78 - آسفة .. آسف !

348 18 61
                                    

لا أعلم أي كذبة قالها طارف لمحمد لكن من الجيد معرفة أنه نائم الآن .. و أنه سيكون بخير .. من الجيد أن معه شخصاً أثق به أكثر من نفسي .. كتبت لمحمد :
" شكراً لأنك لم تتجاهل حدسي السيء .. شكراً لأنك برفقته .. شكراً لأنك لم تنسى أن تخبرني بما يحدث قبل أن تنام .. نوماً هانئاً .. أخبرني لو أردتما أي شيء "

أبقيت هاتفي بعيداً و عدت للبكاء من جديد .. شعرت بأنني كنت قاسية للغاية معه .. لقد كنت أحطم روحه بكلماتي القاسية .. أردت أن أخبره لمئة مرة أنني آسفة .. آسفة جداً لما حدث .. لكنني لم أستطع و حسب !

بكيت حتى انتهت طاقتي و نمت .. استيقظت على هز والدتي لكتفي و هي توقظني و قد أصابها القلق حين رأت وجهي المتورم من البكاء :
- ريم ماذا حدث حبيبتي ؟

فتحت عيناي بتكاسل و قلت :
- لا شيء ماما ، لا تقلقي .. أنا بخير

- هل يزعجكِ أي شيء ؟ أخبريني

- كلا ماما .. ربما أصبت بالزكام أمس

ضمتني في حضنها الدافىء و حين فعلت هذا انهمرت دموعي بلا سابق إنذار و قلت :
- ماما لا تتركيني لوحدي

لا أعلم لماذا قلت هذا لكن كل ما أنا متأكدة منه هو أنني نجحت في جعلها تقلق عليّ بامتياز بعد كل هذا الاندفاع بالتعبير عن مشاعري فجأة

ضمتني بقوة أكبر و قالت و قد بدأت بالبكاء هي الأخرى:
- لن أترككِ لوحدكِ ابداً .. لن أكرر غلطة عمري مجدداً يا ريم

لم أقل أي شيء فقط تعلقت بها أكثر و بكيت ثم استسلمت للنوم .. مهربي الأبدي من الحياة .. أعتقد لو أنني ولدت كحيوان في هذه الحياة سأكون من أولئك الذين يلجئون للسبات في الفصل الذي لا يحبونه .. سأتخذ النوم ذريعة لي للتخلص من الأيام التي لا أحبها .. و هذا ما أفعله و حسب الآن

فتحت عيناي و وجدت والدتي نائمة معي على السرير و يدها تمسك يدي .. لم تكن ترغب في الخروج و تركي لوحدي بعد الذي قلته في غمرة اندفاعاتي .. ظللت اتأملها لبعض الوقت و حرصت على البقاء هادئة حتى لا أزعجها .. رأيت الحنان و الرقة و الطيبة مجتمعين في شخص واحد و حسب .. في أمي
ندمت على إثارة قلقها كثيراً .. أخذت أمسح على شعرها بهدوء ثم غطيتها جيداً .. حين وضعت اللحاف عليها استيقظت و أول شيء سألتني إياه كان :
- هل تشعرين أنكِ أفضل ؟

ابتسمت و قلت لها :
- أجل ماما .. آسفة ، كان كابوساً مريعاً و حسب

قالت بقلق :
- هل تفكرين بالأمر كثيراً ؟

ابتسمت و قلت لأهدئها :
- تعنين اختطافي ؟ كلا يا أمي .. تجاوزت هذا منذ وقت طويل

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن