3- أتفهم !

698 45 47
                                    

- انتظر .. أعتقد أنني يجب أن أوضح شيئاً

- ماذا

- أنا لا أبقى بجانب أي أحد و لا أخطط حقاً للبقاء بجانب أي أحد .. أنا لست جداراً و لا كتفاً و لا متكئاً لأحد .. كما أنني أملك خططاً لمستقبلي لا يتضمنها وجود أحد إلى جانبي بل يعيقها جداً .. هل واضح جداً بالنسبة لك ما أقول ؟

- أجل

- إذا اعذرني سوف اذهب الآن و كما حصل من قبل .. أنا لم أخض هذا الحوار معك و من الأفضل لكلانا أن لا نعتبره حدث .. مع السلامة

- أنا آسف حقاً .. مع السلامة

خرجت من غرفة النادي و قلبي يرتعش .. كنت خائفة جداً .. أقاوم دموعي و خوفي و الأفكار التي تتصارع في عقلي .. أسرعت نحو سيارتي بكل ما أملك من رباطة جأش حتى استقريت في داخلها .. حينها فقط هطلت دموعي بغزارة .. كنت أحاول أن أوقف دموعي بدون أي فائدة .. شعرت أنه تمادى كثيراً لأنني من سمحت له بهذا .. كان علي أن لا أخوض في أي حديث معه .. بدأت ألوم نفسي على جرأته .. على طلبه السخيف .. على الهذيان الذي قاله بكل بساطة مستغلاً انشغال باقي الفريق في محاضراتهم ..

بعد دقائق صرخت في أعماقي " كفى " .. انتشلت منديلاً و مسحت دموعي .. رددت في أعماقي " لابد أن هناك عذر ما .. لا بد أن هناك عذر ما لما فعله " .. " لا تأخذي الأمر على محمل الجد " .. " لم يحصل شيء ابداً "

ثم انطلقت إلى منزلي و كل ما أرغب به هو الهروب إلى عالم الأحلام و فعلاً خلدت إلى النوم ..

استيقظت بنشاط بعد ساعتين من النوم .. كنت سعيدة و تركت خوفي كله وراء ظهري .. و بعد أن أخذت حماماً ساخنا ذهبت لأشارك أفراد عائلتي وقتهم ..

عائلتي متوسطة نوعاً ما .. لدي أم و أب و أخت و أخوين اثنين .. أنا أقع في المرتبة الثالثة بعد أختي خلود و أخي ماجد ، و يصغرني بثلاثة أعوام عادل .. أختي خلود لديها طفل صغير في الرابعة من العمر يدعى محمد .. صحيح أنها متزوجة و تقطن في منزل آخر و لكنها تتواجد في منزلنا أكثر عني بحكم قرب منزلها و شعورها الدائم بالملل من الوحدة ..

- هل ما تراه عيناي صحيحاً ! ريم بالمنزل !

- هل أخرج ؟

- يبدو أنكِ في طريقكِ للخروج كالعادة

- يا إلهي .. دائماً تسيئون الظن بي

قالت أمي مدافعةً عن نفسها
- أنا لم أقل شيئاً

- أنت حبيبتي و روحي و سعادة أيامي يا أمي

كنت أعلم أنها تخجل دوماً من أقل كلمة .. أمي أنثى رقيقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. على العكس تماماً مني أنا ..

- الأب المسكين لا نصيب له من هذه الكلمات !

- أنت عمري الباسم و قلبي النابض يا أبي

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن