73- سعادة هذا القلب و راحته !

331 25 202
                                    

"في البداية أحب أن أشكر الجميع على صبرهم عليّ بالفترة الماضية .. لقد مر الكثير منذ آخر فصل قمت بنشره لكن الأمور تتراكم علي و حسب .. كنت أقضي آخر شهرين لي كمحاضرة بالجامعة قبل استقالتي منذ فترة بسيطة بعد إنتهاء الفصل الدراسي .. قضيت أياماً سعيدة ، و أتمنى أنها كانت كذلك لطلابي .. و حتى على الصعيد الشخصي ، أنا أعيش بوضع جديد يسرق مني الكثير من الوقت لذا شكراً لكم دائماً أنكم تنتظرونني "

ابتسم ثم ابتعد قليلاً ليمنحني فرصة للرجوع للخلف بالسيارة استعداداً للمغادرة و اتجه بعد أن تحركت نحو سيارته .. كنت أراه في مرآة سيارتي و أفكر أن هذا هو الشخص الذي أريده أن يكون سعيداً دائماً .. آمناً دائماً .. و قريب من قلبي للأبد ..!

عدت للمنزل بوجه أخف وطأة من منظري السابق بكثير .. ابتسمت كثيراً في الطريق حتى لا يدوم منظري السابق و أخيف عائلتي .. وجدت أبي جالساً في باحة المنزل و ينظر ناحية البوابة .. أوقفت سيارتي في المكان المخصص و ترجلت منها لأجده يقترب و هو يقول :
- هل أنتِ بخير ؟

قلت له :
- أجل يا أبي

أمسكني من كتفاي و قال :
- اتصلت بعادل و أخبرني أنكِ ذاهبة للقاء أخي ، ريم أخبريني الحقيقة ! هل قال لكِ أي شيء ؟

قلت بابتسامة حتى لا أخيفه :
- كلا يا أبي ، لقد قال القليل و تركته بعد أول خمس دقائق .. لا تقلق ، أنا بخير

- سأوقفه عند حده ، أنا أعدكِ بهذا لكنني لا أريدكِ أن تتأثري بما قد قاله ، حسناً ؟

- بابا ، لنتركه حتى يتعفن هو و كلامه و حسب ، أنا بخير و سأظل كذلك ، حسناً ؟

احتضني و بدا كما لو أنه يهدىء من روع نفسه هكذا فبادلته الحضن و أنا أقول لأمازحه :
- سيفسدني دلالك هذا .. سأبحث دائماً عن حبيب يعاملني بلطف هكذا

قال بتحدِ و قد لمعت عيناه من الراحة النفسية :
- و لن تجدي أحداً يحبكِ كما أفعل أنا

ضحكت و قلت :
- أنا متأكدة من هذا

أحاط كتفي بذراعيه و نحن نمشي حين قال :
- أين كنتِ في هذا الوقت المتأخر إن كنتِ خرجتِ من عنده بسرعة ؟

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن