا

كنا نمشي عكس سير باقي الطلبة .. فيما هم يتجهون نحو بوابات الخروج ، كنا نتجه إلى ملعب الجامعة .. إلتقينا في منتصف الطريق بيوسف و سما و مشينا سوياً حتى وصلنا ..

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن