أغلقت المكالمة و بقيت أحدق بالسقف ، لا أريد التفكير بأي شيء سلبي ، أنا أحبه ، كلا ، أنا في بداية حبي له ، أريد أن أحبه أكثر كل يوم ، أريد أن يكون بجانبي في هذه الحياة ، رغماً عن كل شعور سيء ، رغماً عن كل الأميال التي تفصل دولتينا ، رغماً عن كل شخص يحاول التأثير في هذه العلاقة بشكل سلبي ، رغماً عن كل المصاعب التي قد نواجهها ، رغماً عن كل ما حدث في حياة كل فرد منا !
خلدت في نوم عميق لم أستيقظ منه إلا على صوت رنين الهاتف ، على ما يبدو أن طارف عائد و بقوة إلى الأيام التي يوقظني فيها مبكراً ! رددت عليه و قلت :
- اهلاً- اهلاً عزيزتي .. ألا تزالين نائمة ؟
- أجل ، كم الساعة الآن ؟
- إنها الحادية عشرة لديكِ
- لماذا استيقظت باكراً ؟
- عليّ تجهيز حقيبتي و الذهاب للمطار
- صحيح ، كيف نسيت هذا ؟ أنا سعيدةٌ جداً لأنك عائد .. متى ستصل إلى هنا ؟
- هييه استيقظي كفاكِ كسلاً ! سأصل عند الثامنة مساءً
- لقد اشتقت إليك
- و أنا كذلك اشتقت إليكِ عزيزتي .. هل ازددتي طولاً عن آخر مرة رأيتكِ فيها ؟
- هييه توقف ! لن يتغير شيئاً في طولي مهما حاولت
ضحك قبل أن يقول :
- لقد كنت أمزح معكِ و حسب ، و لكن أخبريني ريم ، ألا يطعموكِ في المنزل ؟ هل تعانين من الجوع و لهذا أنتِ صغيرةٌ جداً ؟- مزاجك في أقصى حالاته بينما أنا أحاول التغاضي عن حقيقة إيقاظك لي
ضحك و قال :
- أنا أعتذر حقاً لكنني لن أغلق هذه المكالمة- لا تغلق بل استمر بالحديث ، أنا استمع
- ريما ، اليوم حينما استيقظت ، وجدت نفسي أفكر بأمر ما
- ما هو ؟
- كيف لفتاة أن تجعلني أحب عملي ، و المكان الذي لا تنتمي له جيناتي ، و الحي الذي تقطن فيه ، و أن تكون عيناها كسحر ألقاه مشعوذ بارع في قلب مهجور .. كيف لكِ أن تفعلي هذا بي ؟
- طارف ، هل أصبحت تكتب رسائل حب الآن ؟
- كلا ريم ، أنا جاد فعلاً
- لا أعلم بماذا عليّ أن أجيبك .. ربما كنت فعلاً ساحرةً و ألقيت عليك تعويذة ما ، عليك أن تحذر يا رجل !
ضحك و قال :
- هذا هو السبب إذاً ! لقد كنت أشك بهذا بالفعل !- طارف
- أجل عزيزتي
- حينما تعود ، سأخبرك بأمر جميل ، اتفقنا ؟
- هل هو جميل فعلاً ؟
- في الحقيقة ، إنه مجرد اقتراح لتقوية علاقتنا بطريقة ممتعة
أنت تقرأ
بعد كل شيء
Romanceمن يتحمل خسارات المرء حين تفيض عن احتماله ؟ من يشد أزر أنثى تركت كل شي لتبحث عن نفسها و لا تجدها ! من يملك الصبر العظيم لاحتمال كل ما لا يحتمل ؟ هل من شجاعة المرء أن يكتب قصته البشعة أم هي دناءة منه ؟ هل التخلي عـمن نعتقد أننا نحب و متيقنين تمام ا...