16- لا تقتليه الآن

386 32 104
                                    

اتجهت إلى الجميع و رأيت الدكتور طارف يصل متأخراً .. حسناً سأريه كيف يكون غضبي الحقيقي !

قررت تجاهله تماماً .. كان يقترب من الجميع و يلقي التحية على الأشخاص الذين وصلوا أثناء محاضرتنا .. ثم وقف بجانبي و هو يتحدث معهم فيما كنت ممسكة بكوب من الشاي و كل تركيزي وضعته في وجوه الضيوف ..

- تفضل د. طارف
كانت هذه سما تناول الدكتور طارف كوباً من الشاي

- شكراً سما
- العفو

ثم التفتت إلي و قالت :
- لديكِ استراحة طويلة حتى محاضرتك الأخرى .. صحيح ؟

- أجل .. لماذا ؟

- أريد مساعدتكِ في تركيب شريط الافتتاح و أيضاً التحقق من جميع المايكروفونات منذ اليوم

- بالطبع .. دعينا نفعل ذلك ما أن ننتهي من الشاي

- تفعلن ماذا ؟ هل تريد الفتيات الجميلات أي مساعدة من الشخص الوسيم ؟
كان ذلك عمار الذي التقط طرف حديثنا

- أجل عمار تحقق من وجود قاعدة لدفتر تعليقات الزوار كما هي العادة في كل حدث و ضعه عند البوابة .. تأكد أن هناك أكثر من ثلاثة أقلام حتى نمنع الازدحام

- بالطبع .. سأجلب دفتر زوار جديداً في الحال من غرفة النادي .. هل تحتجن لأي شيء آخر من هناك ؟

- كلا شكراً

أسرع عمار إلى الباب فيما لحقته أماني لتذهب إلى محاضرتها .. كان يوسف مشغولاً بالحديث مع ضيوفنا الجدد فأشرت له من بعيد بالسلام

حين انتهى وقت الشاي سارعنا أنا و سما لعمل اللازم .. اخترنا شريطاً بنفسجياً تتوسطه عقدة بيضاء و احضرنا مقصاً أبيض خصيصاً ليتلائم مع لون الشريط ..

أتى د. طارف و قد سنحت له الفرصة أخيراً بالتملص من الآخرين
- عمل رائع

ردت سما
- شكراً دكتور

فيما كنت صامتة تماماً و قد أعطيت تركيزي كله للعقدة البيضاء ثم زفرت بعض الهواء و قلت :
- هل نذهب لفحص المعدات ؟

- هيا بنا

حينما مررت من جانبه لمحته و هو ينظر إليّ باستغراب .. هل يعتقد أنني سأصفح عنه حين نكون مع الآخرين ؟ هو يحلم إذاً ! عليه أن يقر أن أي واحدة مكاني كانت ستشعر بذات الاشمئزاز الذي شعرت به تجاه طريقة حديث تلك الفتاة !

فحصنا المعدات التي سنحتاجها كلها .. و قمنا بمساعدة بعض الأكشاك .. كان الآخرون يذهبون و يأتون حسب وقت محاضراتهم و انصرف جميع الأشخاص من الجهات المشاركة حتى أصبحت الثالثة ظهراً .. بقينا أنا و هو لوحدنا في الملعب .. أستطيع أن أجزم أنني سمعت صوت صرصار الليل من شدة الهدوء و الصمت

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن