22- أسوأ أيامها

381 28 192
                                    

وضعت كل شي في سلة طعام متوسطة الحجم و أخذت حماماً سريعاً ثم انطلقت إلى الجامعة .. في طريقي إلى الدكتور طارف !

اتجهت من فوري إلى غرفة النادي .. كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بالهدوء في الجامعة .. عدد قليل جداً من الطلاب في الممرات حاضرين لسبب أو لآخر .. وضعت الطعام على طاولة الاجتماعات و أحضرت أدوات مائدة بلاستيكية من داخل الغرفة .. وضعت مسافة كافية بين صحنينا عن عمد ثم اتصلت به لأخبره أنني وصلت للتو و أنني بانتظاره في غرفة النادي

خمسة دقائق ثم سمعت طرقاً خفيفاً على الباب الزجاجي .. فتحت له الباب ليستطيع الدخول بالكرسي المتحرك و ابتسم في وجهي قائلاً :
- صباح الخير أيتها المزعجة !

- صباح النور يا كسول

ضحك قبل أن يقول :
- لا أزال أريد أن أنام عوضاً عن الحضور اليوم

ضحكت و اتخذنا أماكننا على طاولة الاجتماعات .. لم يقل أي شي عن المسافة بيننا و هذا أراحني كثيراً .. ظللنا صامتين لبرهة حتى قال مبتسماً :
- هل هذا هو موعدنا الأول سوياً ؟

رفعت حاجبي و قلت :
- يبدو أنك تريد أن تنام للأبد هذه المرة

- هييه ! لا تكوني قاسية هكذا .. لقد كنت أمزح فقط

ابتسمت و سكبت له و لي بعض الحليب في كأس ورقي و قلت :

- بالعافية

- شكراً لكِ

ارتشف البعض ثم قال :
- هل تعلمين أن أقصر طريق لقلب الرجل هو معدته ؟

- ماذا تعني ؟

- لم أكن مؤمناً بهذه العبارة .. لكنني أعتقد أن لها جانباً من الصواب الآن

صمتت و ارتشفت بعض الحليب متجاهلة ما يعنيه ..

- هل انزعجتي ؟
- كلا

- هل أنتِ متأكدة ؟

قلت بابتسامة :
- أجل

- أنا لا أملك شيئاً لأفعله بعد الإفطار .. هل نتحدث اليوم ؟

نظرت في عينيه و ابتلعت ريقي بصمت فقال :
- لا بأس عزيزتي .. دعينا نلتقي غداً

- دعنا نتحدث بعد أن ننتهي من تناول الطعام

- ننتهي ؟ أنتِ بالكاد تشربين الحليب !

- لست جائعة جداً .. لا تقلق .. خذ راحتك بتناول الطعام

- هل تتبعين حمية ؟ في الحقيقة نادراً ما أراكِ تأكلين شيئاً

- كل مافي الأمر أن معدتي صغيرة .. هل تريد أن اختفي إن اتبعت حمية ؟

ضحكنا سوياً قبل أن يقول :
- لقد اتصلت بوالدتي اليوم .. أخبرتها أنني سأعود إليهم بعد أسبوعين و نصف

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن