58- قبل العمل بيوم

352 22 482
                                    

بدأت أقص عليه حكايةً ما تعلمتها من أمي حينما كنا صغاراً حيث أن النهايات في الحكايات الخيالية كانت تعني انتصار الخير على الشر .. لقد نام بالفعل حينما قاربت القصة على الإنتهاء و لكنني أكملتها حتى النهاية ثم قلت :
- طارف .. هل أعجبتك الحكاية ؟
عندما لم يجبني تأكدت أنه نائم فقلت :
- ليلة سعيدة ، أحبك.

نمت بعدها مباشرة لأنني كنت متعبةً حقاً و استيقظت عند التاسعة صباحاً و أنا أشعر بالنشاط لكوني قد نمت في وقت مبكر ، ظللت أتقلب على السرير لبعض الوقت ثم فكرت بإيقاظ طارف ، قد يكون لا يزال نائماً حتى الآن لأنه كان متعباً بالأمس ، ضحكت حينما تذكرت كيف كان حاله قبل أن ينام و اتصلت به لكنه أجاب على الفور قائلاً :
- اهلاً ريم

- اهلاً ، صباح الخير

- هل أنتِ مستيقظة حقاً ؟

- أجل ، أنا كذلك

- صباح الخير عزيزتي

- هل أنت بخير ؟ لقد كنت متعباً قليلاً البارحة

- أجل أنا كذلك

- هل تناولت طعام الإفطار ؟

- كلا ، ليس بعد

- ما رأيك أن نتناوله سوياً ؟

- حقاً ؟ هل تملكين النشاط الكافي لمغادرة السرير ؟

- أجل أجل ، ثم إني أحب وجبة الإفطار

- أين تريدين أن نلتقي ؟

- ما رأيك بالمقهى الجديد بالمركز التجاري ؟ هل يناسبك ؟

- أجل ، لا بأس لدي بأي شيء تقترحينه

- حسناً إذاً ، دعنا نسابق الزمن و نلتقي هناك عند العاشرة

- حسناً ، أراكِ هناك عزيزتي

- أراك هناك

أغلقت المكالمة و قفزت لأستعد بسرعة قبل أن أضع تلك الميدالية التي اشتريتها له في حقيبتي و حملت مفاتيح سيارتي و غادرت نحو المركز التجاري .. وصلت في الوقت المحدد و لكنني وجدته قد سبقني بالفعل و أشار إليّ مبتسماً لانتبه له فتقدمت نحوه و قلت ما أن جلست مقابله :
- صباح الخير مرةً أخرى

- لو أنكِ تستيقظين كل صباح ، سيكون هذا من حسن حظي

ضحكت و قلت :
- لا أعلم متى ستيأس من هذا الأمر ، ما حدث اليوم مصادفة و حسب

ابتسم و قال :
- لن ايأس ابداً

نظرت إليه و قلت :
- بالمناسبة ، تبدو وسيماً أكثر اليوم

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن