24- يوم واحد من دون صوتك!

370 31 212
                                    

عندما وصلت إلى المنزل كان كل ما استطعت فعله هو الاستلقاء على السرير و التفكير في كل ما قيل اليوم .. لم يكن ما قيل عادياً ابداً !

عاودت النوم حتى انتصف النهار .. لم أكن في حال جيدة حينما استيقظت فآثرت أن آخذ حماماً ساخناً .. كان من المفترض أن أشعر بالاسترخاء و لكن ما حدث هو أنني ظللت أفكر في الحمام عما قاله .. حول كل شيء صادفه و هو صغير .. كان ذلك أكبر من أن يحتمله أي طفل ! تلك المرأة البغيضة كيف لها أن تفعل ذلك به ؟ ألم تلحظ صغر سنه ؟ ألم تلحظ أنها تدمر حياته بأسرها ؟

لم أشعر بنفسي إلا و دموعي تجري على خديّ و تسقط لتختلط مع الماء الساخن الذي أنا جالسة فيه .. إن هذا كثير جداً جداً !
مسحت دموعي و خرجت من الحمام لا أنوي فعل شيء أو الخروج من غرفتي و لكن طرق سعود المزعج و المتكرر أفسد كل خططي .. فتحت له الباب و أنا منزعجة قائلةً :
- ماذا تريد ؟

- هل لديكِ جوارب بيضاء رياضية ؟ لا أعتقد أن الجوارب التي معي تتلائم مع ملابسي

- غير ملابسك إذاً ! لماذا تصر على إزعاجي ؟

- ما بكِ ريم ؟

- لا شيء .. انتظر قليلاً

اتجهت إلى درج الجوارب و أخرجت له زوجين من الجوارب البيضاء بدلاً من واحد و قلت :
- خذ هذا و اتركني لوحدي

قالها ثم استدار عائداً ناحية الدرج :
- شكراً

أعدت إغلاق الباب و انسللت داخل فراشي و أنا أشعر بالكثير من الكسل و حينها اتصلت سما .. يبدو أنهم متفقين علي اليوم !
- اهلاً سما

- هل أنتِ نائمة ؟ هييه انهضي هيا

- ماذا هناك ؟

- دعينا نذهب للتسوق معاً .. لا تقولي لا

- اتصلي لأماني .. أنا لا طاقة لي

- هل أنتِ مريضة ؟

- كلا .. أنا فقط أشعر بالكسل

- هيا انهضي و استعدي .. سأكون عند باب منزلكم بعد نصف ساعة

- أليس لي أي خيار ؟ لقد قلت لا

- لم أسمع جيداً .. ماذا قلتي ؟

زفرت و قلت :
- حسناً حسناً .. حالما نعود سأغلق هاتفي للأبد

ضحكت و قالت قبل أن تغلق الخط سريعاً :
- أحبكِ كثيراً

هذه الفتاة الديكتاتورية .. لم تترك لي أي خيار حقاً .. نهضت و استعددت ثم آثرت انتظارها في الأسفل .. كانت خلود متواجدة هناك و ما أن رأتني حتى شهقت قائلة :
- يا إلهي وجهكِ شاحب ! هل أنتِ بخير ؟

- أجل .. أنا بخير

اقتربت و وضعت يدها على جبيني قائلةً :
- لم تلتقطي العدوى من ماجد .. صحيح ؟

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن