26- أم محمد

361 23 340
                                    

أغلق الخط و شعرت أنني أريد النوم ليومين كاملين حتى ينقضيا .. و عدت فعلاً إلى النوم حتى العصر .. بقيت متكاسلةً على فراشي حتى غربت الشمس .. لا أريد النظر لأحد و لا أريد أن أفكر و لا أريد أن أقوم بأي شيء .. كان الأمر و كأن وجوده هو الأكسجين الذي يدفعنني للحياة .. و الآن أشعر و كأن أحداً يخنقني و يكتم على أنفاسي ..

دخل عادل إلى الغرفة فجأة و دون استئذان كعادته و قال متفاجئاً :
- ألم تجهزي بعد ؟ سنتأخر على خالتي أم محمد !

يا لي من حمقاء ..  كيف نسيت أمر الزيارة اليوم ! قفزت من مكاني للحمام فوراً لاستحم سريعاً و أنا أقول له :
- امنحني خمس عشرة دقيقة فقط

- حسناً لا تتأخري .. نحن بانتظاركِ بالأسفل

خرج و أغلق الباب .. جهزت بأقصى سرعتي و ما أن انتهيت و اجتمعت معهم في الأسفل حتى انتبهت أن محمد اتصل لي ثلاث مرات كما اتصلت أخته لي مرتين .. شعرت أنني كومة من الحماقة و أنني سأنال توبيخاً قاسياً جداً من محمد .. لقد جربت توبيخه لمرتين و لا أريد أن أجربه في حياتي كلها ابداً .. اتصلت به و نحن في طريقنا إلى سيارة عادل لننطلق إلى هناك ..

- اهلاً محمد

- هل تعرفين كم مرة اتصلت لكِ ؟

- اسمع اسمع .. أنا أعتذر حقاً .. أنا مخطئة .. لكنني كنت نائمة .. هذه هي الحقيقة

- من ينام حتى الآن !! هل تعيشين حياة البطالة ؟ هل تعلمين لأي حد قلقت عليكِ ؟

- أعلم أعلم .. أنا أعتذر حقاً .. نحن في طريقنا الآن .. لا تجعلني أضحوكة أمام عادل و سعود

- سنجد حلاً حين تصلين إلى المنزل .. نحن بإنتظاركم

- حاضر عمي محمد .. قل لسارة أنني آسفة أيضاً

- هي بجانبي .. لا بأس

- حسناً إذاً .. أراك قريباً جداً .. مع السلامة
- مع السلامة

أخذت نفساً طويلاً ما أن أغلقت الخط فيما كان كلاً من عادل و سعود يضحكان عليّ .. هما يعرفان كيف يكون محمد حينما يقلق لذا كان عليهما أن يراعيا مشاعري التي سوف تحلق في فضاء منزل خالتي أم محمد قريباً !

حمل سعود الهدية التي سبق و اشترياها فيما حمل عادل بعض الطعام الذي أعدته والدتي خصيصاً .. استقبلنا محمد و أدخلنا حيث تجلس والدته و أخواته .. همست لوالدته و أنا أقبلها :
- انقذيني من غضب محمد يا خالتي

ضحكت هي فيما ذهبت للسلام و احتضان أخواته .. تعمدت الجلوس بجانب والدته حتى لا يستطيع أن يلقي بغضبه عليّ

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن