82- معركة غير متكافئة!

312 15 96
                                    

جلست بجانب محمد و مقابل عادل حين شعرت بأنه يتفقدني فابتسمت و أومأت له أنني بخير و بأفضل حال فأكمل ما كان يقوم به فيما كنت أعلم محمد كيف يقطع البطاطس قبل أن أقوم بمهمة تقطيع الباميا كذلك و نحن نستمع لقصص الجد و الجدة عن أيام شبابهم و حين كانوا في عمرنا ، و بعد قليل من الوقت قالت الجدة عن موقف صادفها في بداية زواجها و حين كانت حاملاً في طفلها الأول أبو ياسر حيث كان زوجها قد ذهب في رحلة صيد للؤلؤ في البحر و كان من المفترض أن يعودوا بعد ثلاثة شهور على الأكثر لكن وصلها نبأ غرق السفينة بكل من فيها و أصبح الجميع ينعون حظها في كونها العروس الأرملة و أنها فقدت زوجها للأبد و كان ذلك حين بدأت البكاء بلا توقف!

كان الجد لطيفاً بما فيه الكفاية ليهدئني و هو يقول لي :
- أنا لا أزال حياً يا ابنتي و لم يمت أحد في تلك السفينة و لم نغرق حتى، لقد كنا بأفضل حال لا تقلقي

لم أقل أي كلمة ، دفنت وجهي في حضن عادل الذي وقف بجانبي و بكيت كل ما كان في قلبي حتى هدأت ثم اعتذرت من الجدة و الجد و أخبرتها أنني شعرت أن ما مرت به كان ثقيلاً للغاية على قلبي و أن الموقف لابد و أنه كان صعباً عليها وقتها و تقبلا عذري و أكملت هي سرد الحكاية و أن الجميع تفاجئوا بعودتهم بعد شهر من الخبر و أنهم تأخروا بسبب وقوفهم في ميناء لم يكن من ضمن الخطة و بقوا في تلك البقعة لبعض الوقت للتزود بالمؤن مما أخر رجوعهم و أثار الشائعات .. كانت تتحدث و الجد بجانبها يمسك بيدها عند كل كلمة حزينة فتقابله بابتسامة شعرت بدفئها على روحي مما جعلني ابتسم معها و حسب

انضموا إلينا ماجد و ياسر بعد وقت قصير من انتهاء الجدة من الطهي و انتقالنا لغرفة الجلوس للاستماع إلى باقي القصص التي كانوا يسترجعون فيها لحظات و مواقف جميلة من حياتهم قبل أن تقول لي بعد مغيب الشمس بقليل :
- هل يمكن أن تساعديني في تجهيز مائدة العشاء ؟

- أجل بالطبع

عدت معها للمطبخ و ما أن دخلنا حتى قالت لي :
- سامحي ابني يا ابنتي

صمتت فقالت لي :
- لقد كان الأطباء يتوقعون موت ياسر من شدة مرضه ، لا أحد يستطيع البقاء صامداً و هو يشاهد طفله يموت أمام عينيه

قلت ببرود و ضيق :
- لقد ماتت فتاة بشكل وحشي حتى يعيش ابنه ، تلك الفتاة لديها أم و أب أيضاً ، و لديها إخوة كانوا ينتظرون عودتها في كل يوم يمر و هم لا يعلمون عن مصيرها .. ابنك كان يعلم لكنه شاركهم الجريمة بدلاً من الدفاع عن فتاة صغيرة

بكت و قالت :
- اعذريني يا ابنتي ، إنه قلب الأم .. قلب الأم

بقيت صامتةً و حسب فيما يخص هذا الموضوع ، و ساعدتها ثم ذهبت لتنادي البقية .. تناولوا جميعهم الطعام فيما لم أستطع وضع لقمة واحدة في فمي و أردت الخروج و حسب لكنني بقيت حتى ينتهوا و تعللت أني لم أكن جائعة .. بعد انتهائهم من تناول العشاء شكرناهم جميعاً و خرجنا .. كنت أرد بكلمات بسيطة و حسب إن سألني أحدهم عن أي شيء يتعلق بزيارة اليوم أو عن أي شيء آخر و ركزت نظري على نافذة السيارة لأشاهد السماء و حسب .. عندما وصلنا للمنزل و بدأنا بالنزول أمسك ماجد يدي و قال موجهاً حديثه للشباب :
- هل يمكنني الحديث مع ريم قليلاً ؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 20, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن