51- معاً مجدداً

345 22 200
                                    

أغلقت المكالمة و بقيت أحدق بالسقف ، لا أريد التفكير بأي شيء سلبي ، أنا أحبه ، كلا ، أنا في بداية حبي له ، أريد أن أحبه أكثر كل يوم ، أريد أن يكون بجانبي في هذه الحياة ، رغماً عن كل شعور سيء ، رغماً عن كل الأميال التي تفصل دولتينا ، رغماً عن كل شخص يحاول التأثير في هذه العلاقة بشكل سلبي ، رغماً عن كل المصاعب التي قد نواجهها ، رغماً عن كل ما حدث في حياة كل فرد منا !

خلدت في نوم عميق لم أستيقظ منه إلا على صوت رنين الهاتف ، على ما يبدو أن طارف عائد و بقوة إلى الأيام التي يوقظني فيها مبكراً ! رددت عليه و قلت :
- اهلاً

- اهلاً عزيزتي .. ألا تزالين نائمة ؟

- أجل ، كم الساعة الآن ؟

- إنها الحادية عشرة لديكِ

- لماذا استيقظت باكراً ؟

- عليّ تجهيز حقيبتي و الذهاب للمطار

- صحيح ، كيف نسيت هذا ؟ أنا سعيدةٌ جداً لأنك عائد .. متى ستصل إلى هنا ؟

- هييه استيقظي كفاكِ كسلاً ! سأصل عند الثامنة مساءً

- لقد اشتقت إليك

- و أنا كذلك اشتقت إليكِ عزيزتي .. هل ازددتي طولاً عن آخر مرة رأيتكِ فيها ؟

- هييه توقف ! لن يتغير شيئاً في طولي مهما حاولت

ضحك قبل أن يقول :
- لقد كنت أمزح معكِ و حسب ، و لكن أخبريني ريم ، ألا يطعموكِ في المنزل ؟ هل تعانين من الجوع و لهذا أنتِ صغيرةٌ جداً ؟

- مزاجك في أقصى حالاته بينما أنا أحاول التغاضي عن حقيقة إيقاظك لي

ضحك و قال :
- أنا أعتذر حقاً لكنني لن أغلق هذه المكالمة

- لا تغلق بل استمر بالحديث ، أنا استمع

- ريما ، اليوم حينما استيقظت ، وجدت نفسي أفكر بأمر ما

- ما هو ؟

- كيف لفتاة أن تجعلني أحب عملي ، و المكان الذي لا تنتمي له جيناتي ، و الحي الذي تقطن فيه ، و أن تكون عيناها كسحر ألقاه مشعوذ بارع في قلب مهجور .. كيف لكِ أن تفعلي هذا بي ؟

- طارف ، هل أصبحت تكتب رسائل حب الآن ؟

- كلا ريم ، أنا جاد فعلاً

- لا أعلم بماذا عليّ أن أجيبك .. ربما كنت فعلاً ساحرةً و ألقيت عليك تعويذة ما ، عليك أن تحذر يا رجل !

ضحك و قال :
- هذا هو السبب إذاً ! لقد كنت أشك بهذا بالفعل !

- طارف

- أجل عزيزتي

- حينما تعود ، سأخبرك بأمر جميل ، اتفقنا ؟

- هل هو جميل فعلاً ؟

- في الحقيقة ، إنه مجرد اقتراح لتقوية علاقتنا بطريقة ممتعة

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن