21- مجنونة بالكامل !

368 28 274
                                    


قلت لـ د. طارف :
- في الحقيقة ، أنا أريد الحديث معك عن بعض الأمور وجهاً لوجه

- سأزيل الجبس بعد يومين .. هل نلتقي في اليوم الثالث ؟

- أجل بالطبع

- هل هي أمور ستسعدني ؟

- لا تكن فضولياً كثيراً و تحلى بالصبر

- حاضر حاضر

- أنا تعبة حقاً .. ما رأيك أن نكمل حديثنا غداً ؟

- بالطبع ، نوماً هانئاً

- لك أنت أيضاً

أغلقت الهاتف و نمت على الفور .. لم تتح لي الفرصة للتفكير فيما دار بيننا من حديث .. أعتقد أن الأيام القادمة ستحمل الكثير مما لا أتوقعه و لا أريد أن أتوقعه حتى !


استيقظت على صورة جديدة له و يبدو فيها و كأنه استيقظ للتو .. شعره مبعثر و عيناه لا يزال عليهما آثار النوم و قد كتب لي :
" صباح الخير خريجتي "

حسناً لقد شاهدت الصورة بعد أن انجلى الصباح و بات العالم يمسون على بعضهم البعض بالخير و النور و كل شيء جميل ، لكنني قررت الرد عليه في كل الأحوال فكتبت :
" مساء الخير أستاذي الفاضل "

نهضت لأغسل وجهي و حينما عدت وجدته قد أرسل لي :
" أستاذ ؟ أنا لست أستاذك .. لقد انتهى كل شيء البارحة "

" ستبقى دوماً أفضل أستاذ ألتقيت به "

" إذاً أنا راض جداً عن كلمة أستاذي "

" أفضل أستاذ في كل شيء ما عدا التدريس حقاً "
و أرفقت بعض الإيماءات الضاحكة مع الرسالة

" عملي ليس ممتعاً حقاً بدونكم .. أنا سأموت مللاً حتى إنتهاء وقت العمل "

" ابذل جهدك .. اتصل بي حين تكون متفرغاً "

" هل تحبين صوتي لهذه الدرجة ؟ "

" كلا و لا تفعل .. لقد غيرت رأيي ، لا وقت لدي للحديث معك "

" يمكنكِ التنازل قليلاً و قول الحقيقة لمرة واحدة على الأقل !"

" الحقيقة أنني لا أريدك أن تشعر بالملل و أنا هنا "

" هذا يبهج قلبي حقاً يا ريم "

أرسلت له بعض الإيماءات السعيدة ثم كتبت له :
" هيا عد للعمل .. تذكر دائماً أن إجازتك بعد خمسة أيام من العمل فقط "

" يا له من تحفيز قوي حقاً .. شكراً لكِ "

نزلت بعدها لتناول الغداء مع أبي و أمي و سعود .. أشعر الآن أن تمديد سعود لسفره كان أكثر أمر صحيح قام به طوال حياته ! بينما نحن نأكل و نتبادل الحديث أخبرته أننا سنقوم بزيارة عائلة محمد بعد يومين ، أي حين ينتهي عادل من اختباراته و يعود ..

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن