38- ممتنة للحياة

362 26 296
                                    

في لحظات الحزن سنختبىء في جوف بعضنا الآخر .. أريد أن أكون أول شخص يخطر في بالكِ لتخبريه عما يزعجك .. مهما بدا الأمر تافهاً أو غبياً .. أنا أريد أن أكون الشخص المفضل بالنسبة لكِ في كل شيء !

تباً لنهاية الأسطر في هذه الأوراق .. هل عليَّ شراء أوراق أكبر ؟
كوني سعيدةً و بخير دائماً
طارف "

وضعت الورقة على الطاولة و اندسست في فراشي أبكي بصمت .. إن هذا كثير حقاً !
هل كنت أرفض هذا الرجل مراراً و تكراراً ؟ هل كنت خائفة و بشدة من إخباره بذلك الموقف الذي قلب حياتي و انتزع مني ثقتي بالغرباء طول هذا الوقت ؟ هل أنا أستحق أياً من المشاعر التي يكنها نحوي ؟ إن هذا الرجل كثير على قلب واحد !
لقد قسوت عليه كثيراً .. و لكنه تمسك بي حتى النهاية ! لست الوحيدة التي تعاني في هذه الحياة ، فلكل منا معاناته الخاصة .. لكنه لم يعاملني بجفاء يوماً رغم كل ما فعلت !

نمت بسبب بكائي و لم أستيقظ إلا بعد ساعتين على صوت الهاتف بسبب اتصال ماجد ليسألني عما أفضل تناوله على العشاء .. طلبت منه أن يختار ما يريد و أعدت الغطاء على وجهي مجدداً .. أشعر بالكسل الشديد و لا طاقة لي للحديث أو عمل أي شيء و لكنني تذكرت أمر الصور التي سيأتي محمد لاستلامها في غضون ثلاث ساعات فنهضت من فراشي على الفور ناحية المكتب .. شاهدت باقة الورد و ابتسمت لها رغم علمي أنها لن تشعر بي

أخذت أعمل حتى سمعت صوت ماجد و هو يناديني من الطابق الأسفل فخرجت له برفقة حاسوبي لأكمل العمل خارج غرفتي  .. قال لي ما أن رآني :
- هيا تعالي لنأكل

- هل أنت جائع لهذه الدرجة ؟

- كلا .. أريد الحديث معكِ بشيء فكرت به بعد تناول العشاء

أخذت قطعة بيتزا و قلت :
- قل يا عزيزي ما لديك

- لقد كنت أفكر بما قلته البارحة .. حول أن يكون لدي نقاط تجمعني فيها و ليس شيء نفتقده كلانا

- و ما الذي توصلت إليه ؟

- هذا هو سؤالي .. ما الذي كنتِ تعنينه يا ريم ؟

- كنت أعني .. أن عليك أن تجد شيئاً ربما تشتركان في حبه أو عمله أو قوله .. أي شيء قد يعزز من حبكما

- هل عليّ الحديث مع خلود إذاً .. هي الوحيدة التي مرت بتجربة الحب من بيننا

- ما الذي تعنيه ؟ لماذا تؤلم قلبي هكذا ؟

قال بجدية :
- ريم ، أنا حقاً أتمنى لكِ حياة سعيدة كيفما كانت .. سواء بوجود شخص تحبينه أو من عدمه

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن